
إشراك جميع الفاعلين للحد من اكتساح الألعاب الإلكترونية والتطبيقات المشبوهة، وإخطار الأجهزة الأمنية المختصة عن أية محاولات لاستغلال الأطفال.
طالبت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، “صورية مولوجي”، إلى ضرورة تكاثف الجهود والطاقات وإشراك جميع الفاعلين للحد من اكتساح الألعاب الإلكترونية والتطبيقات المشبوهة لعالم الأطفال والشباب ومتابعة الحسابات الرقمية، ومراقبتها وضرورة إخطار الأجهزة الأمنية المختصة عن أية محاولات لاستغلال الأطفال كتهديدهم أو التحرش بهم، أو توريطهم في أنشطة غير أخلاقية، مشيرة إلى الدور الهام والحساس الذي تضطلع به الأسرة في حماية أبنائها من مخاطر الإدمان الإلكتروني، وذلك من خلال المرافقة المستمرة واليقظة الدائمة مع التوعية والتوجيه.
وأكدت وزيرة التضامن خلال إشرافها على إطلاق الحملة الوطنية التحسيسية حول السلامة الرقمية للأطفال، تحت شعار (السلامة الرقمية لأولادنا مسؤوليتنا جميعا)، أن التظاهرة ستعمم على المستوى الوطني وتمتد على مدار أسبوع كامل، حيث سيشارك فيها مختلف الفاعلين الاجتماعيين لتحقيق الأثر المطلوب، مشيرة إلى أن مسألة السلامة الرقمية للأطفال مسألة جوهرية من حيث أهميتها البالغة وخطورتها ليس على الصعيد المجتمعي فحسب، بل لكونها تمتد لتطال كافة المناحي والأبعاد المتعلقة بأمن الوطن في الحاضر والمستقبل باعتبار أن أطفالنا اليوم هم بناة الوطن وحماته غدا.
وعليه، فإن رعاية الطفولة لا تقتصر فقط على الجانب الغذائي والصحي والحياتي مع الأهمية القصوى لهذه الجوانب، مضيفة أن الرعاية التربوية والتعليمية الجيدة والتنشئة الثقافية الذوقية الحكيمة والقويمة كانت وستظل المعيار الأساسي في تنشئة الأطفال وفق أصول وثوابت الأمة ومرجعياتها الوطنية وانتمائها الحضاري بكل مقوماته وأعرافه الراسخة لدى المجتمع الجزائري.
وأكدت الوزيرة أنه بات اليوم أكثر ضرورة وإلحاحا التدخل بالنظر إلى المتغيرات الهائلة والكاسحة التي يشهدها العالم في وسائط التواصل الاجتماعي والتكنولوجي والرقمي، ضمن مخطط العولمة الذي جعل من العالم قرية صغيرة ليمكن مختلف الأطراف العالمية الفاعلة في صناعة المحتوى الموجه من التعامل مع كل الشعوب ومع مختلف الفئات العمرية، داعية إلى النظر بعين اليقظة الشديدة لسلامة أطفالنا من هذه الهجمات الخطيرة للحفاظ على مستقبل بلادنا وأمننا القومي والحضاري على كافة المستويات وأشارت أن العالم شهد في الآونة الأخيرة إقبالا محسوسا على التكنولوجيا الرقمية ولم تكن بلادنا بمعزل عن هذا الاكتساح الذي توغل إلى عالم الطفولة والشباب، خاصة بعدما شهدنا العديد من الوقائع المؤلمة الناتجة جراء الإقبال على مختلف هذه الوسائط والمحتويات.
وأن هذه البرامج والتطبيقات بكل تنوعها وإغراءاتها تشكل تهديدا مباشرا وخطيرا للسلامة النفسية والجسدية والعقلية لأبنائنا وبناتنا وللشباب على حد سواء، ويتنامى هذا التهديد بعدما أصبحت هذه التطبيقات الرقمية غير الآمنة والألعاب الإلكترونية العنيفة تستغل براءة أبنائنا وفضولهم ورغبتهم في اكتشاف المجهول وتعميق معارفهم في شتى المجالات، وهو ما يفرض علينا اليوم مضاعفة وتكثيف جهودنا لحماية أبنائنا من هذه الآفة ونتائجها الوخيمة على حياتهم وسلامتهم ونوهت المتحدثة، إلى أن الجزائر كانت ولا تزال منذ استرجاعها للسيادة الوطنية وإلى غاية يومنا هذا، من الدول الرائدة والسباقة في حماية حقوق الطفل عن طريق المصادقة على الاتفاقيات الدولية وتنفيذها، وكذا من خلال تشريعاتها الوطنية التي تتجسد انطلاقا من الدستور باعتباره القانون الأسمى للدولة، الذي أكد في مادته الـ 71 على حماية حقوق الطفل من طرف الدولة والأسرة، مع مراعاة المصلحة العليا للطفل واتخاذ كل ما من شأنه ضمان السلامة الرقمية لفلذات أكبادنا اليوم.
جرفاوي. ع