تكنولوجيا

خبراء الذكاء الاصطناعي يدقون ناقوس الخطر

التحذير من خطر هيمنة الروبوتات

نشر نخبة من العلماء وخبراء الذكاء الاصطناعي رسالة مفتوحة حذروا من خلالها من مخاطر هذه التكنولوجيا الحديثة مستقبلا وطالوا فيها بضرورة فرض حظر على “الأسلحة الهجومية المستقلة” التي قد تتتسبب في ابتكارها واستخدامها الروبوتات الذكية. بحيث في القصة القصيرة “الهرب” (Runaround) التي نشرت في عدد مارس 1942 في مجلة “الخيال العلمي المذهل” (ِAstounding Science Fiction)، صاغ إسحاق عظيموف، المؤلف الأميركي، الروسي المولد، “قوانين الروبوتات الثلاثة” (Laws of Robotics) الهادفة لحماية الإنسان من خطر الروبوت، وهذه القوانين هي:

(1)- يجب ألا يتسبب الروبوت في حدوث أي أذى للبشر.

(2)- يجب على الروبوت أن يطيع الأوامر التي يصدرها له الإنسان، إلا إذا تعارضت مع القانون الأول.

(3)- يجب على الروبوت أن يدافع عن نفسه إلا إذا تعارض ذلك مع القانونين الأول والثاني.

وعليه، لا يقتصر التحذير من خطورة الروبوتات الذكية على أفلام الخيال العلمي، ففي جويلية عام 2015، نشرت مجموعة من العلماء وخبراء الذكاء الاصطناعي رسالة مفتوحة تدعو إلى فرض حظر على “الأسلحة الهجومية المستقلة” التي قد تنشرها الروبوتات الذكية وبشكل ذاتي ما يمكنها من الاغتيالات، وزعزعة استقرار الدول، وإخضاع السكان، وقتل مجموعات عرقية معينة بشكل انتقائي. وانضم إلى هذه المجموعة إيلون ماسك وعالم الفيزياء ستيفن هوكينج.

كرونولوجية الربوتوتات

كلمة روبوت تشيكية الأصل وتعني عامل السخرة أو العبد، ظهرت لأول مرة عام 1920، في مسرحية الكاتب التشيكي كارل تشابيك “روبوتات روسوم العالمية”، حيث صاغ جوزيف شقيق الكاتب كلمة روبوت، ثم دخلت قاموس اللغة الإنجليزية عام 1923. أما فكرة الروبوت فتعود إلى الأساطير والاختراعات القديمة، غير أن أول روبوت شبيه بالإنسان هو الذي بناه البريطاني رون وينسلي عام 1927، وأطلق عليه اسم هربرت تيليفوكس، وكانت إمكانياته ضعيفة جدا. وفي عام 1966 طور معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الروبوت شيكي (Shakey) القادر على التنقل وتجنب العوائق باستخدام ذكاء اصطناعي بدائي. وتكاثر ظهور الروبوتات الشبيهة بالإنسان والمدعومة بالذكاء الاصطناعي ابتداء من العقد الثاني من هذا القرن، فظهرت الروبوت “صوفيا” (Sophia) في 14 فبراير 2016، وظهر الروبوت “أميكا” (Ameca) التفاعلي الذي يتميز بتعبيرات وجه وحركات طبيعية أوائل عام 2022. وأعلنت شركة تسلا في 19 أوت 2021 عن بدء الشركة بتطوير روبوت شبيه بالإنسان أطلقت عليه اسم “أوبتيموس” (Optimus)، لكن النسخة الأولية منه لم تعرض إلا في سبتمبر/أيلول عام 2022، ثم عرضت النسخة الثانية من هذا الروبوت أواخر عام 2023.

انتشار الروبوتات والذكاء الاصطناعي

التحذير من انتشار الروبوتات الذكية لا يقتصر على خطورتها المحتملة بل من البطالة التي ستحدثها. ويبلغ عدد الروبوتات العاملة حاليا نحو 3.9 ملايين روبوت عالميا، وفق “الاتحاد الدولي للروبوتات) ويتوقع الخبراء أن يشهد عدد الروبوتات نموا كبيرا في الأعوام المقبلة. أما ديفيد هولز، مؤسس مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي “ميدجورني” (Midjourney)، في منشور له منتصف جانفي 2024، يتوقه أن يصل عدد الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى مليار روبوت في أربعينيات القرن الـ21.

ق.ح/ وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى