رياضة

جمهور من نوع “خاص “في الملاعب الجزائرية

من التشجيع إلى الاستعراض ونشر "الستوريات"

يرى الكثير من متابعي الدوري الجزائري بأنّ الصورة النمطية للمشجعين في الملاعب الجزائرية تغيرت جذريًا بدخول الملاعب الجديدة والعالمية حيز الخدمة بالجزائر، حيث لم تعد المدرجات حكرًا على المشجعين الرجال بل أصبح العنصر النسائي دائم الحضور وبأعداد قوية، كما تحول الحضور في الملاعب من التشجيع إلى الاستعراض والتقاط الصور التذكارية ونشر “الستوريات” المختلفة في منصات التواصل الاجتماعي، بتقدير الكثير من الجزائريين.

 

وبعيدا عن أجواء الأولتراس وهتافات الملاعب، شهدت مدرجات أحد مباريات شبيبة القبائل مشهدًا استثنائيًا عندما تقدم أحد المناصرين بطلب الزواج من فتاة أمام الملأ، في لحظةٍ خطفت أنظار الحاضرين وعدسات الكاميرات.

وكانت لفتة رومانسية غير معتادة في ملاعبنا، تؤكد أن كرة القدم ليست مجرد منافسة، بل فضاء تتقاطع فيه المشاعر، الشغف، والحب.

ولا يقتصر النقاش على النتيجة أو أداء اللاعبين وخطة المدرب، بل يمتد ليشمل تفاعل الجمهور وأجواء المدرجات. الأمر بدا جليا في عدة مباريات من الدوري الجزائري أو مباريات “الخضر”  برسم التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث لم يكن الفوز أو النتيجة هما محور النقاش، بقدر ما استقطب المشهد في مدرجات الملعب الذي تجاوز تقديم صورة حديثة عن البنية التحتية لكرة القدم الجزائرية ، إلى الكشف عن تحول ثقافي واجتماعي في نمط حضور الجمهور.

وأول ملاحظة نراها مشحونة بدلالة اجتماعية وسياسية وثقافية وحضارية هي أنه وبمجرد أن وضعت منصة إلكترونية لبيع تذاكر الدخول إلى الملاعب لحضور المباريات، خرجت الأسرة والمرأة من عزلتها، من صمتها، من هامشها، لتقتني بطاقة وتجلس في المدرجات.

وتسببت حادثة فريدة وغير مسبوقة في الدوري الجزائري في إثارة جدل واسع وسط الجماهير والجزائريين بشكل عام، وذلك خلال مباراة الأسبوع العاشر التي جمعت بين ناديي شبيبة القبائل ومولودية البيض، ما أثبت تغير الصورة النمطية التاريخية للمشجعين بدخول الملاعب الجديدة حيز الخدمة.

وانتشر خلال الساعات القليلة الماضية مقطع فيديو في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بالجزائر تزامنًا مع مباريات الجولة العاشرة من الدوري الجزائري يظهر خلاله أحد مشجعي نادي شبيبة القبائل وهو يطلب سيدة للزواج على الطريقة الغربية المعروفة، ما أثار جدلًا واسعًا تراوح بين الغضب والاستهجان والسخرية لما تمثله هذه الحادثة غير المسبوقة.

وظهر المشجع المذكور أثناء إجراء مباراة شبيبة القبائل ومولودية البيض وهو يجثو على ركبته ليطلب الزواج من سيدة، قبل أن يلبسها خاتمًا وسط رد فعل الجماهير الحاضرة بنفس المدرجات التي شهدت الحادثة، في صورة نادرة الحدوث بالجزائر فما بالك بمدرجات الملاعب الأخرى.

وخلفت هذه الحادثة التي انتشرت كالنار في الهشيم بالمنصات المختلفة ردود فعل قوية لدى الجزائريين، الذين انتقدت فئة كبيرة منهم تصرف هذا المشجع ووصفته بالدخيل على المجتمع الجزائري وعلى الأعراف والتقاليد، وأكدت بأن ما قام به هو مجرد تقليد أعمى لممارسة غربية لا تمت بصلة للجزائريين.

ولم تتوقف ردود الفعل عند حدود الغضب والاستهجان بل تجاوزتها إلى السخرية من هذا الموقف الغريب، عندما تهكم الكثير من المعلقين على سن المشجع والسيدة التي طلبها إلى الزواج، عندما أكدوا بأنهما كبيران جدًا على مثل هذه التصرفات الغريبة.

م. شريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى