الثـقــافــةالجهوي‎

  جائزة “أفضل سينوغرافيا” لـ “العشاء الأخير” و”أفضل دور رجالي” لمسرحية “تيرفانا”

جامعة "جيلالي ليابس" تتألق في المهرجان المسرحي الجامعي بقسنطينة

بعد النجاح الكبير الذي حققته الطبعة الـ 14 من المهرجان المسرحي الجامعي في جامعة “جيلالي ليابس” السنة الماضية، شهدت هذا العام الطبعة الـ15 التي نظمتها المدينة الجامعية قسنطينة 3.

وتعد هذه الطبعة مميزة وفريدة من نوعها، حيث كانت الأولى من نوعها التي تحمل طابعاً عربياً شاملاً. فقد شهدت هذه الفعالية مشاركة متميزة من وفود مسرحية عربية من ليبيا، تونس، سلطنة عمان، بالإضافة إلى مختلف الجامعات الجزائرية.

تميز عربي وتبادل ثقافي بين الطلاب في الطبعة الـ 15

تميزت الطبعة الـ 15 من المهرجان المسرحي الجامعي في قسنطينة بعدد من الخصائص الفريدة، التي جعلتها حدثًا ثقافيًا مميزًا في الساحة الجامعية، كان أبرز ما يميز هذه الطبعة هو طابعها العربي، حيث جمع المهرجان عددا من الفرق المسرحية من مختلف البلدان العربية، إضافة إلى مشاركة العديد من الجامعات الوطنية، كما تم التركيز في هذه النسخة على موضوعات التكوين، وتبادل الخبرات الطلابية، وهو ما جعل المهرجان منصة للتفاعل بين الطلاب والمكونين وتبادل الثقافات.

مسرحية “تيرفانا” لطلاب جامعة “جيلالي ليابس” يستلهم الفلسفة الهندية ويفتح باب التأمل

كما هو الحال في كل نسخة من هذا المهرجان، كانت جامعة “جيلالي ليابس” حاضرة بقوة في الطبعة الـ 15 من خلال مشاركة مميزة لفرقتها المسرحية، قدّم الطلاب في قسم الفنون بكلية الآداب واللغات والفنون، عرضا مسرحيا فنيا استثنائيا، أخرجه وأعده المخرج الجامعي “عبدي هشام”، حملت المسرحية عنوان “تيرفانا”، وهي قصة مستوحاة من الفلسفة الهندية القديمة، وتحديدا من مفهوم “تيرفانا” الذي يعني الوصول إلى الدرجة العليا من التأمل.

المسرحية التي كتب نصها أيضا المخرج “عبدي هشام”، طرحت صراعا بين الأرواح الشريرة وأرواح الخير في مكان غير مألوف، لتسلط الضوء على الفكرة الفلسفية الشهيرة التي قالها الفيلسوف “أرسطو”: “وظيفة الفن هي التطهير”، وقد أبدع في تنفيذ العرض طلاب قسم الفنون الذين شاركوا في تصميم السينوغرافيا، والإضاءة، والصوت، ليقدموا عملا متكاملاً بأيدٍ شبابية ومواهب جديدة.

إنجازات جامعة “جيلالي ليابس” في مهرجان المسرح الجامعي

لا شك أن التميز الذي قدمته جامعة “جيلالي ليابس” في الطبعة السابقة للمهرجان كان له الأثر الكبير في استمرار التفوق في هذه النسخة. فقد حصلت الجامعة في الطبعة الـ 14 على جائزة “أفضل عرض مسرحي متكامل”، وفي الطبعة الـ 15 كانت لها بصمة واضحة، حيث فاز الطالب “عبدي هشام” بجائزة “أفضل دور رجالي” عن دوره في مسرحية “تيرفانا”.

ومن جانب آخر، حققت جامعة “جيلالي ليابس” إنجازا آخر في المهرجان عندما فاز عرض “العشاء الأخير” المقدم من مديرية الخدمات الجامعية سيدي بلعباس بجائزة “أفضل سينوغرافيا”، مما يعكس الاحترافية العالية التي وصل إليها طلاب القسم في مجال السينوغرافيا والإخراج المسرحي.

مشاريع جديدة ومواهب صاعدة

النجاحات التي حققتها جامعة “جيلالي ليابس” في هذا المهرجان تؤكد على المستوى الرفيع الذي وصل إليه طلاب قسم الفنون في إعداد عروض مسرحية ذات قيمة فنية عالية. وفي إطار خططهم المستقبلية، يعمل الطلاب على تأليف مسرحية جديدة تحمل طابعًا وطنيًا وثوريًا، يعكس تاريخ الجزائر الحافل بالكفاح. من المتوقع أن يتم تقديم هذا العرض قريبًا، ليكون إضافة جديدة لسجل الإنجازات المسرحية في المهرجانات الجامعية القادمة.

مهرجان المسرح الجامعي منصة للابتكار والتبادل الثقافي

لقد أثبت مهرجان المسرح الجامعي في قسنطينة، في طبعته الـ 15، أن الفعاليات الجامعية يمكن أن تكون محط أنظار الجميع عندما تركز على الإبداع وتبادل الثقافات، وبينما تقدم جامعة جيلالي ليابس نموذجًا حياً على كيفية تكوين جيل من المسرحيين الشبان، تبقى هذه المهرجانات منصةً حيوية للتفاعل الفني بين الطلبة على المستوى العربي، مما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة للإبداع والتميز.

فتحي مبسوط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى