
تحلق الأجواء بروح من الإثارة والحماس في منطقة البيض سيدي الشيخ كل عام مع اقتراب موعد ركب “سيدي الشيخ”. إنها تظاهرة تقليدية سنوية لها مكانة خاصة في قلوب السكان، فهي ليست مجرد فعالية ثقافية، بل هي تجسيد لروح التراث والإيمان والتضامن الاجتماعي. تعكس هذه التظاهرة القديمة، التي استحقت مكانتها في قائمة التراث العالمي اللامادي لليونيسكو، موروثاً تاريخياً ودينياً واجتماعياً مميزاً. إنها تجسد ذكرى الولي الصالح سيدي عبد القادر، الذي يعتبر رمزاً للإيمان والتقوى في المنطقة، وتنبعث منها روح الاحتفاء بالتراث الديني والثقافي. يحضر الناس هذه الفعالية بشغف واهتمام كبيرين، فهي ليست مجرد مناسبة للاحتفال، بل تعتبر فرصة لإعادة ارتباط الأجيال بجذورها وتراثها، وتعزيز التلاحم والترابط الاجتماعي بين الأفراد والمجتمعات. يشارك الفرسان من مختلف أنحاء الوطن في عروض الفروسية التي تعتبر علامة مميزة للتظاهرة، حيث يتنافسون في إظهار مهاراتهم وفنونهم الفروسية بأسلوب تقليدي يحمل في طياته الفخر والتراث.
بالإضافة إلى ذلك، تشهد التظاهرة معارض للتعريف بتراث المنطقة ومدينة الأبيض سيدي الشيخ، حيث يتم عرض الحرف اليدوية والمنتجات التقليدية التي تعكس تاريخ وثقافة المنطقة. تتجلى أهمية هذه الفعالية في تعزيز الانتماء الوطني والمحافظة على الهوية الثقافية، وتعزيز دور المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث ونقله إلى الأجيال القادمة. بهذا النهج، تظل “ركب سيدي الشيخ” تجسيداً للروح الوطنية والتضامنية، وتعبر عن الفخر والاعتزاز بالتراث العريق للمنطقة، مما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والدينية لأهل البيض ومن يحضر هذه الفعالية المميزة.