تيسمسيلت.. التين الشوكي يستحوذ على الموائد

فاكهة التين الشوكي أو مايعرف بـ “الهندي”، هو نوع من النباتات الصبارية تنمو بالأماكن الجافة، لها قدرة على مقاومة الجفاف، حيث تغرس في التربة إلى قرب منتصفها تقريبا، وعن فوائد التين الشوكي باعتباره فاكهة صيفية لها فوائد صحية عديدة، لكن الإفراط في تناولها قد يسبب بعض الأضرار.

من أهم فوائده تعزيز صحة الجهاز الهضمي، تقوية المناعة، مكافحة الالتهابات وتنظيم مستويات السكر في الدم، أما أضراره المحتملة، فتتضمن مشاكل هضمية مثل الإسهال والانتفاخ، وردود فعل تحسسية، وألم بسبب الأشواك إذا لم يتم تقشيره بشكل صحيح حسبما أفاد به طبيب عام في هذا الجانب.

” الهندي والموس من عندي”، عبارة يرددها الباعة المتجولون عبر أحياء مدينة تيسمسيلت والبلديات التابعة لها، وهذا لبيع مايطلق على تسميتها بـ “المسرانية ” أو “الهندي “، هذه الفاكهة الموسمية يزداد الطلب عليها من قبل المواطنين خلال هذه الأيام لما لها من فوائد صحية على جسم الإنسان حسب الدراسات الطبية التي تؤكد إيجابية هذه الفاكهة في الصحة، كما لها فوائد عديدة على غرار أوراقها والتي تسمى بـ “الدرقة”، التي تعالج بعض الحروق التي يتعرض لها الإنسان.

هذا، وفي جولة استطلاعية عبر كل من حي الدرب العتيق الواقع بأعالي المدينة تيسمسيلت، يصطف الباعة لبيع فاكهة التين الشوكي والشيء الملاحظ خلال هذه السنة أن سعرها ارتفع مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث تجاوزت الحبة الواحدة 20 دج، ومع ذلك تجد طوابير طويلة للمواطنين المقبلين على شراء هذه الفاكهة التي اختلفت فيها النوعية أما سعرها فيبقى محددا، المار والمتجول على طول الأحياء والشوارع يجد العديد من العربات ممتلئة عن آخرها بفاكهة التين الشوكي ويستعمل الباعة قفازات بلاستيكية مع قليل من الماء، وتوضع في أكياس وتكون هذه الفاكهة جاهزة للبيع.

أدوات جد بسيطة لقطف فاكهة التين الشوكي

وفي هذا الصدد،التقينا ببعض الباعة وصرح لنا أحدهم يدعى ”خالد ” البالغ من العمر 55 سنة، وهو عاطل عن العمل يقطن ببلدية عماري قائلا “منذ أن كان عمري 16 سنة كنت أقطف التين الشوكي من البستان يتسع لمساحة نصف هكتار ونصف مخصص لزراعة هذه الفاكهة الموسمية.

حيث وضح في ذلك أنه يتم قطف الفاكهة بالطريقة التقليدية عن طريق أدوات جد بسيطة، مثل وضع “محداد” وهو عبارة عن قطعة حديد لايتجاوز طولها المترين ويوضع في أحد أطرافه شباك وأحيانا إناء صغير، وهذا قصد قطف حبة التين الشوكي بسهولة ودون عناء، وهي طريقة تعلمتها يضيف “خالد ” من أبي الذي كان يمارس هذ المهنة.

ارتفاع في أسعار فاكهة التين الشوكي

وبخصوص الأسعار المطبقة على فاكهة التين الشوكي، أشار ذات المتحدث أن سعر مرتفع في البيع يرجع إلى عدة أسباب، منها بعد المسافة وكذا صعوبة جني هذه الفاكهة الموسمية، لأنها في الواقع تحتاج وقت كبير من أجل جني كمية كبيرة وهذا كله يحتار إلى صبر. ومن جهة أخرى، فيما يتعلق منتوج هذه السنة أشار “خالد” أنه وافر وبكميات معتبرة، قائلا في ذلك “كما تعلمون أن هذه الفاكهة كانت في السابق قليلة الإنتاج لعدة عوامل مثلا الظروف المناخية لكل منطقة، وكذا نقص المنتجين لهذه الفاكهة الموسمية.

زراعة فاكهة التين الشوكي تمارس بشكل واسع

أما حاليا وبعد أزيد من 3 سنوات، أصبح العديد من المواطنين يمارسون زراعة فاكهة التين الشوكي عبر العديد من مناطق الولاية تيسمسيلت، على غرار بلدية عماري وسيدي عابد وسيدي العنتري وسيدي سليمان …الخ لذا تجدون اليوم أن الباعة يزداد عددهم ويمارسون هذه المهنة في ظروف صعبة وشاقة، وهذا كله من أجل حصولهم على مصروفهم اليومي، خاصة وكما تعلمون أن من يمارس هذه المهنة بعضهم عاطل عن العمل، لذا وجدوا في هذهالمهنة الملاذ الوحيد لكسب قوتهم اليومي.

وعن جانب غراسة فاكهة التين الشوكي، والطرق التي يتم جنيها، صرح لنا “خالد” أن هذه الفاكهة تزرع في الأماكن الجبلية وذات الصخور، بالإضافة إلى أماكن تحتوي على تربة بنية وبيضاء، وهذا حتى تساعدها في النضج وتصبح فاكهة في شكلها النهائي ويتم جنيها، كما أن نضجها لا يأتي بعملية السقي وإنما تنبت حسب الظروف الطبيعية أي كما يعرف بإنتاج “البعلي”. للتذكير، فإن فاكهة التين الشوكي يتم تقديمها كوجبة على الموائد ويفضل تقديمها باردة وتؤكل مع الخبز التقليدي.

عبد القادر جطي