
شهـد المركز الجامعي بمغنية خطوةً رائدة نحو المستقبل، مع تدشين دار الذكاء الاصطناعي في الثالث عشر من مارس 2025، هـذا المشروع ليس مجرد إنشاء فضاء أكاديمي، بل هو حلم وطموح قد أصبح واقعًا، نحتفل به اليوم بكل فخر.
لقد وضعنا أمامنا هدفًا طموحًا: أن نكون روادًا في نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي، ليس فقط داخل أسوار الجامعة، ولكن على مستوى المجتمع العلمي بأسره، يقول الدكـتور “حمرة حسني”، حيث تعتبر دار الذكاء الاصطناعي بمثابة نقطة التقاء حيوية بين الطلبة والأساتذة والباحثين، حيث نسعى إلى تبسيط المفاهيم المعقدة للذكاء الاصطناعي وتسهيل الوصول إليها، مما يجعلها أداة تمكّن الجميع من المشاركة في هذا التحول التكنولوجي الهائل.
وقد تم تصميم هذه الدار لتتماشى تمامًا مع رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي جعلت من الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية لتحقيق التنمية العلمية والمستقبل الرقمي للبلاد، إذ ابـتـداء من الموسم الجامعي المقبل، سيتم إطلاق برنامجًا متكاملًا من ورشات عمل، ودورات تدريبية معتمدة، وندوات علمية.
بالإضافة إلى تحديات طلابية، كلها تهدف إلى تعزيز قدرات الطلبة على الابتكار واكتساب مهارات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بما يؤهلهم ليكونوا فاعلين في المستقبل التكنولوجي الذي نعيشه، لكن الهدف لا يقتصر على الطلاب فقط، بل الكل يؤمن بأن الذكاء الاصطناعي هو المفتاح لتحقيق تكامل فعال بين الجامعة ومحيطها الاجتماعي والاقتصادي.
ولذلك، تسعى دار الذكاء الاصطناعي إلى بناء جسور تعاون مع مختلف القطاعات، لاسيما في مجالات التعليم، الصحة، البيئة والتشغيل، بهدف مواكبة تطلعات المجتمع الرقمي، فمنذ انطلاقتها، كانت دار الذكاء الاصطناعي حافلة بالأنشطة الفعّالة، أبرزها قافلة الذكاء الاصطناعي، التي جابت الجامعة بهدف نشر مفاهيم الذكاء الاصطناعي بأسلوب تفاعلي ومبسط، حيث كانت لحظات مليئة بالتفاعل والمناقشات المثمرة، مما يعكس مدى اهـتمام الطلبة وتطلعهم لهذه التقـنية الحديثة.
تنظيم ورشة علمية نحو محتوى تعليمي ذكي
وفي إطار نفس الرؤية المستقبلية، يعتزم المركز الجامعي قـريـبًا تنظيم ورشة علمية تحت عـنوان “الذكاء الاصطناعي والتعليم الإلكتروني: نحو محتوى تعليمي ذكي”، لتسليط الضوء على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير محتويات تعليمية ذكية تسهم في إثراء العملية التعليمية وتعزيز التحول الرقمي في مؤسساتنا التعليمية، وبإطلاق دار الذكاء الاصطناعي، حيث إنه لا يمكن فقط فتح أبوابًا للمعرفة، بل فتـح آفاقًا جديدة لبناء جيل مستنير، مبدع وفاعـل، قادر على مواجهة تحديات العصر الرقمي وصناعة المستقـبل، يمكن لدار الذكاء الاصطناعي أيضا أن توفّـر فـرصا للتكوين في مجال الذكاء الاصطناعي، كما تمنح للمهتمين فرصا نادرة للقاء مختصين وخبراء في المجال، وكذا أصحاب مؤسسات ومتعاملين اقتصاديين ومهتمين بمنتجات الذكاء الاصطـناعـي.
نـدوات إلكترونية حول دور الذكاء الاصطناعي لدعم الطلاب أصحاب المشاريع المبتكرة
بالموازاة مع ذلك، وفي إطار تعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في الجامعة الجزائرية ودعـم الباحثين والطلاب أصحاب المشاريع المبتكرة، عـقـد نهاية الأسبوع الماضي عـبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد اللـقاء الوطني حول دور الذكاء الاصطناعي، حيث ترأست اللقاء المنسقة الوطنية الأستاذة “إيمان بن مخلوف”، تحت إشراف الأستاذ “أحمد مـير”، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمتابعة الابتكار وحاضنات الأعمال الجامعية، وبمشاركة الأستاذة “خديـم فـراح” ممثلة للمركز الجامعي مغنية، تضمن اللـقاء استعراض وتقـدير الأعمال المنجزة، وكذا التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات لتبادل الخبرات وتوحيد الجهود، إلى جانب توفير الدعم والتكوين لأصحاب المشاريع المبتكرة، مع إعـداد برنامج متخصص لتأهيل المدربين في مجال الذكاء الاصطناعي، توحيد الرؤى وتحديد محاور العمل المشتركة لدعم التحول الرقمي في الجامعات الجزائرية، بالتعاون مع مختلف الهيئات المستحـدثة.
من جهة أخرى، شارك الأساتذة الباحثون، مديرو مراكز تكنولوجيات الإعلام والاتصال (NTIC)، مدير دار الذكاء الاصطناعي، طلبة الدكتوراه، مسؤولي الواجهات الجامعية، الهيئات البيداغوجية، هيئات ما بعد التدرج في الندوة الإلكترونية الثالثة الموسومة بعـنوان “الرؤية الدولية للذكاء الاصطناعي”، التي نظمتها اللجـنة الوطنية للتعلـيم عن بعـد CNEAD، من تـقـديم الأستاذ “مراد أوسالة” من جامعة أولو بفـنلندا، حيث يعـد الأسـتاذ “مراد أوسالة” من الباحثين البارزين في جامعة “أولو”، وهو متخصص في استكشاف البيانات، دمج البيانات، الرؤية بالحاسوب، الروبوتيك والذكاء الاصطناعي، يمتلك مؤشر h-index قـدره 33 ومؤشر i10-index قـدره 96، مما يعكس تأثيره الكبير في مجاله، نشرت أعماله في مجالات مثل التجميع الضبابي، الكشف عن خطابات الكراهية، تلخيص النصوص والذكاء الاصطناعي، في مؤتمرات ومجلات علمية مرموقة، كـما يتميز نهجه بالاعـتماد على خوارزميات التعلم الآلي المتقدمة وتقنيات تحليل البيانات، ما يساهم بشكل ملموس في الأبحاث النظرية والتطبيقية على حـدّ سواء.
مشروع الروبوت القارب لتنقية مياه البحر من الأوساخ والقاذورات 3

يعـتبر نادي Aero Club من النوادي العلمية الجامعية بالمركز الجامعي مغنية، مخصص لتعزيز المعرفة والمهارات في مجالات الهندسة الميكانيكية، الإلكترونيات، الروبوتات، والبحث والتطوير في مجال الطائرات بدون طيار (drone)، حيث يهدف النادي إلى توفير بيئة تعليمية ديناميكية تتيح للطلاب استكشاف الأفكار الجديدة وتطبيق المفاهيم الهندسية في مشاريع عملية، إذ يتكون من عـدة فرق متخصصة، على غرار فريق التصميم ثلاثي الأبعاد الذي يعمل على تطوير نماذج ثلاثية الأبعاد باستخدام برامج متقدمة، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج الأجزاء اللازمة للمشاريع، إلى جانب فريق الهندسة الميكانيكية والذي يركز على تصميم وصناعة الهياكل والمحركات وكل ما يتعلق بالجانب الميكانيكي للمشاريع، وكذا فريق الإلكترونيات والمتخصص في تطوير الدوائر الإلكترونية والبرمجة اللازمة لتشغيل الأجهزة والمستشعرات المستخدمة في المشاريع.
مشروع النادي الحالي حسب الطالب “بوهنة أنس” رئيس نادي Aero Club بالمركز الجامعي مغنية، هو تطوير روبوت مبتكر على شكل قارب مخصص لتنقية مياه البحر من الأوساخ والقاذورات، حيث يقـوم هذا الروبوت بالبحث عن الملوثات باستخدام حساسات متطورة، كما يستطيع التعرف عليها بدقة، وبعـد تحديد موقع الأوساخ، يقوم الروبوت بجمعها بطرق أكثر فعالية وإيداعها في شبكة مخصصة، مما يـسهم في تحسين جودة المياه البحرية وحماية البيئة، حيث تستخدم الكاميرا لتحديد الأجسام، كما أنه يميز الروبوت بين الأجسام الصغيرة التي يمكن حملها والأجسام الكبيرة التي لا يمكن حملها، وعند التعرف على جسم كبير يصدر الروبوت صوتا عاليا ويغير اتجاهه، إذا كان الجسم صغيرا يصدر صوتا منخفضا ويتوجه نحوه لجمعه، وبعد تغطية مساحة محددة، يعود الروبوت تلقائيا إلى نقطة انطلاقه.
ويعـتبر هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحقـيق الاستدامة البيئية، إذ يمثل دمجا بين هندسة الروبوتات والتقنيات الحديثة في التعرف على الأجـسام، كما يهدف إلى تطوير روبوت قادر على العمل في بيئات مائية، مما يـسهم في تحسين جهود جمع الأوساخ والحفاظ على نظافة المسطحات المائية، فضلا عن ذلك يقلل من الحاجة للتدخل البشري في عمليات التنظيف، مما يوفر الوقت والجهد، إلى جانب ذلك يعزز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية في التطبيقات البيئية، مما يفتح آفاق جديدة للابتكار.
هذا، ويؤمن رئيس النادي بأن هـذا المشروع ليس مجرد تجربة تقـنية، بل هو دعوة للتعاون والتفاني في الحفاظ على نظافة محيطنا.
ع. أمــيــر