الــجــامــعــة

جامعة “ابن خلدون” بتيارت تختتم موسمها الجامعي

شهدت جامعة “ابن خلدون” بتيارت اختتام السنة الجامعية في أجواء احتفالية مميزة، حيث تم تنظيم حفل رسمي حضره والي الولاية السيد “سعيد خليل”، وعدد من المسؤولين والأساتذة والطلبة، وذلك بمجمع الكليات بزعرورة. وتم بالمناسبة تكريم أوائل الخريجين في مختلف التخصصات، في مبادرة تعكس روح التقدير التي توليها الجامعة للتميز والاجتهاد.

 

وخلال هذا الحفل، عبّر والي الولاية عن اعتزازه بما حققته الجامعة من تطور علمي وأكاديمي، واصفًا ما تم إنجازه بـ “حصاد المراتب والجوائز والعلم”، ومؤكدا أن التقدم الذي تعرفه جامعة تيارت أصبح ملموسا ومرئيا، خاصة فيما يتعلق ببراءات الاختراع وتطوير الهياكل ومضامين التكوين. كما أشار إلى نجاح تجربة الزراعة داخل الحرم الجامعي، التي أطلقت خلال زيارة وزير التعليم العالي، واعتُمدت لاحقًا كنموذج وطني.

من جانبه، أكد مدير الجامعة السيد “بزروق بلقمان”، أن الموسم الجامعي المنقضي كان استثنائيًا، من حيث الزخم العلمي والنشاطات التكوينية، مشيرًا إلى أن الجامعة استطاعت تجسيد مبادئ الجدية والاجتهاد وتحقيق مكاسب نوعية، رغم التحديات. وأضاف أن تزامن تخرج دفعة هذا العام مع الذكرى الثالثة والستين لاسترجاع السيادة الوطنية يمثل رمزية عميقة، تعزز الروح الوطنية لدى الطلبة وتمنحهم دافعا إضافيا لمواصلة التميز.

من أبرز المعطيات التي كشف عنها المدير أن عدد الطلبة المسجلين خلال الموسم الجامعي 2024/2025 بلغ 25157 طالبا،فيما تم تسجيل تخرج 7649 طالبا، منهم 4566 في طور الليسانس، و3029 في طور الماستر، إضافة إلى 54 طبيبا بيطريا. كما أشار إلى أن تعداد طلبة الدكتوراه بلغ 677، موزعين بين نظام LMD ودكتوراه علوم.

 

إمضاء 6 اتفاقيات دولية

أما على صعيد العلاقات الدولية، فقد أمضت الجامعة ست اتفاقيات دولية، من بينها 4 اتفاقيات توأمة، إلى جانب 3 اتفاقيات وطنية، وهو ما يعكس انفتاح المؤسسة على التعاون العلمي مع محيطها المحلي والدولي. وسُجل خلال الموسم أيضا التحاق 40 طالبا أجنبيا لمزاولة دراستهم في مختلف التخصصات.

وفي مجال البحث العلمي، تم استحداث 4 مخابر جديدة، هي: مخبر التعليمة العصبية المعرفية، والخطاب والنشاطات الاجتماعية والاقتصادية، ومخبر البحث في سلوك الأفراد والجماعات والمنظمات، ومخبر الاتصال وجودة الحياة. كما شهد الموسم تسجيل 17 براءة اختراع، إلى جانب حصول 3 مشاريع على وسم “لابل”، ليبلغ العدد الإجمالي للمشاريع المتحصل على هذا الوسم 7 مشاريع.

وفي سياق دعم المقاولاتية، أطلقت الجامعة عدة مبادرات ضمن القرار الوزاري 008، حيث سُجل أكثر من 228 طالبا وطالبة في هذا المسعى، وتم انتقاء 98 مشروعا بما يعادل 182 طالبا، تم برمجة مناقشتها خلال الموسم، كما نُظمت 17 دورة تكوينية في مجال المقاولاتية بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية، تخرج منها 460 طالبا، إلى جانب تنظيم الأسبوع العالمي للمقاولاتية في شهر نوفمبر، وقوافل تحسيسية على مستوى الكليات.

وبخصوص النشاطات العلمية، نظمت الجامعة ملتقيين دوليين و32 ملتقى وطنيا، و11 يوما دراسيا، إلى جانب 7 أيام تكوينية وتحسيسية، كما احتضنت كليتا العلوم الإنسانية والاجتماعية والآداب واللغات شهرا علميا و13 نشاطا أكاديميا، بالإضافة إلى أسبوع علمي من 13 إلى 16 أفريل، وشهر علمي آخر امتد من 14 أفريل إلى 15 ماي تضمن تسعة أنشطة.

وأبرز ما ميز هذه السنة، هو ديناميكية النوادي العلمية والتنظيمات الطلابية، التي ساهمت في تنظيم 82 نشاطا متنوعا، و11 تظاهرة رياضية، من بينها 6 بطولات جامعية نظمتها الجامعة، و5 مشاركات في بطولات خارج الولاية.في الجانب البيداغوجي، أشار مدير الجامعة إلى أن الموسم عرف انضباطا كبيرا، ولم يتم تسجيل أي تأخير في الرزنامة البيداغوجية، وهو ما يعكس الحس المهني للأسرة الجامعية وحرصها على ضمان جودة التكوين.

 

فتح مدرسة عليا للأساتذة في هيكل الـ 1000 مقعد بيداغوجي بالسوقر

في خطوة جديدة، ستتعزز خارطة التكوين بالولاية بفتح مدرسة عليا للأساتذة في هيكل الـ 1000 مقعد بيداغوجي بالسوقر، تستوعب في مرحلتها الأولى 533 متكونا في تخصصات اللغة العربية، الفرنسية، الرياضيات والفيزياء، مع إمكانية فتح تخصصات أخرى مستقبلا حسب احتياجات قطاع التربية.

كما تعتزم الجامعة فتح مسارات جديدة في التكوين، منها ماستر قانون دولي، ليسانس علاقات دولية، ماستر فنون تشكيلية، ليسانس أدب جزائري، ليسانس اقتصاد الأعمال، ليسانس الإدارة المالية، ماستر بيوتكنولوجياوبيوكيمياء تطبيقية، إضافة إلى تخصص الكتروميكانيك.

ولعل من بين أبرز المبادرات التي تستعد الجامعة لتجسيدها بدءمن الموسم المقبل، هو الشروع في تدريس طلبة السنة الأولى في ميادين العلوم والتكنولوجيا، علوم الطبيعة والحياة والطب باللغة الإنجليزية، بعد تكوين الأساتذة في هذا المجال.

وتبقى مشاهد التكريم التي اختتم بها الحفل دليلا على روح الوفاء والثناء التي تسود الجامعة، حيث أعرب عدد من الطلبة المتوجين عن سعادتهم وامتنانهم لهذا الاعتراف، مؤكدين أن الجهود التي بذلوها خلال سنوات الدراسة أثمرت نتائج مشرفة، وكان لها الأثر الكبير في صقل مهاراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

إن ما حققته جامعة “ابن خلدون” تيارت خلال هذا الموسم الجامعي ليس سوى ثمرة تضافر الجهود بين الإدارة والأساتذة والطلبة، وهي خطوات واثقة نحو ترسيخ مكانتها كمؤسسة علمية رائدة قادرة على مواكبة التحولات وفتح آفاق واعدة لأجيال المستقبل.

في انتظار توسيع دائرة التخصصات بجامعة “ابن خلدون” بتيارت، يترقّب الطلبة والمهتمون فتح تخصص العلوم الإسلامية، لما له من أهمية في تعزيز الهوية الثقافية والدينية، وتلبية تطلعات العديد من الطلبة الراغبين في مواصلة دراستهم الأكاديمية في هذا المجال داخل الولاية.

ج.غزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى