تكنولوجيا

تطبيق فيديو جديد منافس لـ “تيك توك” بالذكاء الاصطناعي

تطبيق فيديو جديد منافس لـ “تيك توك” .. تتهيأ شركة الذكاء الاصطناعي الأمريكية “أوبن إيه آي”، لإطلاق تطبيق مبتكر خاص بإنشاء مقاطع الفيديو عبر الذكاء الاصطناعي، في خطوة تُعتبر تحدياً مباشراً لمنصة الفيديو العالمية “تيك توك”.


 

يأتي الإعلان عن هذا التطبيق الجديد الذي يحمل اسم “سورا 2” في وقت تشهد فيه سوق منصات الفيديو نمواً متسارعاً وتحولات جذرية في أنماط الاستهلاك الرقمي. تُخطط الشركة لدمج تقنياتها المتطورة في إنشاء الفيديو مع تجربة مستخدم تشبه إلى حد كبير المنصات الاجتماعية الرائجة مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المنافسة في هذا القطاع.

 

العرض العمودي وخوارزمية التوصيات

يتميز التطبيق الجديد بتصميم واجهة مستخدم تعتمد على مبدأ العرض العمودي للفيديوهات، مع إتاحة التنقل بين المحتوى من خلال السحب نحو الأعلى أو الأسفل على غرار التطبيقات الاجتماعية الشهيرة.

كما يضم التطبيق صفحة توصيات مخصصة تعتمد على خوارزميات ذكية لاقتراح المحتوى المناسب لكل مستخدم تشبه إلى حد كبير آلية العمل في صفحة “الخاص بك” ضمن منصة “تيك توك”. لكن الاختلاف الجوهري بين التطبيقين يتمثل في طبيعة المحتوى المعروض، حيث إن جميع الفيديوهات في تطبيق “سورا 2” سيتم إنشاؤها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي دون وجود محتوى بشري مصور.

يسمح التطبيق لمستخدميه بإنشاء مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 10 ثوانٍ باستخدام النموذج المتطور الخاص بالشركة. ومن المميزات الفريدة للتطبيق منع المستخدمين من تحميل الصور أو مقاطع الفيديو من ألبوم الكاميرا أو التطبيقات الأخرى على الهواتف الذكية مما يضمن أن يكون المحتوى ناتجاً بالكامل عن الذكاء الاصطناعي. كما يتضمن النظام ميزة التحقق من الهوية التي تتيح للمستخدمين تأكيد هويتهم الشخصية واستخدامها في الفيديوهات بعد إتمام عملية التحقق.

 

ميزات أمنية وحماية هوية المستخدمين

أحد الجوانب البارزة في التطبيق الجديد هو نظام الحماية والإشعارات الخاص باستخدام الصور الشخصية، فعندما يقوم أي مستخدم بتوظيف صورة مستخدم آخر في مقطع فيديو سواء كان منشوراً أو مجرد مسودة غير منشورة، سيتلقى صاحب الصورة إشعاراً فورياً بهذا الاستخدام.

هذه الآلية تُعد خطوة متقدمة في حماية هوية المستخدمين وضمان الشفافية في التعامل مع المحتوى المُولد عبر الذكاء الاصطناعي. كما تعكس حرص الشركة على معالجة التحديات الأخلاقية المرتبطة بهذه التقنيات الحديثة،حظي التطبيق بعد إطلاقه داخلياً الأسبوع الماضي بإشادة واسعة من موظفي الشركة الذين تفاعلوا معه بشكل لافت.

بلغ حماس الموظفين لاستخدام التطبيق مستويات عالية لدرجة أن بعض المديرين في الشركة”joked” بأنه قد يصبح مصدراً لتراجع الإنتاجية، بسبب انغماس العاملين في تجربة إنشاء الفيديوهات. هذا التفاعل الداخلي الإيجابي يُعتبر مؤشراً قوياً على احتمالية نجاح التطبيق عند إطلاقه للجمهور العام.

 

تطبيق فيديو جديد منافس لـ “تيك توك” .. منافسة شرسة في سوق الفيديو الرقمي

يدخل تطبيق “سورا 2” سوقا تنافسياشديد الاحتدام، حيث يضطر لمواجهة منتجات الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي من عمالقة التكنولوجيا مثل “ميتا” و”غوغل”.

سبق أن دمجت “غوغل” نسخة مخصصة من أحدث نموذج لإنشاء الفيديو والمعروف باسم “فيو 3″، ضمن منصة يوتيوب الشهيرة في خطوة استباقية لمواجهة التطورات التقنية في هذا المجال. يأتي إطلاق التطبيق الجديد في توقيت بالغ الحساسية، حيث أصبحت منصة “تيك توك” أكثر تشددا فيما يتعلق بالمحتوى المُنتج بالذكاء الاصطناعي.

قامت منصة “تيك توك” مؤخراً بتحديث شروطها واستبدلت القواعد الخاصة بأنواع مقاطع الفيديو المُصممة بالذكاء الاصطناعي المسموح بعرضها. أصبحت المنصة تحظر صراحةً أي محتوى مضلل أو ضار يتم تصميمه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على مصداقية المحتوى المعروض وحماية المستخدمين من المعلومات المغلوطة. هذا التحول في سياسات المنصات التقليدية، يخلق فرصة ذهبية للتطبيقات الجديدة التي تضع الضوابط الأخلاقية في صميم تصميمها.

تُشير هذه التطورات إلى أن صناعة محتوى الفيديو الرقمي على أعتاب مرحلة تحول كبرى، حيث تنتقل من الاعتماد الكامل على المحتوى البشري إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع. قد يمثل تطبيق “سورا 2” بداية لاتجاه جديد في عالم المنصات الاجتماعية، حيث تصبح القدرة على إنشاء محتوى مخصص وفريد باستخدام الذكاء الاصطناعي معياراأساسيا للتنافسية. ستحدد استجابة الجمهور ومدى تقبلهم لنموذج المحتوى الكامل بالذكاء الاصطناعي ملامح المستقبل القريب لهذه الصناعة الديناميكي.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى