
شدد أساتذة وباحثين ومختصين في أدب الطفل على ضرورة إيجاد آليات وطرق فعالة كفيلة بتطوير أدب الطفل ليواكب متطلبات العصر وتحدياته.
أبرز مختلف الأستاذة والباحثين في الملتقى الوطني حول الكتاب والمطالعة عند الطفل، المنظم من طرف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بالتنسيق مع مركز الفنون والمعارض ووحدة البحث في علوم الإنسان للدراسات الفلسفية والإنسانية بجامعة وهران.
الملتقى جاء ليسلط الضوء على أدب الطفل وتعزيز الإبداع الأدبي الموجه للتلاميذ، وتناول اللقاء دور المجتمع في النهوض بهذا النوع الأدبي عبر تبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين، ومناقشة تحديات الكتابة للأطفال في ظل الرؤى المستقبلية لهذا المجال، كما تم التطرق خلال الندوة التي نشطها أساتذة من مختلف المناطق إلى أهمية تكريس ثقافة الاعتراف بالمبدعين في المجال ودور المجتمع والعائلة، في غرس القيم الإنسانية لدى الأجيال الناشئة.
مداخلات أساتذة وباحثين حول واقع ورهانات أدب الطفل
وأكد الباحث في أدب الطفل “نور الدين مبخوتي” أنه يمثل وسيلة أساسية لتوجيه الأطفال نحو استثمار خيالهم الخصب في الإبداع، واكتساب التصرفات الإيجابية، خاصة في ظل تحديات العالم الرقمي وتأثيراته السلبية، مبرزا أن أدب الطفل يواجه العديد من التحديات، التي تتطلب تعزيز الكتابات الموجهة للصغار وتطوير أساليب تعليمية مبتكرة تشجعهم على القراءة والكتابة والبحث، مطالبا بضرورة الاعتناء بأدب الطفل وتوفير الشروط الضرورية للنهوض به، وأبرز المتدخلين أن التكامل بين النصوص والصورة في قصص الأطفال يعد أساسيًا لفهمهم الكامل للمحتوى ويعزز تطوير مهاراتهم اللغوية والاجتماعية، وهنا يدخل دور الأولياء كركيزة أساسية في غرس قيم حب الوطن والأخلاق وتعزيز التواصل الفعّال مع الطفل، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على ثقته بنفسه وقدرته على التفاعل الإيجابي مع مجتمعه .
وعرف الملتقى حضورا نوعيا لنخبة من الأساتذة والمختصين، الذين قدموا مداخلات أكاديمية قيمة حول واقع ورهانات أدب الطفل، وكذا مشاركة فعالة للطلبة الجامعيين والمهتمين، وكان للطفل نصيبه من الفعاليات المقامة على هامش الملتقى من خلال حلقة نقاشية عنوانها أدب الطفل رؤية مستقبلية، حاضر فيها الكتاب ونخبة من المثقفين والأدباء.
وأكد مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتلمسان “محمد طرشاوي”، أن الملتقى الوطني جاء ليسلط الضوء على أدب الطفل وليزود الإبداع الأدبي الموجه للأطفال بمناسبة يومهم العالمي، معتبرا أن الكتابة للطفل أداة مهمة من أدوات البناء الثقافي ووسيلة للتوجه لكائن يفرض عليه أن يواجه مستقبلاً تحديات كبيرة، وهو ما يحتم على المختص أن يتسلح بالوعي والمعرفة وإرادة التحدي والتزود بالأفكار الإنسانية ليستطيع بث روح التعاون والحرية والسلام، ليساهم في بناء جيل قوي متشبث بالوطنية والمعرفة.
ع.جرفاوي