
وسط أجواء احتفالية تراثية نابعة من الهوية الثقافية، اختتمت بدائرة سيدي الجيلالي التاريخية فعاليات التظاهرة المحلية خيمة الفن التشكيلي، بعرض مزيج من التراث الجزائري جمع بين العادات والتقاليد والتراث، ما شكل صورة حية للهوية الوطنية التي تتوارثها الأجيال بكل فخر واعتزاز، وعكس بعمق روح الأجداد.
وعرفت التظاهرة التي استقطبت عشرات الفنانين والمواطنين من مختلف المناطق، والتي استمرت طيلة 5 أيام كاملة، العديد من النشاطات الثقافية والفعاليات الفكرية مع معرض موسع للفن التشكيلي، بمشاركة عشرات الفنانين التشكيليين ما ساهم في توفير مساحة للتبادل الفني والثقافي.
كما كانت الفرصة مناسبة لعرض مختلف العادات والتقاليد التي تشتهر بها دائرة سيدي الجيلالي والمناطق المجاورة لها، كرقصات العلاوي، الفلكلور والصف الشعبي، مما أعطى طابعا مميزا لهذه التظاهرة الثقافية المميزة التي تشكل في مفهومها العام منبع الهوية الثقافية، وخلاصة التجارب الإنسانية التي تعكس تطور المجتمع ونموه فكانت صورة حية للهوية الوطنية التي تتوارثها الأجيال بكل فخر واعتزاز وبأنامل فنانين مبدعين.
شهدت التظاهرة معرضا للفنون التشكيلية بمكتبة سيدي الجيلالي، حيث جسدت اللوحات المعروضة الجمال والإبداع عبر لوحات أبدع فيها فنانين من مختلف المناطق، ساهموا في رسم معالم ثورة نوفمبر المجيدة ومقاومة الشعب الجزائري للاستعمار الفرنسي، وغيرها من اللوحات التي عكست الموروث الثقافي الكبير الذي تزخر به الجزائر، مع رسم جدارية كبيرة على واجهة المدينة.
كما عرفت الفاعلية تنظيم محاضرة بعنوان “دور الثقافة والفنون في تشكيل المجتمعات”، قدّمها الدكتور “بشلاغم جيلالي” أستاذ بجامعة غليزان، حيث أضاء من خلالها أهمية الإبداع في بناء الوعي الجماعي والحفاظ على الهوية الثقافية.
لتتواصل خيمة الفن والإبداع ببرنامج ثقافي متنوع يجمع بين المعارض الجلسات الأدبية والأمسيات الشعرية والورشات الفنية والعروض، التي تحتفي بالكلمة والفن والتراث، لتختتم التظاهرة الثقافية بأمسية فنية أبدعت من خلالها فرقة “أوتار” وفرقة الرقص الشعبي، مع تكريم جميع المشاركين في الطبعة.
وأكد مدير الثقافة والفنون، السيد “أمين بودفلة”، أن التظاهرة الثقافية خيمة الفن التشكيلي تشكل بيئة فنية مثالية، تسهم في التقاء الفنانين من شتى الأساليب والتيارات الفنية، وتبادل الخبرات والتجارب الفنية فيما بينهم، مشيرا إلى أن المهرجان يتيح فرص قيمة من التفاعل المثمر بين الطاقات المتميزة والحوار الفني الهادف بين المواهب المبدعة في عديد الفنون.
وبدوره، أكد مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتلمسان، السيد “طرشاوي محمد”، أن تظاهرة خيمة الفن التشكيلي المنظمة من طرف المكتبة بالتنسيق مع جمعيات “النور” الثقافية و”البصمة”، وكذا جمعية الهضاب للفنون التشكيلية، جاءت لتشكل فضاء جمع بين جماليات الفن ومتعة القراءة، من خلال برنامج متنوع يضم معارض تشكيلية لأعمال فنانين عروض للتعريف بالكتب إلى جانب جلسات شعرية وأدبية تحتفي بالكلمة والشعر والإبداع، معتبرا أن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ومديرية الثقافة بتلمسان، رسمتا منذ سنوات تصورا واضحا بشأن تنويع وتدعيم التظاهرات الثقافية الوطنية والمحلية التي تماشيا ومتطلبات كل منطقة، وبالشكل الذي يمكن الجهة المنظمة من إبراز تقاليد وعادات وتراث المنطقة، وفق ما يخدم التراث الثقافي الوطني.
وكشف المتحدث أن التظاهرة عرفت سهرات فنية وموسيقية تُبرز التراث المحلي والأنغام الأصيلة، بالإضافة إلى ورشات فنية وتكوينية موجهة للأطفال والشباب لتنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم في مجالات الرسم والفن مع تخصيص فضاءات للتعريف بالعادات والتقاليد المحلية، وإبراز خصوصيات الهوية الثقافية للمنطقة بغية إثراء الحياة الثقافية والفنية، وتعزيز التواصل بين الفنانين والمجتمع.
كما كانت التظاهرة بمثابة تكريم للفنان التشكيلي المرحوم “أحمد مباركي”، الذي توفي خلال الأيام الماضية، ويشكل هذا المنتدى الفني الذي يقام في شكل ورشات فنية، فضاء لإبراز مهارات المشاركين في مجال توظيف التقنيات الحديثة للفن التشكيلي في التراث والموروث الثقافي الجزائري، على وجه الخصوص ورافقت الفعالية قافلة للكتاب تضم عشرات الكتب والعناوين إضافة إلى أنشطة ترفيهية وورشات موجه للأطفال.
ع. جرفاوي