الــجــامــعــة

حضره رئيس المجلس الأعلى للغة العربية “صالح بلعيد “

الملتقى الوطني الموسوم بـ "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة بالمركز الجامعي النعامة

  • تعزيز استثمار برامج وأدوات الذكاء الاصطناعي
  • ترقية اللغة العربية واستعمالها وتعميمها في الميادين العلمية والتكنولوجية والترجمة

 

ثمن البروفيسور “مبخوت بودواية”، المخرجات التي توج بها الملتقى الوطني حول النهوض باللغة العربية الذي احتضنه المركز الجامعي “احمد صالحي” بالنعامة، وحضره رئيس المجلس الأعلى للغة العربية “صالح بلعيد”، من خلال الاعتماد على تعزيز استثمار برامج وأدوات الذكاء الاصطناعي والعمل على تعزيز اللغة العربية واستعمالها وتعميمها في الميادين العلميّة والتكنولوجية والترجمة، هذا الملتقى الذي كان ناجحا من جميع جوانبه، استقطب العديد من الباحثين والطلبة بحضور جميع السلطات الولائية، وأساتذة ودكاترة من جامعات الوطن يمثلون 12 ولاية، رافقهم حضور مميز للطلبة والمهتمين باللغة العربية وعدد من المدراء التنفيذيين والمنتخبين المحليين .

البروفيسور “مبخوت بودواية”، وفي كلمته الترحيبية ونيابة عن مدير المركز، أكد على مكانة ومنزلة اللغة العربية التي لها تاريخ مشرق وفي سائر الميادين، كما تحدث عن دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض بها، وأنها الأداة الناجحة التي تساهم في التعليم والتعلم والبحث، وأنه حان الوقت لإعادة الاعتبار للغتنا في المجتمع العربي ومجتمعنا الجزائري، خصوصا من خلال الدور المنوط الذي تلعبه المؤسسات ذات الصلة والعلاقة في النهوض باللغة العربية.

هذا، وحمل الملتقى إشكالية تمحورت حول كيفية إعادة الاعتبار للغة العربية وعن دور المؤسسات ذات الاختصاص للنهوض باللغة العربية. وللإجابة عن هذه التساؤلات، تم اعتماد 5 محاور أساسية، منها المحور الـ1 حول جهود المجلس الأعلى الجزائري للغة العربية في خدمة لغة الضاد والنهوض بها، أما المحور  الـ2 فقد خصص لمجامع اللغة العربية؛ مشاريعها وأهدافها الوظيفية للرقي باللغة العربية اصطلاحا واستعمالاً، أما المحور الـ3 فكان حول المراكز العلميةّ ودورها التّقني في تطوير البحوث باللّغة العربيّة، في حين خصص المحورالـ4 للحديث عن المخابر العلميّة الجامعيّة ودورها في ترقيّة البحوث باللغة العربية، والمحور الخامس فتم تخصيصه للحديث عن المؤسسات العالمية وبرامجها في النهوض باللغة العربية.

الدكتور “أغا ياسر”، رئيس الملتقى الموسوم بـ”دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية، فقد أشار إلى ضرورة الياء عناية خاصة باللغة العربية وترقيتها إلى مقام متقدم ومصاف متطور، وهو واجب علينا بل هو عبادة ترتقي بها في الحياة الدنيا قبل الآخرة، لأنها لغة اصطفاها الله عز وجل لكتابة القرآن الكريم، مذكرا بأن الوفاء للغة من أهم الحقوق على كل باحث سخر جهده الفكري لإتقان العلم، لذا وجب عليه الاعتزاز بها والعمل على حمايتها والدفاع عتها والسعي إلى ترقيتها.

من جهته، البروفيسور “بوخال لخضر” مدير مخبر التراث الثقافي للجنوب الغربي الجزائري ومدير معهد اللغة والأدب العربي، فقد أكد أن انعقاد هذا الملتقى الهام جاء احتفاء باليوم العالمي للغة العربية المصادف لـ 18 ديسمبر من كل سنة، الذي كان له حضور مميز من الضيوف من بينهم رئيس المجلس الأعلى للغة العربية “صالح بلعيد”، حيث تحدث البروفيسور “بوخال لخضر” عن دور المؤسسات وتداخل مهامها وصلاحياتها باعتبار أنها تأخذ منحى واحد، من أجل النهوض باللغة العربية، وأنها الوسيلة الفعّالة والمُساعدة على التقدّم والإبداع في جميع الميادين.

والي النعامة، “بوزقزة لوناس”: “المرحلة القادمة تتطلب تسليط الضوء على بعض استراتيجيات التعليم الحديثة”

أثنى والي ولاية النعامة على تنظيم هذا الملتقى الذي يعد احتفالا مسبقا باليوم العالمي للغة العربية المصادف لـ 18 ديسمبر من كل سنة، وما هو إلا دليل على الاهتمام الواضح باللغة الأم اللغة الأولى وطنيا، هذا الملتقى الذي يهدف إلى تسليط الضوء على بعض استراتيجيات التعليم الحديثة ومدى فاعليتها في تعليم اللغة العربية في المراحل التربوية،على أن يتم تعميم استعمالها في مختلف العلوم والتكنولوجيا والترجمة، كما ثمن السيد الوالي جهود المجلس الأعلى للغة العربية في خدمة لغة الضاد والنهوض بها وترقيتها.

“صالح بلعيد” (رئيس المجلس الأعلى للغة العربية): “مستقبل اللغة والمضايقات التقنية”

تحدث رئيس المجلس الأعلى للغة العربية،” صالح بلعيد”، عن قضايا مستقبل اللغة العربية وموقعها وهي تعرف بعض المضايقات، خاصة المضايقات التقنية ، وهو ما رسمه شعار اليوم العالمي للغة العربية بخصوص الذكاء الاصطناعي، حيث حمل شعار اليونيسكو هذا العام “باستكشاف مستقبل اللغة العربية في ضوء الذكاء الاصطناعي”.

كما تحدث أيضا في المداخلة الافتتاحية التي ألقاها أمام الحاضرين عن أهمية الاعتماد على طرق البحث باستعمال التكنولوجيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في نشر وترقية اللغة العربية. معتبرا أن ترسيخ البعد الحضاري للغة العربية والتعريف بكنوزها يستوجب تضافر الجهود ودعم اللسانيين والمختصين في الحاسوبيات لتطوير برمجيات ومنصات التعليم المتخصص وأنظمة التعلم الإفتراضي وتطبيقات الترجمة الآلية وغيرها وكذا تعميم استعمالها في إنجاز الموسوعات والمعاجم والتعليم والتكوين وتنظيم الملتقيات.

 

أكثر من 28 مداخلة على مدار يومين

ركزت مجمل المداخلات التي فاق عددها 28 مداخلة على مدار يومين مؤطرة في خمسة (05) جلسات علمية احتضنتها قاعة المحاضرات الدكتور “فاري بوعناني” بالقطب الأولى، على حاجة اللغة العربية إلى تفعيل دور المجامع اللغوية ودعم المؤسسات ذات الاختصاص لإعداد براءات اختراع ونظريات لغوية، وتكوين فرق بحث أكاديمية لخريجي الجامعات على شكل حاضنات، وإنجاز مشاريع بحث علمية تكون محل متابعة وتنفيذ بآجال محددة.

 

تعزيز استثمار برامج وأدوات الذّكاء الاصطناعي

وتوجت فعاليات الملتقى الوطني الموسوم بـ “دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية” بتوصيات هامة، ومن بينها الدعوة إلى ترسيم الملتقى بهذا العنوان سنويا مع إشراك المؤسّسات القطاعية الولائية ذات الصلة بالموضوع، والعمل على تعميم استخدام اللغة العربية في العلوم الصلبة مع تعزيز استثمار برامج وأدوات الذكاء الاصطناعي، مع تقليص المؤسسات العليا ذات الاختصاص في النهوض بالعربية وتوحيد مهامها وجعلها تحت مظلة المجلس الأعلى للغة العربية بصفته أعلى مؤسسة دستورية توحيدا للجهود ولتحقيق الهدف المنشودة انطلاق من المشاريع المسطرة الخاصة بترقية اللغة العربية واستعمالها وتعميمها في الميادين العلمية والتكنولوجية والترجمة.

إبراهيم سلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى