
تشهد تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة التي تمكّن المستخدمين من التفاعل مع شخصيات افتراضية مخصصة نموًا غير مسبوق في الإقبال والإيرادات. حيث تشير بيانات تحليلية حديثة. إلى أن هذه التطبيقات. التي تتنوع بين أصدقاء رقميين وشخصيات خيالية قد حققت إيرادات بلغت 82 مليون دولار . خلال النصف الأول من العام الحالي، مع توقعات ببلوغها 120 مليون دولار بنهاية عام 2025. وهو ما يعكس حجم الطلب المتزايد على هذه الفئة الجديدة من البرمجيات التي تركز على الجانب الإنساني من التقنية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة.. أسماء تتصدر المشهد
من بين أبرز الأسماء التي برزت في سوق التطبيقات المصاحبة. نجد تطبيق “Replika” الذي يتيح للمستخدم إنشاء صديق افتراضي، يتذكر تفاصيل الحوار ويطور شخصيته بمرور الوقت إضافة إلى تطبيق “Character.AI”. الذي يقدم تفاعلات مع شخصيات متعددة.
يمكن تصميمها حسب الرغبة وتطبيق “PolyBuzz” الذي يجمع بين الطابع الترفيهي والتواصل الشخصي. وكذلك تطبيق “Chai” الذي يسمح بالمحادثة مع مئات الشخصيات المختلفة.
ويأتي هذا النجاح في ظل الإحصاءات التي تشير إلى وجود 337 تطبيقًا نشطًا حول العالم في هذا المجال. منها 128 تطبيقًا أُطلق خلال العام الجاري وحده، مما يدل على تسارع وتيرة الابتكار والدخول إلى هذا القطاع التقني الواعد.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة .. أرقام تعكس النمو السريع
تؤكد البيانات أن عدد مرات تحميل تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة. قد تجاوز 220 مليون عملية تنزيل عبر متجري “أبل” و”غوغل”. مع تسجيل 60 مليون عملية تنزيل في النصف الأول من العام الحالي. وحده بزيادة بلغت 88 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
كما ارتفعت الإيرادات لكل عملية تحميل من 0.52 دولار في عام 2024 إلى 1.18 دولار في العام الجاري. وهو ما يشير إلى استعداد المستخدمين لدفع المزيد مقابل الحصول على تجربة شخصية أكثر تفاعلية وتكشف الأرقام أيضًا أن أفضل 10 بالمائة من هذه التطبيقات. تستحوذ على 89 بالمائة من إجمالي الإيرادات، ما يعكس تمركز النجاح في عدد محدود من المنصات القوية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة.. دخول الشركات الكبرى على الخط
لم تقتصر المنافسة على المطورين المستقلين، إذ دخلت شركات كبرى إلى هذا المجال مثل شركة “xAI” التي أسسها “إيلون ماسك”. والتي أطلقت عبر تطبيق “Grok” مجموعة من المرافقين الرقميين، منهم شخصيات كرتونية وثعلب ثلاثي الأبعاد ذي طابع ساخر.
كما أن شركة “OpenAI” المطورة لأشهر روبوت محادثة، أعادت إصدار نسختها السابقة GPT-4 استجابة لمطالب مستخدمين شعروا بارتباط وثيق بالنسخة القديمة بعد الانتقال إلى GPT-5 .في حين أن شركة “غوغل” عززت وجودها في هذا السوق عبر ضم مؤسس شركة Character.AI إلى فريق عملها ما يشير إلى أن التطبيقات المصاحبة. لم تعد مجرد أدوات ترفيهية بل باتت محور اهتمام استراتيجي لكبرى الشركات التقنية التي ترى فيها مستقبلًا واعدًا للتواصل الرقمي.
ومع استمرار هذا النمو، يبدو أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة ستلعب دورًا أكبر في حياتنا اليومية. حيث قد تتحول من مجرد رفقاء رقميين إلى منصات تقدم الدعم النفسي والاجتماعي وتساعد على تعزيز المهارات اللغوية وتوفير الرفقة لكبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة. مما يفتح الباب أمام استخدامات جديدة كليًا ويعزز من مكانة هذه التقنية في المشهد الرقمي العالمي.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله