
وسط استمرار العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، أحصت السلطات الأوكرانية، مقتل ألفي مدني منذ بدء الهجوم الذي يكمل اليوم أسبوعه الأول، في وقت تستعد موسكو وكييف لعقد جولة ثانية من المباحثات عند الحدود الأوكرانية-البيلاروسية من أجل محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأفادت هيئة الطوارئ الوطنية الأوكرانية، بأن ألفي مدني لقوا مصرعهم على خلفية تدمير القوات الروسية البنى التحتية في أوكرانيا واستهداف المستشفيات والمنازل ودور الحضانة وخطوط المواصلات، وكان من بين الضحايا القتلى 10 من العاملين في خدمات الإنقاذ، وفق الهيئة التي أكدت إصابة 13 آخرين من المنقذين جراء القصف الروسي.
ونفى مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سيطرة روسيا على خيرسون، وهي مدينة ساحلية في جنوب أوكرانيا، أعلنت روسيا في وقت سابق أنها سيطرت عليها.
ويتواصل القتال في العاصمة الإقليمية، التي يبلغ عدد سكانها حوالي ربع مليون نسمة، وتقع عند مصب نهر دنيبر في البحر الأسود.
جولة مفاوضات ثانية
سياسيًا، أعلن مستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية أليكسي أريستوفيتش، أن جولة ثانية من المفاوضات مع روسيا بذات الوفود التي شاركت في الجولة الأولى قبل يومين، وأكد المستشار أن أوكرانيا ستواصل الإصرار على موقفها خلال المفاوضات مع الجانب الروسي.
وانطلقت المفاوضات في منطقة “غومل” الحدودية بين أوكرانيا وبيلاروسيا، منذ يوم الإثنين الماضي، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولم يتوصل الجانبان لأية نتيجة، ليعود الوفدان إلى عاصمتيهما للتشاور.
وترأس الوفد الروسي في الجولة الأولى فلاديمير مدينسكي، مستشار الرئيس فلاديمير بوتين، وضم نائب وزير الدفاع الكسندر فومين، ونائب وزير الخارجية أندريه رودينكو، ورئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما ليونيد سلوتسكي، والسفير الروسي لدى مينسك بوريس غريزلوف.
فيما ضم الوفد الأوكراني، رئيس حزب خادم الشعب الحاكم ديفيد أراخاميا، ووزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، ونائب رئيس مكتب الرئاسة ميخائيل بودولياك، ونائب رئيس هيئة مجموعة التواصل لحل الوضع في دونباس أندريه كوستين، والنائب البرلماني عن تتار القرم رستم عمروف، ونائب وزير الخارجية نيكولاي توتشيتسكي.
وقبل الطرفان دخول مفاوضات دون شروط مسبقة، فيما بدأت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي زيادة جرعات العقوبات ضد روسيا لثنيها عن مواصلة الهجوم والاحتكام إلى لغة الحوار والدبلوماسية.
كما تتجه الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوبيخ روسيا، بسبب هجومها العسكري الواسع على أوكرانيا، ومطالبة موسكو بوقف القتال وسحب قواتها العسكرية، في خطوة تهدف إلى عزل روسيا دبلوماسيًا في المنظمة الدولية، ورغم أن خسائر موسكو عسكريًا باتت كبيرة على مدار أسبوع، إلا أن العمليات العسكرية على الأرض متواصلة.
وفي هذا السياق، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، مقتل 5 آلاف و840 جنديًا روسيًا منذ بداية الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، كما تمكن الجيش الأوكراني، من تدمير 30 طائرة و31 مروحية و211 دبابة و862 مدرعة و85 مدفعًا وزورقين للجيش الروسي.
وأضاف المصدر نفسه، أن القوات الروسية خسرت أيضًا، 40 منظومة إطلاق صواريخ، و355 مركبة، و60 عربة وقود، و9 أنظمة دفاع جوي، و3 مسيرات.
أقل من مليون لاجئ عبروا الحدود
أما إنسانيًا، فقد عبر 874 ألفًا و26 لاجئ أوكراني إلى البلدان المجاورة حتى أول أمس، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ووحدها بولندا كان من نصيبها إلى الآن 51.9 بالمائة من اللاجئين الأوكرانيين، فيما توجه الباقون إلى كل من المجر ومولدوفا وسلوفاكيا ورومانيا وروسيا وبيلاروسيا وغيرهم من الدول الأوروبية، كما تواصل كثير من دول العالم تنظيم عمليات إجلاء رعاياها من الطلاب والعمال إلى بلدان مجاورة أو بلدانهم الأصلية.
روسيا تواجه توبيخًا أمميًا ومطالبة بسحب قواتها
تتجه الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتوبيخ روسيا بسبب هجومها العسكري الواسع على أوكرانيا، ومطالبة موسكو بوقف القتال وسحب قواتها العسكرية، في خطوة تهدف إلى عزل روسيا دبلوماسيًا في المنظمة الدولية.
ويستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم السابع على التوالي، مع ترقّب عقد جولة من المفاوضات بين موسكو وكييف اليوم، وقال دبلوماسيون إنه بحلول مساء أمس الثلاثاء كان ما يقرب من نصف أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 قد انضموا بصفتهم رعاة لمشروع قرار بهذا الصدد قبل التصويت عليه اليوم.
قرار بلا فيتو
وسيحمل النص استنكارًا للعدوان الروسي على أوكرانيا، وهو يماثل مشروع قرار رفضته روسيا من خلال استخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوًا يوم أمس، غير أنه لا تملك أي دولة حق النقض في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما يتوقع دبلوماسيون غربيون اعتماد القرار الذي يحتاج إلى دعم ثلثي الأعضاء.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمام الجمعية العامة أول أمس، إن الحرب الروسية تمثل واقعًا جديدًا، تتطلب من كل واحد منا اتخاذ قرار حازم ومسؤول وإعلان موقفه.
وسيطالب مشروع القرار من روسيا سحب جميع قواتها العسكرية على نحو فوري وكامل وغير مشروط من أراضي أوكرانيا الواقعة داخل حدودها المعترف بها دوليًا، ورغم أن قرارات الأمم المتحدة غير ملزمة إلا أنها تحمل ثقلا سياسيا دوليا.
هل من رفض للقرار..
وخلال الجلسة الاستثنائية أمس قرأ مندوب أوكرانيا في الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا ما قال إنها محادثة جمعت جنديا روسيا مع والدته عبر خدمة للتواصل، قبل لحظات من مقتله في الهجوم الذي تشنّه موسكو على بلاده، وقد حملت تصورا دراميا لمعاناة الجنود الروس الذين كانوا يعتقدون أهم سيلاقون حفاوة من الشعب الأوكراني كما أبلغتهم قياداتهم.
ومن المتوقع أن تمتنع عشرات الدول رسميًا عن التصويت أو المشاركة، وخلال تصويتين أجراهما مجلس الأمن حول الأزمة الأوكرانية الأسبوع الماضي، امتنعت الصين والهند والإمارات عن التصويت.
وسيأتي تصويت الجمعية العامة في نهاية جلسة استثنائية طارئة ونادرة عقدها مجلس الأمن يوم الأحد دون أن تتمكن روسيا من الاعتراض على هذه الخطوة لأنها مسألة إجرائية.