
في إطار اختتام الموسم الجامعي 2024-2025، نظّمت جامعة “طاهري محمد” ببشار، صبيحة يوم الإثنين 07 جويلية، حفلا رسميا مميزا بالمدرج المركزي للجامعة، بحضور والي ولاية بشار السيد “بن يوسف أحمد”، مرفوقًا بوفد رسمي من السلطات المدنية والأمنية، إلى جانب الأسرة الجامعية ممثلةً في الأستاذ “بزازي بوجمعة”، مدير الجامعة ونوابه والسيد مدير المدرسة العليا للأساتذة ببشار، إضافة إلى عمداء الكليات، وإطارات الجامعة وإدارييها، وعدد معتبر من الأساتذة والطلبة وأولياء الأمور.
وقد جاء هذا الحفل تتويجا لعام دراسي حافل بالعطاء والاجتهاد، حيث تم تكريم نخبة من الطلبة المتفوقين في مختلف الكليات والتخصصات في الطورين ليسانس وماستر، وذلك بحضور عائلاتهم التي شاركتهم لحظات الفخر والاعتزاز بتتويج مسيرتهم الجامعية، إلى جانب الطلبة الدوليين المتخرجين. كما شمل التكريم هذه السنة الطلبة من ذوي الهمم، الذين أثبتوا أن التميز لا تحدّه الإعاقة، بل يولد من رحم الإرادة والتحدي.
أما اللقطة الأبرز والأكثر تأثيرًا، فكانت حين اعتلى المنصة الطالب “بن الطيب العرابي”، الذي تصدّر دفعة الليسانس كأول المتفوقين، عن عمر بلغ 72 سنة، أكبر متخرّج في دفعة الليسانس بعد انقطاع دام 50 عامًا عن مقاعد الدراسة، ليعود إليها بكل شغف وحلم مؤجل، معتمدًا على نفسه في التحصيل والمراجعة، إلى أن نال شهادة البكالوريا، ثم شهادة الليسانس، ليبرهن من خلال قصته الملهمة أن العمر مجرد رقم، وأن العزيمة الصادقة لا تخضع لمقياس زمني، بل تنبع من إيمان راسخ بأن طلب العلم لا يرتبط بمرحلة عمرية، بل برغبة حقيقية في التعلم وتحقيق الذات.
هذا التتويج لم يكن فرديًا فحسب، بل كان صورة مصغّرة لروح الجامعة في احتضان التفوق، ودعم قصص النجاح، فقد شمل الحفل أيضًا تكريم أفضل المخابر البحثية في ميادين العلوم والتكنولوجيا، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والطلبة المتحصلين على وسم “لابال”، والطلبة الأجانب المتخرجين، إضافة إلى أساتذة وموظفين أُحيلوا على التقاعد قدّموا خدمات جليلة للمؤسسة بإخلاص وتفانٍ.
وقد عكست نسبة النجاح التي تجاوزت 85 بالمائة الحصيلة الإيجابية للموسم الجامعي، وشكّلت دليلاً على الحركية المتصاعدة التي تشهدها جامعة بشار، سواء في مجال التكوين، أو البحث العلمي، أو الانفتاح على محيطها الاقتصادي والاجتماعي، وطنيا ودوليا، ما أسهم في تعزيز مكانتها ضمن التصنيفات الأكاديمية الوطنية والدولية.
واختُتم الحفل في أجواء عائلية غمرها الفرح والاعتزاز، مجسّدة بذلك ثمرة سنة من العمل والعطاء، ومؤكدة أن جامعة بشار ماضية في رسالتها لتخريج كفاءات قادرة على إحداث التغيير، والمضي قدما في دروب العلم والابتكار.
ع. العربي