بوحنيفية مدينة المياه المعدنية أنجز بها الجيش الروماني حمامات منذ 2000 سنة، وأطلق عليها اسم (آكواسيرانس) بمعنى مدينة المياه المعدنية وتقع على بعد 24 كلم عن ولاية معسكر مساحتها 280 كلم 2 وتعداد سكانها 22 ألف نسمة.
مدينة (بوحنيفية) معروفة بمياهها العلاجية لمختلف الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل إلا أنها اليوم تعاني من نقص فادح في التهيئة العمرانية وغياب مشاريع لترميم منشآتها السياحية بالإضافة إلى انعدام الإستثمار فهي بحاجة الآن إلى جهود كبيرة للنهوض بقطاع السياحة خاصة وأن مديرية السياحة لولاية معسكر تعرض دوريا على المتعاملين الاقتصاديين مختلف البرامج الوطنية والقطاعية لدفعهم إلى إنجاز مشاريع سياحية بـ(بوحنيفية) الشيء الذي سيفتح أمام الشباب آفاق واعدة سواء من حيث مضاعفة اليد العاملة أو جلب التكنولوجيا المتطورة.
الينابيع والعيون الطبيعية وأكبر الأقطاب المعدنية في الجزائر
وتكثر في منطقة (بوحنيفية) الينابيع والعيون الطبيعية التي تنتشر بكثرة في المنطقة، وحولها هذا الأمر إلى أهم وأكبر الأقطاب المعدنية في الجزائر، وحسب الإحصائيات، تستقبل هذه المنطقة سنويا وخاصة وفي موسم الربيعة أكثر من 150 ألف سائحا جزائريا وأجنبيا بغرض التداوي والاستجمام، ومن أشهر منابعها العليا والسفلى (منابع الجسور) ومنابع سيدي عبد الله أو ما يطلق عليها بالعيون المالحة، تمتاز بمذاق ملح مما والتي توجد على بعد 500م جنوب المدينة وتصل حرارة مياهها إلى 20 مئوية. وارتبط مسار هذه المنطقة تاريخيا بكفاح الأمير عبد القادر الجزائري 1807-1883م، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الذي أبهر الفرنسيين وأنهى حربا طائفية بالشام، كما عقد الأمير مصالحة تاريخية بين المسلمين والمسيحيين هناك، وكان الرومان أول من استغلوا هذه الثروة الحموية للمدينة حيث بنو مدينتهم (أكواسيرانس) والتي هي اليوم عبارة عن أطلال، وتعتبر المياه المعدنية لـ(بوحنيفية) غنية بغاز الكربون وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع أولها مياه معدنية إشعاعية كربونية كلسية، معدنية بدرجة حرارة تتراوح بين 63 و70 ومياه عدنية إشعاعية كربونية كلسية، معدنية بدرجة حرارة تتراوح بين 45 و 52 درجة ومياه معدنية كلور مكبرتة سودية منغنيزية بدرجة حرارة 20 درجة.وتتميز هذه المياه بخاصية علاج أمراض المفاصل باختلافها وأمراض الجهاز التناسلي وأمراض الجهاز الهضمي ومشاكل صحية أخرى مثل البدانة، الأمراض الجلدية، الأمراض العصبية.
بوحنيفية والسياحة الجماعية
تتميز مدينة (بوحنيفية) كذلك بالسياحة الجماعية، حيث تعرف وعلى مدار السنة إقبال مكثف للسياح وطالبي العلاج بالمياه المعدنية، حيث ترتفع الذروة في فترات العطل المدرسية، وفصل الربيع فإذا كان الزوار والسياح ينفقون أموالهم من أجل العلاج، الإيواء، الإطعام، الرحلات. تظل في المقابل الخدمات جيدة الآن عكس ما كانت عليه في السنوات الماضية. فبعد الاستجمام يحتاج الزوار إلى قسط من الراحة أين يتوجه السياح إلى الحدائق العمومية التي تبهر الناظر بالمحلات العارضة لمختلف الأشياء وآخرون يتوجهون إلى الوادي للتجمع والأكل وآخرون يجلسون بالمقاهي المختلفة خاصة مقهى بني شقران.
فندق بني شقران
وكان لنا حديث مع أقدم مواطن يقطن بمدينة (بوحنيفية) للاستفسار عن أهمية المنبع وعن الحالة التي آلت إليها الحمامات ورده كان “أن مياه بوحنيفية تحتوي على الكثير من المواد الكلسية، الكبريتية والكيماوية الطبيعية التي تعالج أمراض الجلد والمفاصل والروماتيزم، وخلال الحقبة الاستعمارية تم إنجاز على أنقاض العمران الروماني الذي لا يزال موجودا فندقين وهما الفندق الكبير (1935) وفندق الحمامات (1933) آخر إنجاز كان بعد الإستقلال، حيث بنت مؤسسة التسيير السياحي فندق ثالث بني شقران سنة 1979. ومنذ هذه السنة ومدينة (بوحنيفية) على حالها في حين أن عدد الزوار والسواح في تزايد مستمر وهم بحاجة إلى خدمات كثيرة ونوعية مما سيساهم في انخفاض نسبة البطالة بالمنطقة. والإمكانيات التي تزخر بها مدينة بوحنيفية كبيرة جدا حيث يوجد إضافة إلى المنابع المائية المعدنية الساخنة بوسط مدينة بوحنيفية، حمامات إضافية خارج المحيط الحضري، بحاجة إلى من يستثمر فيها، والمشكل هو عدم إقدام المستثمرين للإطلاع على هذه المميزات وهذا بالرغم من المحاولات المتكررة التي تسعى مديرية السياحة لولاية معسكر تحقيقها”. أما بخصوص حمامات (بوحنيفية) فقد تم رصد عدة ملايير سنتيم منذ أكثر من عشر سنوات لترميمها في المقابل هناك دراسات إسبانية إلا أنها لم تكن تتماشى مع طبيعتنا الجزائرية والإسلامية ما دفع بالمجلس الشعبي الولائي رفع بعض التحفظات”.
الخدمة الاجتماعية ما زالت متوفرة
نقدم الخدمات للفئة الأولى التي تختار نزل (بني شقران)، تدفع للصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية للعمال الأجراء (كناس) ما قيمته 7 ملايين سنتيم مقابل استفادتها ولمدة 21 يوما من خدماتنا في حين يدفع الزبون الذي يختار الفندق (الكبي)، وأخيرا يستفيد الزبون من خدمات نزل الحمامات، في المقابل يدفع صندوق (كناس) وبهذا نقدم خدمة اجتماعية ولا يمكن أن تغطي حاجيات المؤسسة، لذا نتعامل من جهة أخرى مع المؤسسات الكبيرة كـ(سوناطراك وسونلغاز). وغيرها بالسعر الحقيقي. وهذه الاتفاقية ترجع إلى سنة 1990 وتقيم حفلات أسبوعية وفي كل المناسبات سواء كانت دينية أو وطنية. كما يتم أيضا تنظيم محاضرات، ندوات، جولات وعروض مسرحية.