
توجت اللقاءات الجهوية التي أشرفت عليها الجمعية الولائية لحماية وترقية البيئة بولاية النعامة وبشراكة مع المديرية المركزية للغابات بالجزائر العاصمة بتوصيات هامة بعد سلسلة من اللقاءات بكل من ولاية النعامة، البيض، سعيدة وتلمسان امتدت لقرابة شهر كامل حيث تمحورت هذه اللقاءات حول إدراج علم التقييم والمتابعة في ظاهرة التصحر حيث شارك في هذه التربصات أعوان الغابات وكل الشركاء الذين لهم علاقة بالبيئة والتصحر، حيث اشرف على الورشات التكوينية البروفيسور حدوش إدريس من جامعة تلمسان.
هذه اللقاءات الهامة ارتكزت بالدرجة الأولى على التكوين في ما يخص علم المتابعة و التقييم، و هو علم جديد يهدف إلى ترشيد المشاريع الكبرى، حيث عرفت هذه اللقاءات العلمية إنشاء بروتوكول لجمع وإحصاء عمليات ظاهرة التصحر التي تعاني منها الجزائر عامة وولايات النعامة،البيض،سعيدة وتلمسان خاصة من أجل تقييم العملية.
ويعد التصحر من المشاكل الهامة التي تحدث أثار سلبية لعدد كبير من دول العالم وخاصة تلك الواقعة تحت ظروف مناخية جافة أو شبه جافة أو حتى شبه رطبة، والجزائر إحدى الدول التي تعاني من تفاقم الظاهرة مؤخرا، خاصة في العقدين الأخيرين، بشكل كبير وذلك نتيجة التأثير السلبي التي خلفته على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
كشف البروفيسور حدوش إدريس عن العديد من الأسباب التي ساهمت في تصحر الأراضي الجزائرية منها الطبيعية والبشرية، ورغم كون هذه الأخيرة ذات صلة وثيقة من قلب المشكلة إلا أن وضعها كأساس للقياس لم يتوفر بعد، بشكل نظامي ومن الصعب مراقبتها ولم تستخدم كمؤشرات أولية في عملية التقييم، وأضاف البروفسور حدوش أن المقصود بالظروف الطبيعية تلك المتغيرات المناخية وقلة الأمطار، زيادة على ذلك العوامل البشرية المتمثلة في الضغط السكاني ونمط استخدام الأراضي مع الرعي المفرط، والاستغلال السيئ للموارد الطبيعية و ما تشهده المناطق الحراجية(الغابية) من انتهاكات وتعدي.
أما أهم عامل كشفت عنه الدراسات و التجارب هو وجود أروقة لزوابع الرملية مصدرها دولة الجوار- المغرب – حيث ساهمت هذه الكثبان الرملية في القضاء على الغطاء النبات.
ابراهيم سلامي