حل باحثون وخبراء في المجال الفلاحي من جامعتي بيروجا الإيطالية وبرشلونة الإسبانية بمزارع غربي وهران بزيارة ميدانية للعديد من المستثمرات الفلاحية بكل من بلديتي مسرغين وبوسفر في إطار الشراكة من أجل الابتكار والبحث في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط “بريما” بحضور المصالح الفلاحية بوهران وإطارات من المعهد الوطني للبحوث الزراعية.
يندرج المشروع في إطار سلسلة النشاطات الميدانية ضمن مشروع إنتاج الأسمدة والبوليميرات الحيوية المستخرجة من المخلفات والمنتجات الثانوية لسلسة زيت الزيتون.
وفي هذا السياق، يرتقب الاستفادة من الخبرة الأوروبية، حيث طور الباحثون وسائل حديثة قادرة على تحويل بقايا ثمار الزيتون إلى مواد يمكن استخدامها في منتجات تجارية عديدة، وتحاول العديد من الشركات ابتكار طرق جديدة فعالة وواعدة لاستخدام المخلفات المملوءة بالمغذيات.
حيث ترمي الشراكة لتثمين مشاريع الابتكار وخلق شراكة متعددة وتطوير شعبة زيت الزيتون، لاسيما أن اسبانيا وإيطاليا من الدول الرائدة في هذا المجال بحوض المتوسط، وترمي الشراكة لترقية التعاون وجعل شعبة زيت الزيتون أكثر تناغما وانسجاما من خلال استخلاص منتجات ثانوية من شأنها تحقيق الأرباح.
للإشارة، وحسب تقرير نشر بموقع مجلة “هوريزون” (Horizon) التابع للمديرية العامة للبحث والابتكار في المفوضية الأوروبية، فمن المتوقع أن تنمو السوق العالمية لزيت الزيتون من 14.19 إلى 17.8 مليار دولار أميركي في الفترة من 2022-2029. ومع ذلك، ما زالت الشركات العالمية تبحث عن توسيع أسواق هذه التجارة العالمية.
وبعد استخراج زيت الزيتون تنتج الأنظمة المستخدمة لاستخلاصه نوعين من المنتجات الثانوية، ويتعلق الأمر ببقايا صلبة وتشكل الجفت أو تفل الزيتون، وكميات كبيرة من السوائل المعروفة باسم النفايات السائلة لطحن الزيتون وتشكل في مجملها نحو 75 بالمائة من مكونات الثمرة، وعادة لا يستفاد من هذه المخلفات وترمى في مدافن القمامة، ويمكن تحويلها إلى سماد أو وقود في أحسن الأحوال في بعض البلدان، وتعمل الشركات الأوروبية على تطوير طرق للاستفادة من هذا المصدر الغني بالمكونات حتى يمكن استخدامها في منتجات الصحة والجمال والمكملات الغذائية وأعلاف الحيوانات.
تبيع شركة “إيساناتور” الإسبانية حاليا مسحوقا مصنوعا من لب الزيتون الغني بالحديد والبروتينات ومضادات الأكسدة، لاستخدامه في تصنيع ألواح الوجبات الخفيفة والمكملات الغذائية.
وتشمل المنتجات الأخرى الألياف القابلة للذوبان لتعزيز صحة الجهاز الهضمي، والمشروبات المصنوعة من ماء الزيتون والدهون التي يمكن استخدامها كمرطبات للبشرة. أما أوراق شجرة الزيتون، التي تُترك عادة لتتعفن في البساتين أو تحرق من أجل الطاقة، لها أيضا إمكانات تجارية كبيرة. وتعمل الشركة على تطوير طرق لتحويل مخلفات عصر زيت الزيتون بالكامل إلى سلع تجارية.
للتنويه، جمع مشروع يموله الاتحاد الأوروبي العلماء والشركات المتعددة الجنسيات ومزارعي الزيتون لتطوير استخدام أوراق أشجار الزيتون في مجموعة من المنتجات عن طريق تحويل الكتلة الحيوية غير المستخدمة إلى حلول مصممة خصيصا لتطبيقات السوق الدولية ذات القيمة المضافة العالية.
ووفقا للمشروع، فإن نحو 0.2 بالمائة فقط من بقايا أوراق الزيتون في العالم يستخدم لأغراض تجارية، ويريد المشروع زيادتها إلى 15بالمائة بمساعدة شركة تعاونية زراعية إسبانية وشركة سويسرية متعددة الجنسيات تصمم مكونات لصناعة التجميل.
منصور.ج