يعد نسج الزربية التقليدية، أحد اهتمامات العائلات التيسمسيلتية بهذا الموروث الأصيل، الذي يعد في الجانب ذاته رمزا من رموز الفن الإبداعي لكل منطقة من مناطق الوطن.
صناعة الزربية تقوم بنسجها شريحة من النسوة وخاص منهن فئة العجائز اللواتي مازلن يحافظن على استمرارية دوام وإبراز الطابع الجمالي لهذه الزربية التقليدية في الوقت الحاضر، وهذا من خلال تفننهن في إبداعها بشتى الألوان، الأحجام والأشكال، وكل هذا يمر عن طريق أنامل أيديهن “السحرية” في نسج الزربية على خشبتين متوازنتين وأدوات جد بسيطة وغير مكلفة تتمثل هذه الأخيرة في ما يعرف “السدة” وهو خيط من النوع الخشن والقيم والخلالة لتسوية الخطوط، هذا فضلا عن القصبة والنيار فهذا الأخير الذي يتمثل في خشبة ملتصقة بمسامير من الأطراف.
وتتفنن النسوة في طريقة تركيب وتزيين الألوان المختلفة عن طريق آلة ما يعرف بـ “السدوة ” أي الخشب التي مازلت تستعملها البعض من العائلات في نسج الزربية التقليدية إلى يومنا هذا بالنظر إلى التطور العلمي.
رغم ذلك، فلا تزال هذه الحرفة والمتمثلة في نسج الزرابي التقليدية تعرف تطورا ملحوظا في وقتنا الحالي، حرفة تقليدية تعد في الواقع كموروث ورمز لكل منطقة من بلادنا، هذا وعن استعمالات الزربية التقليدية، فقد كانوا يزينون بها من داخل المنازل وكأفرشة للخيم، بالإضافة إلى استخدامها في المناسبات كإبراز للتراث التقليدي الذي يمثل منطقة ما، أما فيما يتعلق بالهندسة الشكلية في نسج الزربية التقليدية، فهي تعتمد على وسائل ومعدات بسيطة كما أسلفنا ذكره، كما يضاف إلى ذلك صبغة الصوف “القيم” لصبغ الصوف بألوان مختلفة حتى تعطي طابعا جماليا في شكل ونوع الزربية المراد صناعتها، مشكلة بذلك فسيفساء بتقنية محكمة وتنظيمية كل هذا بالتركيز الجيد والتمعن في دقة نسيج الصوف وإحكامه حسب الطريقة المستعملة في نسج الزربية.
وفي إطار عمل غرفة الصناعة التقليدية والحرف بولاية تيسمسيلت لتأصيل المنتوج التقليدي المرتبط بالمنطقة، تنظم عمليات لدمغ الزرابي المنتوجة محليا من أجل إعطائها طابع التصدير والأصالة، ومن بين الشروط التي تتوفر في عملية الدمغ هي المادة الأولية، تقنيات النسيج، الرسومات والرموز المرتبطة المنطقة، وكما نعلم أن صناعة الزربية التقليدية بولاية تيسمسيلت تعرف تطورا ملحوظا من خلال ممارسة العديد من الحرفيين في المجال لهذه الحرفة والمشاركة في مختلف التظاهرات لإبراز هذا الموروث التقليدي الأصيل بمنطقة الونشريس.
عبد القادر جطي