لك سيدتي

خلال مشاركتها في المهرجان الدولي للمنمنمات بتلمسان

 الدكتورة "أميرة بوريشة" تقدم مداخلة حول المدرسة الجزائرية لفن المنمنمات

تميز المهرجان الدولي لفن المنمنمات وفنون الزخرفة الذي احتضنه قصر الثقافة بولاية تلمسان، من خلال ما قدمته الدكتورة “أميرة بوريشة”، الأمينة العامة للاتحادية الوطنية للمجتمع المدني وأستاذة بقسم الفنون بجامعة الجزائر 2، خلال مداخلتها والتي سلطت الضوء على المدرسة الجزائرية لفن المنمنمات وتطورها عبر المراحل الزمنية

هذا واستعرضت “بوريشة” في المداخلة دور هذا الفن الراقي في الحفاظ على الهوية الثقافية للجزائر، خاصة خلال فترة الاستعمار الفرنسي وما بعدها، حيث شكّل أداة فعالة لمقاومة الطمس الثقافي للشخصية الوطنية والهوية الجزائرية وتأكيد عمق الانتماء الوطني. كما تطرقت إلى خصوصية المدرسة الجزائرية التي تجمع بين الأصالة والانفتاح الثقافي، مع بصمة جزائرية واضحة تميزها عن المدارس الأخرى، وأوضحت “بوريشة” أهمية المنمنمات كوسيلة لتوثيق الحكايات الشعبية، وتصوير المرأة الجزائرية بكل ما تحمله من عراقة وأصالة، بالإضافة إلى إبراز الطابع العمراني الفريد للجزائر، ما يجعل هذا الفن شاهداً حياً على التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي عاشتها البلاد، كما دعت إلى ضرورة تعزيز مكانة هذا الفن في المجتمع عبر إدماجه في المناهج التعليمية من الأطوار الأولى وصولاً إلى التعليم العالي، وتشجيع المؤسسات المصغرة على تبنيه كوسيلة مبتكرة للحفاظ على التراث الوطني وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية

ووجهت “بوريشة” شكرها الخاص لوزارة الثقافة والفنون على جهودها الكبيرة في النهوض بالفن في الجزائر واستقطاب المثقفين والفنانين، ما يعكس حرصها على تعزيز الهوية الثقافية الوطنية وإبراز مكانة الجزائر في المشهد الفني العالمي. كما نوهت بالدور البارز لمحافظ المهرجان، الدكتور “طرشاوي بلحاج”، مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، الذي ساهم بخبرته في إنجاح هذا الحدث الثقافي المتميز، وأشادت أيضاً بمستوى المحاضرات التي قدمها الأساتذة، وبمساهمات الفنانين الجزائريين الذين أضفوا عمقاً وإبداعاً على فعاليات المهرجان، لا سيما تكريم الفنانة القديرة التي مثلت العنصر النسوي بأبهى صوره في هذا الفن الأصيل، مؤكدةً أن هذا التكريم يعكس المكانة المرموقة التي تحتلها المرأة الجزائرية في المشهد الفني والثقافي.

كما عبّرت عن تقديرها للتنظيم المحكم الذي ساهم في إبراز صورة مشرّفة للجزائر، وللحضور المميز للفنانين الأجانب الذين أبدوا إعجابهم الكبير بأصالة الجزائريين ورقي فنهم، مما يعكس عمق الحضارة الجزائرية وقدرتها على التأثير والإلهام.

عمر بكاي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى