الحدث

تمخض الفأر فولد فأرا

مسخرة مؤتمر القاهرة للإستسلام والعار

إن همجية وبشاعة العدوان الصهيوني على قطاع غزة فاقت كل التصورات واعتبرت أكثر من جرائم إنسانية وخرقا صارخا للأعراف الدولية. فلا عجب ان يسخرون بمؤتمر القاهر للخزي والعار والإستسلام، واكتفوا بحضور الوكلاء عنهم من الأوروبيين ليجعلوا القادة العرب الحاضرين في عنق الزجاجة كالفئران يسترضونهم لتدخلوا لدى الكيان الصهيوني لاسترضائه عنهم مقابل التنازل عن القضية الفلسطينية.

 ليس مهما أن يقضى عليها ولكن بعيدا عن هذه الدول الخانعة والخائنة، وما صرح به المتدخلون من القادة العرب كان واضحا لكل عاقل ولبيب انّ فلسطين لم تعد تهم المطبعين بل أصبحت الشوكة التي حلقهم والغصة التي تنغض عليهم الحياة. انتهى مؤتمر القاهرة للإستسلام وليس للسلام بخيبة أمل للدول المطبعة بشكل خاص لأنها راهنت على أن يمنحها وكلاء الكيان الصهيون (معظم الدول الأوروبية الحاضرة) على صك الغفران بالنيابة بعد أن تمردت شعوبهم وخرجت إلى الشوارع لتؤكد التحامها بالقضية الفلسطينية ورافضين كل اشكال التطبع، بل وتأكد لهؤلاء الحكام للمرة الألف بأنهم وحدهم في واد يهيمون ويسبحون ضد تيار شعوبهم. هذا المؤتمر الذي قاطعته الجزائر وتونس واعتبر كل من الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد لا حدث وكانا يعرفان مسبقا أنه مجرد مناورة من المطبعين لتبييض مجازر الكيان الصهيوني ووضع الجلاد محل الضحية، ولا عجب إن خرج أمير قطر من المؤتمر غاضبا لما رأه من خذلان الحكام العرب وتطاول الدول الأوروبية على حركة حماس بوصفها بالتنظيم الإرهابي، ولعل ما اتفقت عليه كل من أمريكا واليونان وإسبانيا وأنجلترا واليابان وفرنسا بان ما قامن به حماسا هو إرهابا وما قام به الكيان الصهيوني هو دفاع للنفس، كان من بين الأسباب الرئيسية في عدم خروج المؤتمر ببيان ختامي، وهذا ما ارادت له الدول الأوروبية كي تور الدول العربية اكثر في وحل الصهاينة. ولعل من بين أهدافها أيضا عدم الخروج بالبيان الختامي لأنها كانت تعرف مسبقا لا أحدا من الدول المطبعة سيضع نفسه امام شعبه في وضع لا يحسد عليه مما هي عليه لحد الآن. كما أنه في الوقت الذي كان العرب المتخاذلين في القاهرة، نظمت مظاهرة ضخمة في رام الله الفلسطينية حاملوا خلالها صورة الرئيس الروسي فلادمير بوتين ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ

أون كرسالة قوية لهؤلاء المطبعين بأن هذين الرئيسن كان موقفهما نبيلا ورجوليا وليس متخاذلا وانهزاميا مثلهم. ولكن، ليس أخيرا، انّ التعرف عليه في الحروب حين تعقد مثمرات أو لقاءات للسلام، فمن الضرورة بمكان حضور الطرفين المتحاربين للتحاور والتفاهم مباشرة ووجها لوجه، لكن في مؤتمر القاهرة غاب الكيان الصهيوني وناب عنه وكلائه من الأوروبيين وحتى المطبعين، وغاب صاحب المعادلة الصعبة (حماس) فعن أي سلام يتحدثون؟. وكان مؤتمر القاهرة تماما مثلما تمخض الجبل فولد فأرا

بقلم: رامـي الحـاج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى