بكل صراحة

خطاب الصراحة والمكاشفة

بكــل الــصــراحــة

كان خطاب للأمة الذي ألقاه رئيس الجمهوريةـ السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، خلال أشغال الدورة غير العادية للبرلمان المجتمع بغرفتيه بقصر الأمم بنادي الصنوبر (الجزائر العاصمة) وقعا كبيرا وصدى قويا في الأوساط السياسية والرأي العام، حيث اعتبر تاريخيا منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وإلتزاما بالدستور وتجسيدا لثقافة الحكم الرشيد، وتأكيدا من الرئيس على وفائه بالتزاماته نحو الشعب أولا وممثليه. لقد قدّم عرضا شاملا للسياسة العامة التي اتخذها منذ أربعة أعوام من أدائه اليمين الدستورية، وعرض كل ما تم تحقيقه من إنجازات ومشاريع ووعود، بل استعرض أمام نواب البرلمان بغرفتيه التفاصيل الدقيقة لسياسته الداخلية والخارجية ومن خلالها المواقف الثابتة للجزائر إزاء القضايا لدولية العادلة، ناهيك عن إعطاء نظرة إستشرافية للجزائر الجديدة من خلال ما هو منتظر من المشاريع العملاقة التي بادرت البلاد في تجسيدها على غرار منجم غار جبيلات الذي سيكون بدون أدنى شك قاطرة حقيقية للاستثمار خارج قطاع المحروقات، ناهيك عن القطاعات الصناعية والفلاحية الأخرى التي بدأت تؤتي أكلها بلغة الأرقام. كما أنّ الإصلاحات التي شرع فيها الرئيس تبون منذ بداية عهدته الأولى أخذت نصيبا مفروضا من خطابه للأمة، واستعمل أسلوب المصارحة والمكاشفة ليعرف الشعب الجزائري كل صغيرة وكبيرة يقوم بها، وما تمّ تحقيقه وما هو قيد الأنجاز، دون إغفال عين الحقيقة ان هناك بقايا من العصابة تريد إفساد ما شرع فيه من إصلاحات، وكشف الغطاء عنهم ومكائدهم ومناوراتهم التي قال عنها رئيس الجمهورية لن يُسمع لها ركزا في القريب العاجل لأنها باتت مفضوحة ومعروفة الإتجاهات. لقد كان خطاب الرئيس بطل صراحة وفي الصميم ووضع الأصبع على الجرح والبلسم الشافي عليه، فكان الرئيس مثل الطبيب الماهر الذي يكوي الجرح لمداواته دون أن يُحرقه، ومثل ربّان السفينة الذي يُدير أشرعة السفينة في قلب الإعصار لكن دون أن يٌغرقها بل لإخراجها إلى بر الأمان. ولأنّ (الجزائر الجديدة) عهد وموثق وإلتزام، كان على السيد عبد المجيد تبون أن يكون أول من يؤسس لها تقاليد سياسية وأخلاقية، حتما سيذكره التاريخ أنه من زعماء الجزائر وصُنّاع قرارتها المصيرية في الظروف العصيبة دون مراء.

بقلم: رامــي الــحــاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى