الجهوي‎

تعد مصدرا للأمراض المزمنة والاعتداءات بتجمعات تلمسان

أصحاب البنايات غير المكتملة ملزمون بتسوية وضعيتهم

تعرف العديد من بلديات ولاية تلمسان من يوم لآخر تزايد مذهل في عدد البنايات الفوضوية المنجزة دون تراخيص رسمية من طرف السلطات العمومية، ويمثل هذا العدد للتجمعات السكانية المتواجدة بتلمسان الكبرى (تلمسان، شتوان، منصورة ومغنية والحنايا والرمشي…وغيرها)، التي أضحت فيها السكنات غير مكتملة الإنجاز ديكورا يشوّه العمران.

ولعل ظاهرة البنايات الفوضوية بمعظم هذه البلديات لم تكن وليدة العهدة الانتخابية الحالية، وإنما هي موروث عن العهدات السابقة، في الوقت الذي تتكتم فيه السلطات المحلية والمؤسسات الرسمية عن العدد الحقيقي للمنجزات الفوضوية.

البنايات الفوضوية

يبقى العدد ذاته مرشحا للزيادة، بحكم عدم وجود إستراتيجية واضحة المعالم والأبعاد بإمكانها القضاء النهائي على هذه الظاهرة التي في حال استمرارها ستخرب النسيج العمراني لذات البلديات، كبلدية مغنية التي تتطلع لأن تصبح في مصاف ولاية منتدبة، خصوصا وأنها تتوفر على جميع المؤهلات التي حددتها السلطات العليا في البلاد، كأن يتعلق الأمر بعدد السكان الذي تجاوز الـ 200 ألف نسمة، أو بعدها عن مقر الولاية حاليا والتي تفوق المسافة بينهما الـ 65 كلم مربع.

هذه السكنات والأخرى غير المكتملة، أو غير الجاهزة والأراضي الشاغـرة التي تركت منذ سنوات عدة دون بنائها، والمخالفة للقانون، وكذا المنتهية غير الموثقة بحدة رغم التسهيلات التي تقدمها الجهة المعنية بولاية تلمسان لتسليم رخص البناء والتقـيد بها، إلا أن الخروقات عديدة ومختلفة تستدعي الدراسة المعمقة لتسوية وضعيتها وإيجاد حل للأسباب التي تحول بينها وبين نتيجة الرفض من لجان الدوائر التي خولت لهم الصلاحية لدراستها.

السكنات الهشة تشوّه المدينة

ما تبقى الإشارة إليه أيضا، هو أن وجود السكنات الهشة والقديمة بالوسط الحضري للتجمعات السكانية المتواجدة بتلمسان الكبرى، شوّه هو الآخر المنظر الجمالي لعاصمة هذه الدوائر، التي كان من المفروض إيلاء الأهمية الكبيرة لها من حيث الجانب الجمالي، بعد أن تحولت إلى مزابل ترمى بها الأوساخ وقاذورات السكان ومرتعا لمختلف الحشرات والزواحف والكلاب الضالة والقطط، بسبب تجمع مواد البناء بها.

كما وجد المنحرفون واللصوص فيها ملاذا لهم، حيث يقصدونها ليلا لتعاطي المشروبات الكحولية والتربص بالمارة ولاعتداء عليهم وسرقتهم، وتتفاقم هذه الظاهرة في الأحياء التي تنعدم فيها الإنارة العمومية.

الكلاب الضالة

وأوضح معظم سكان هذه الأحياء أن حريتهم أصبحت محدودة، ففي أي وقت هم معرضون لهجومات الكلاب الضالة التي تتوافد بالعشرات خاصة صباحا، فهم مجبرون على مرافقة أبنائهم لحمايتهم، وما زاد من تأزم الأوضاع وانتشار الروائح الكريهة المنبعثة من الأوساخ والقاذورات المرمية بها، بل تحولت هذه البناءات إلى مراحيض عمومية للمارة، مما ساهم الوضع في ظهور الأمراض الجلدية والحساسية للسكان القاطنين بجوارها، خاصة بين الأطفال الذين يفضلون اللعب والاجتماع بالبناءات، وهو الأمر الذي دفع بالسكان إلى مناشدة السلطات المحلية لإجبار أصحابها على إتمام بناءها لتفادي هذه المشاكل وتشويه الشوارع، خصوصا حينما يتعلق الأمر بمركز الدائرة الذي بحاجة إلى نسيج عمراني متناسق، إذا ما استثنينا تلك الأجزاء المتعلقة بالأحياء الجديدة.

كما أن وجود سكنات غير مكتملة أعطى انطباع واضح، وهو أن خروج عاصمة من عواصم هذه الدوائر من وضعيتها الحالية لا يزال بعيدا، مثلما هي بعيدة عن النظرة الحقيقية للمسؤولين الذين لم يولوا أدنى اهتمام للاعـتبارات الجمالية.

مُناشدة السلطات المحلية

وفي انتظار أن يحصل هذا الاهتمام الكبير من طرف السلطات المحلية لهذه البلديات بالجانب الجمالي لوسط المدينة، والعمل على تحسيس المنظمات والجمعيات بأهمية المحافظة على نظافة المحيط والبيئة، تبقى الكرة في مرمى السلطات المحلية للحد من الظواهر المؤثرة على العقار العمومي واستغلاله العقلاني، لفائدة المرافق والإدارات والمؤسسات.

أمـيـر. ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى