الجهوي‎

“حقائب بسمة”…  مبادرة تضامنية تضيء بداية دراسية لأطفال فرندة

أطلقت جمعية بسمة أطفال فرندة، في خطوة إنسانية لافتة، حملة واسعة النطاق لدعم 400 تلميذ من أبناء العائلات المعوزة والأيتام ببلدية فرندة، وذلك استعدادا للدخول المدرسي الجديد، في مبادرة تكرر للسنة الـ15 على التوالي، ما يعكس استمرارية التزام الجمعية برسالتها التضامنية، وحرصها على عدم حرمان أي طفل من أدواته الأساسية للدراسة.

وزعت الجمعية على المستفيدين حقائب مدرسية كاملة، تحتوي على كل ما يحتاجه التلميذ من أدوات، إلى جانب بدلة رياضية ومئزر مدرسي لكل واحد منهم، في عملية شملت 8 مدارس ابتدائية تقع في مناطق نائية من البلدية، وهي مدارس المعزية، الجنان، قواير، توغزوت، عين دراهم، الحاشية، أم لمسان وسيدي عمر، حيث تم تنظيم التوزيع على يومين لضمان سلاسة العملية ووصول الدعم إلى كل مستحق دون تزاحم أو تأخير.

وفي تصريح خاص، أكد رئيس الجمعية السيد “بلخادم بلهزيل” أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو تحقيق نوع من التوازن بين التلاميذ، وتمكين الأطفال في المناطق النائية من الالتحاق بمدارسهم في ظروف مقبولة، بعيدا عن أي شعور بالنقص أو التمييز، وقال: “نؤمن بأن كل طفل يستحق بداية دراسية كريمة، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي، وهذه المبادرة ليست مجرد توزيع أدوات، بل هي رسالة تضامن وتكافل ترسخ في نفوس الأطفال أن المجتمع لا ينساهم”.

مبادرة إنسانية تحت شعار “من أجل أبناء غزة”

وللمرة الأولى، أطلقت الجمعية هذه السنة شعارا خاصا للمبادرة، وهو “من أجل أبناء غزة”، في محاولة لربط العمل الخيري المحلي بقضايا إنسانية عالمية، وهو ما يعطي البعد التضامني للحملة طابعا أوسع وأعمق، إذ لا يقتصر على مساعدة الأطفال المحليين فحسب، بل يمتد ليشمل التعبير عن تضامن رمزي مع ضحايا الحروب في فلسطين، مما يعزز الوعي المجتمعي لدى الصغار والكبار على حد سواء.

واعتمدت الجمعية في اختيار المستفيدين على مديري المدارس، باعتبارهم الأكثر قربا من الواقع الاجتماعي للتلاميذ، وهو ما يضمن وصول الدعم إلى من يستحقه فعلا، ويقلل من أي احتمال للانحراف أو التحيز، كما أن هذه الآلية تعزز الثقة بين الجمعية والمؤسسات التربوية، وتجعل من العملية برمتها أكثر شفافية وعدالة.

ولا يمكن إغفال الدور الحيوي الذي يلعبه المحسنون في إنجاح هذه المبادرات، حيث أشار رئيس الجمعية إلى أن أحد المحسنين من ولاية وهران يشارك سنويا في تمويل جزء كبير من الحملة، وهو ما يجسد روح التكافل التي لا تزال حية في المجتمع الجزائري، ويؤكد أن العمل الخيري ليس مسؤولية فردية أو مؤسسية فقط، بل هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود وتبادل الدعم بين مختلف الشرائح.

ومن خلال هذه الجهود المتواصلة، تسعى جمعية بسمة أطفال فرندة إلى ترسيخ ثقافة العطاء والمسؤولية الاجتماعية، وتحويل العمل الخيري من مجرد فعل موسمي إلى مشروع مستدام يلامس حياة الأطفال في أدق تفاصيلها، فلا يقتصر على توفير الأدوات، بل يمتد ليشمل بناء الثقة بالنفس، وتعزيز الانتماء، وتحفيز التحصيل الدراسي، وهو ما ينعكس إيجابا على المجتمع بأكمله في المدى البعيد.

إن هذه المبادرة، بكل تفاصيلها ودلالاتها، ليست مجرد استجابة لحاجة عابرة، بل هي استثمار في الإنسان، وفي مستقبل أكثر إنصافا وعدلا، حيث لا يُحكم على الطفل بحسب ما يملك، بل بما يستطيع أن يحققه، وهي رسالة تبعث الأمل في نفوس الكثيرين، وتذكرنا بأن التغيير الحقيقي يبدأ من القاعدة، ومن أصغر التفاصيل، ومن حق حقيبة مدرسية قد تصنع فرقا في حياة طفل كان يمكن أن يتخلف عن الدراسة لولا هذا الدعم.

 

ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى