نظمت يوم الخميس الفارط مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية مستغانم يوما تحسيسيا خاصا بحجاج بيت الله الحرام الذين حلفهم الحظ خلال هذه السنة لأداء مناسك الحج والبالغ عددهم 516 حاجا عبر تراب الولاية، حيث تم تنظيم هذه الندوة الختامية بمسجد قباء بحي جبلي وسط المدينة، وهذا تحت إشراف مدير الشؤون الدينية السيد الحاج محمد أمير عبد القادر ومدير الصحة السيد توفيق خليل ومدير النقل اللذين قدموا توجيهات دينية وصحية وتنظيمية إلى جانب أئمة القطاع، حيث حضر مجموعة كبيرة من الحجاج يمثلون 10 دوائر عين تادلس وبقيرات وماسرى من أجل الاستماع إلى الإرشادات الهامة التي تضمنتها هذه الندوة الختامية والتطبيقية باستعمال مجسم الكعبة الشريفة، الصفا والمروة ورمي الجمرات ومقام سيدنا ابراهيم، ويعد بناء مجسم للكعبة المشرفة لتدريب الحجاج من الأساليب التي تتبعها أغلب الدول الإسلامية لتفادي الخطأ، فضلا عن تدريب الحاج على أداء مناسك الحج بالطرق الصحيحة. وفي هذا السياق، أعدّت مديرية الشؤون الدينية وفق تعليمة الديوان الوطني للحج والعمرة برنامجا ثريا لتدريب الحجاج وتقريب الصورة لهم من خلال مجسّمات و دروس تحسيسية، ويتكون الحجاج ضمن عدة محاور منها الأسرار والمقاصد وكذا الأخلاق والسلوكيات. فلسفة التكوين في الشؤون الدينية تقوم، حسب ما أكده مدير الشؤون الدينية والأوقاف السيد الحاج محمد أمير عبد القادر، على تكثيف التوعية والتحسيس كي يتمكن حجاجنا الميامين من أداء الحج على أكمل وجه، ولكي يكونوا خير سفراء لهذا البلد. من جهته، أوضح مدير الشؤون الدينية أن التحضير للحج يكون من خلال مراحل متعددة وينبغي أن يتم من قبل مدربين وأئمة متمكنين ومتخصصين سبق لهم الحج لكي يقدموا مادة توعوية وتحسيسية من رحم الواقع، ويتم ذلك من خلال خطوات علمية وعملية تستوفي الوقت اللازم، وأن لا يتم اختصارها بشكل لا يؤدي الغرض، ويجب حسبه، التركيز على التحضير النفسي للحاج، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه فإذا قضى نهمته فليعجّل إلى أهله”، وعليه يستوجب توعية الحاج بما ينتظره من مشقة وتقلب الجغرافيا وفي المأكل والمشرب والمرقد. كما قدم أئمة الشؤون الدينية درسا تطبيقيا لحجاجنا الميامين وخط سير أيام الحج مركزين على أهمية الاستعداد الروحي الهام حتى يفهم الحاج مقاصد الحج، وأن ما هو مقبل عليه ليس رحلة سياحية وإنما رحلة سياحية إيمانية فيفهم معها معاني المناسك والطواف والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة ويكون له في ذلك محطات إيمانية يتزود فيها بالمادة العلمية والمعلومات الصحيحة، يأتي بعد ذلك وفق الإجابات التي قدمت للحجاج فيما يخص الجانب التنظيمي الذي يمتد بين التحضير للسفر في الجزائر والبلاد المستقبلة من تحضير الحقائب والأمتعة والتعامل مع الوفد في المطار الجزائري إلى غاية الوصول مع أهمية الاطلاع على الإجراءات التنظيمية الجديدة كي لا تختلط الأمور على حجاجنا الميامين. وفي الأخير قدمت توجيهات للحجاج توجيهات لتعلم مناسك الحج الصحيحة بعيدا عن كلّ ما يقال هنا وهناك مع التركيز على الجانب التعبدي والأخلاقي، أما الجانب الثاني فيتعلق بالاستعداد الصحي وكيف تكون العناية الصحية لاسيما للمرضى والذين يعانون من أمراض مزمنة وذكر مدير الشؤون الدينية الحجاج أن يواجه كثير من الجزائريين الذين يحجّون لأول مرّة إلى مكّة المكرمة لأداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام صعوبات جمة، فهم يجدون أنفسهم أمام أماكن مقدسة يرونها لأول مرة عن قرب ودون حواجز، وهو ما يربكهم ويجعلهم في لهفة وشوق إما للمسها أو ولوجها وأحيانا كثيرة ينعكس ذلك سلبا على الجو العام الذي يسود المكان ويوقعهم في أخطاء وملاسنات قد تفسد عليهم عبادتهم. وفي الأخير قرأت آيات بينات من كتاب الله مع أدعية لكل الحجاج الميامين بأن يقبل الله تعالي حجهم و يوفقهم لأداء المناسك على الطريقة الصحيحة بما يقدم صورة مشرفة عن الحاج الجزائري والارتقاء به إلى مصاف عليا.
مولود.م