لم تعد التكنولوجيا الحديثة حكرا على الدول المتقدمة بل أصبحت الكثير من الدول تنافسها في مجال الرقمنة، والذكاء الإصطناعي، ولعل الجزائر مثال حي خلى ذلك بحيث أثارت الروبوتات التي طورها شباب جزائريون الإعجاب في كوريا الجنوبية خلال حدث عالمي مخصص لابتكارات الأطفال في مجال الروبوتات، وحصلت الفرق الجزائرية المشاركة في المسابقة على المركز الأول في فئتها.
وزير الشركات الناشئة واقتصاد المعرفة، ياسين وليد، أبدى فخره الكبير واعتزازه بهذا الإنجاز العالمي، حيث كتب تدوينة على (الفايسبوك) قال بها:” الجزائر تحقق الميداليات أيضًا خارج الحلبات والمضامير، وعلمنا يُرفع أيضًا في المسابقات التكنولوجية. أريد أن أهنئ الشركة الناشئة NewGateRobot المتخصصة في تعليم الروبوتيك والتي قامت بمرافقة نوابغنا في الروبوتيك والذين تحصلوا على المرتبة الأولى في المسابقة العالمية لروبوتيك الأطفال بكوريا الجنوبية، في عدد من الاختصاصات، حيث اقترحت الفرق الجزائرية الفائزة مشاريع في مجال الطب وابتكارات ذكية لإطفاء الحرائق وكذا مشاريع منازل ذكية. كل التقدير لنوابغنا من ولايات المدية، سطيف والجزائر العاصمة على هذا التميز. الفوز بالمسابقة تم تحقيقه عبر الجد والدراسة وليس عبر التمسك باللباس التقليدي, لكل شيء سياقه ورفع العلم الوطني كان أكثر من كافِ. قد أكون مخطئ لكن أعتقد أن الجزائري لديه مركب نقص من قدراته (وهويته؟) وهذا الأمر يجعله يزيد عليها ويحاول إضافة صبغة الثقافة بقوة في كل المناسبات حتى تلك التي ليس لها أي علاقة بالسياق الثقافي لا أقارن هنا انبهارا بالغرب لكن هل نرى فريق الروبوتيك الياباني يقوم بالتقاط صور بالكيمونو أو الفريق الأمريكي بلباس رعاة البقر؟”. ولعل ما يثير الإعجاب والإهتمام هو أصغر عضو في الحكومة يتلقى التهنئة على شبكات التواصل الاجتماعي بإعلانه عن أداء العباقرة الجزائريين الشباب في كوريا الجنوبية. ويتزامن هذا التميز مع مواطنيها في دورة الألعاب الأولمبية بباريس حيث حصلت الجزائر على ميداليتين ذهبيتين حصلت عليهما كايليا نمور في الجمباز وإيمان خليف في الملاكمة، وميدالية برونزية فاز بها عداء نصف المسافة جمال صدجاتي في سباق 800 متر. وقد تم الإشراف على الشباب الجزائريين الذين شاركوا في دورة سيول ودعمهم خلال هذه المسابقة الدولية من قبل الشركة الجزائرية الناشئة New Gate Robot المتخصصة في تعليم الروبوتات، والتي هنأها أيضا ياسين وليد بنفس المناسبة.
الطب وإطفاء الحرائق والمنازل الذكية: هذه الروبوتات التي صممها شباب جزائريون
وعليه اقترحت الفرق الجزائرية روبوتات تخدم استخدامات مختلفة في مجالات مختلفة مثل الطب وإطفاء الحرائق وحتى المنازل الذكية. وقد أذهل هؤلاء الشباب من ولايات المدية وسطيف والجزائر العاصمة بابتكاراتهم وأذهلت لجنة تحكيم المسابقة. وفي النهاية عادت الفرق الجزائرية من سيول بالمركز الأول في فئتها. هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها شباب جزائريون في مسابقة دولية مخصصة للابتكار. في ماي 2023، هنأ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون طلاب جامعات باتنة وبجاية والجزائر العاصمة والجزائر الأولى والبليدة الأولى وسعيدة وسيدي بلعباس ووهران وتلمسان الذين انتزعوا المركزين الأول والثاني في مسابقة شنتشن للتكنولوجيا (الصين). وفي جويلية الماضي، هنأ رئيس الدولة الشاب دراش شمس الدين العبد العالي الذي فاز بالميدالية الذهبية في الأولمبياد الدولي للرياضيات الذي أقيم ببريطانيا العظمى.
إلـهـام .م
