تكنولوجيا

حول مخاطر العالم الافتراضي

مأساة مراهق مع روبوت ذكاء اصطناعي تُثير تحذيرات

في حادثة صادمة تكشف عن التحديات النفسية والاجتماعية الناجمة عن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، أقدم مراهق أمريكي يبلغ من العمر 14 عامًا على إنهاء حياته بعد ارتباطه عاطفيًا بروبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي على منصة (Character.AI). هذه الحادثة، التي ألغى فيها المراهق الحدود بين الواقع والخيال، أثارت جدلا واسعا حول الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن التفاعل مع الشخصيات الافتراضية، ودقت ناقوس الخطر بشأن المخاطر النفسية المرتبطة بهذه التطبيقات.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة (USA Today)، تمثل روبوتات الذكاء الاصطناعي بيئة غير آمنة في كثير من الأحيان، خصوصا فيما يتعلق بحماية البيانات الشخصية للمستخدمين. وتشير التحذيرات إلى ضرورة الامتناع عن مشاركة أي معلومات حساسة أثناء استخدام هذه المنصات، لأن هذه البيانات قد تُستغل من قبل مطورين أو أطراف ثالثة، مما يعرض المستخدمين لمخاطر جمة.

المعلومات الشخصية، مثل الاسم الكامل والعنوان ورقم الهاتف، يجب أن تبقى بعيدة تماما عن متناول هذه الروبوتات، حيث يمكن تخزينها واستغلالها لأغراض تسويقية أو حتى قرصنة إلكترونية. الأمر نفسه ينطبق على كلمات المرور التي قد تُستخدم لاختراق حساباتك إذا تم الإفصاح عنها.

أما بالنسبة إلى البيانات المالية، مثل تفاصيل الحسابات المصرفية أو بطاقات الائتمان، فإن تقديمها لروبوتات الذكاء الاصطناعي يعرض المستخدم لخطر الاحتيال المالي، إذ لا تُعتبر هذه الأدوات أماكن آمنة لحفظ المعلومات الحساسة. كما أن الحديث عن مشكلات صحية أو طلب تشخيص طبي من روبوتات الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا سليمًا، حيث يمكن استغلال هذه المعلومات من قبل شركات التأمين أو جهات أخرى.

من جهة أخرى، يحذر الخبراء من طلب النصائح حول أمور غير قانونية أو مشاركة أفكار تحض على الكراهية والعنف، حيث تقوم هذه الأنظمة بتسجيل تلك المحادثات، ما قد يؤدي إلى عقوبات أو حتى تدخل الجهات الأمنية. كذلك، فإن إفشاء معلومات سرية تخص العمل أو خططًا مهنية يعرض المؤسسات وأصحابها لخطر تسريب الأسرار وبيعها لأطراف منافسة.

حتى الاستفسارات ذات الطابع السيبراني، مثل استعادة حسابات شخصية، قد تُفسر من قبل النظام على أنها محاولة احتيال، مما يؤدي إلى الإبلاغ عن المستخدم. بالإضافة إلى ذلك، فإن نشر أي محتوى غير لائق قد يؤدي إلى حظر المستخدم أو الإبلاغ عنه من قبل النظام. وأخيرًا، ينصح الخبراء بعدم مشاركة أي معلومات تخص أشخاصًا آخرين، سواء كانت أسرارًا شخصية أو بيانات حساسة، لأن هذا يعد خرقًا للثقة وقد يعرضك للمساءلة القانونية.

هذه الحادثة المأساوية تأتي بمثابة دعوة إلى مزيد من التوعية حول المخاطر المحتملة للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي، وحث المستخدمين على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية خصوصيتهم وأمانهم أثناء التعامل مع هذه التقنية.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى