
توفير تذاكر الطيران بالذكاء الاصطناعي.. في واقعة لافتة. توضح كيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تغيّر أسلوب السفر المعتاد. تمكن أحد المسافرين من تقليص سعر تذكرة طيرانه إلى أقل من خمس قيمتها الأصلية. وذلك بفضل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كمستشار شخصي في البحث عن أفضل العروض. فقد حجز الرحلة بمبلغ يقارب ١٤٠ دولارا فقط بدلا من أكثر من ١١٠٠ دولار. وهو ما يمثل وفرا يتجاوز ٨٧ في المائة.حيث اعتمد على خطة مكونة من خطوات دقيقة مكنته من الوصول إلى عروض لا تكشفها عادة محركات البحث التقليدية.
توفير تذاكر الطيران بالذكاء الاصطناعي .. مسارات بديلة ومطارات غير متوقعة
الطريقة التي استخدمها المسافر لم تقتصر على البحث عن تخفيضات عادية. بل تضمنت ما يمكن تسميته بالمسارات المخفية التي تعتمد على اختيار مطارات بديلة قد تكون خارج الوجهة النهائية مباشرة. لكن السفر عبرها يتيح أسعار أقل بكثير. كما شملت الخطة إدخال محطات توقف إضافية لتقليل التكلفة الإجمالية.
إضافة إلى البحث عن حالات تسعير غير مقصودة أو عروض عاجلة تصدر عن بعض شركات الطيران. وهي فرص قد لا تظهر للعموم إلا لفترات وجيزة جدا. كما أشار إلى أن نحو ثمانية وعشرين في المئة من الرحلات الجوية لا تعرضها أنظمة البحث الشائعة. مما يعني أن من يعرف كيف يبحث بطريقة احترافية يمكنه الوصول إلى وفورات كبيرة.
كما تضمنت الخطة مراقبة الأسعار لعدة أيام قبل الحجز. وذلك لتحديد اللحظة التي تصل فيها التذكرة إلى أدنى سعر ممكن. وهو أسلوب يعتمد على متابعة متواصلة وتحليل سريع للتغييرات التي قد تحدث في أي وقت وهو ما يجعل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أكثر فاعلية من الجهد اليدوي البطيء.
توفير تذاكر الطيران بالذكاء الاصطناعي .. نصائح إضافية من خبراء السفر
لم يكن المسافر وحده في تقديم الأفكار لتقليل نفقات الرحلات، فقد أوصت إحدى خبيرات السفر العاملات في مجال العروض المخفضة بمجموعة من الأساليب التي أثبتت فعاليتها، من بينها اختيار مواعيد السفر في منتصف الأسبوع مثل يوم الثلاثاء أو الأربعاء، حيث تكون الأسعار عادة أقل من عطلات نهاية الأسبوع.
إضافة إلى تجنب الحجز المبكر جدا لأن الأسعار قد تنخفض في الأسابيع القليلة التي تسبق الرحلة، كما شددت على ضرورة المرونة في اختيار التواريخ والوجهات وعدم التقيد بشركة طيران معينة أو وقت سفر محدد، فكل درجة من المرونة تمنح المسافر مساحة أوسع للوصول إلى سعر أقل.
وترى الخبيرة أن الذكاء الاصطناعي أصبح بمثابة وكيل سفر لا ينام، قادر على مقارنة آلاف الخيارات في ثوان معدودة، واكتشاف أنماط تسعير غير مرئية للمسافر العادي.
كما يمكنه التنبؤ باحتمالات انخفاض أو ارتفاع الأسعار بناء على بيانات ضخمة لا يستطيع الإنسان الإلمام بها بسهولة، وهو ما يجعل الاعتماد عليه خيارا ذكيا لكل من يسعى لتوفير المال دون التضحية بجودة الرحلة.
الذكاء الاصطناعي في السفر.. مستقبل السفر في ظل التقنيات الذكية
تجربة المسافر الناجحة تفتح الباب أمام تصور جديد لمستقبل السفر، حيث يمكن لأي شخص أن يحول جهازه المحمول إلى مركز بحث متطور قادر على التخطيط للرحلات بأعلى مستوى من الدقة والاقتصاد.
ومن المتوقع أن تتطور هذه التقنيات لتصبح أكثر تخصصا بحيث تقدم خططا شخصية لكل مسافر اعتمادا على تفضيلاته وميزانيته، كما قد تتمكن من التفاوض المباشر مع شركات الطيران للحصول على أسعار خاصة، وهو ما سيغير قواعد اللعبة في سوق السفر العالمي.
غير أن هذا التطور يحمل أيضا تحديات، إذ قد تسعى بعض الشركات إلى إخفاء المزيد من العروض أو تغيير أسلوب تسعيرها للحد من قدرة المسافرين على العثور على التخفيضات، مما يعني أن المنافسة بين أدوات الذكاء الاصطناعي وأنظمة الحجز التقليدية ستشتد خلال السنوات المقبلة.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله