
تشهد الانتخابات البلدية في مرحلتها الثانية بالضفة الغربية المحتلة، منافسة حادة بين القوائم الحزبية والمستقلة على 632 مقعدًا بلديًا وسط غياب قطاع غزّة.
فقد كان الإقبال لافتًا على صناديق الاقتراع لاختيار الفلسطينيين لممثليهم في المجالس البلدية، حيث بدأت عملية الاقتراع لانتخابات المجالس المحلية في الضفة الغربية، صباح يوم أول أمس، في مرحلتها الأخيرة، بعد مرحلة أولى جرت في 11 ديسمبر 2021، اقتصرت على البلدات والقرى الصغيرة.
ويبلغ عدد الهيئات المحلية المشاركة في الانتخابات 50 هيئة تضم 715 ألف ناخب، فيما كانت نسبة القوائم المرشحة المستقلة 69 بالمائة مقابل 31 بالمائة من القوائم الحزبية أو ائتلاف أكثر من حزب، بحسب فريد طعم الله المتحدث باسم لجنة الانتخابات المركزية.
ووفق اللجنة، بلغت نسبة الاقتراع 39 بالمائة حتى الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي 14:00 ت.غ فيما أغلقت صناديق الاقتراع أبوابها عند السابعة مساء بالتوقيت المحلي 17:00 ت.غ.
بدوره، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إلى احترام النتائج مهما كانت، حيث يرى كثيرون أن الفوز الساحق للقوائم المستقلة في المرحلة الأولى من الانتخابات أمام القوائم الحزبية مؤشّر على مستوى ثقة الفلسطينيين بالفصائل السياسية.
ويقول أحد المشاركين في الانتخابات، المواطن يختار بحرية كاملة وهو اليوم صاحب القرار..وأملنا أن تنتقل هذه الرؤية الحضارية من الهيئات المحلية والبلدية إلى مختلف فروع الشأن السياسي في البلاد.
تدخل فاضح
تزامنًا، لم يغب الاحتلال عن هذا الاستحقاق الفلسطيني رغم أنها ذات طابع خدماتي، إذ شكّل اعتقال رئيس قائمة من بلدة البيرة وآخر في الخليل تدخلًا فاضحًا في العملية الانتخابية برمتها وفي حق الفلسطينيين في اختيار ممثليهم.
في المقابل، يرى البعض أن هذا الإقبال الشعبي الكبير على الانتخابات البلدية يدلّ على تعطّش الفلسطينيين للتصويت والاقتراع وذلك بعد تأجيل الانتخابات العامة في العام الماضي إلى وقت غير مسمى.
وفي السياق، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعرب عن أمله في أن يتاح للفلسطينيين إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، في كلمة مقتضبة بعد إدلائه بصوته في الانتخابات المحلية بمدينة البيرة.
وأضاف عباس، أملنا كبير أن يعمّ هذا الانتخاب كل الأراضي الفلسطينية، ثم أن يتاح لنا أن نجري الانتخابات التشريعية والرئاسية في كل الوطن الفلسطيني، وتابع نحن سعداء جدًا أن شعبنا يمارس الديمقراطية.. صحيح ليس كل الديمقراطية، لكن فقط الانتخابات المحلية وفي الضفة الغربية فقط، في إشارة لعدم إجرائها في قطاع غزة.
يذكر، أن حركة حماس تقاطع هذه الانتخابات التي لم تحصل في قطاع غزة الذي تحكمه الحركة منذ عام 2007، غير أن كوادر ونشطاء “حماس” بالضفة يشاركون في مرحلتها الثانية ضمن قوائم مستقلة.
وكانت “حماس” قد أعلنت رفضها المشاركة بالانتخابات المحلية وطالبت بعقد انتخابات شاملة تشمل الرئاسية والتشريعية، والمجلس الوطني، متهمة الرئيس عباس بتعطيل إجرائها، غير أن الأخير يربط إجراء الانتخابات الشاملة بسماح السلطات الإسرائيلية إجرائها في القدس المحتلة ومشاركة سكانها فيها.