
ظهر الذكاء الاصطناعي بوصفه سلاحاً ذو حدين، إلى ظهور مجرمي الإنترنت وتزايد الهجمات السبرانية، وبالتالي فتحت هذه التكنولوجيا الحديثة طرقا جديدة وسهلة أمام الجهات الخبيثة لاستغلال نقاط الضعف وارتكاب الجرائم عبر النترنت.
أكدت دراسة حديثة بإن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي كانت تعد ذات يوم مجالاً للخبراء والباحثين فقط، أصبحت الآن في متناول الجميع وتقريباً ودون استثناء حتى أولئك المستخدمون ذو النوايا الشريرة والمشاريع الخطير والبرامج المضرة بحياة الناس وممتلكاتهم، ونقصد هنا بالمجرمين. بحيث يتوفر الآن عدد كبير من محركات الذكاء الاصطناعي في (الشبكة المظلمة) مما يستطيعون من خلالها تجسيد مخططاتهم الإجرامية بسهولة وإحكام من خلال نشر هذه الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة، على غرار صياغة رسائل بريد إلكتروني متطورة للتصيد الاحتيالي وتطوير برامج ضارة مصممة خصيصاً لتجنب الكشف وتجاوز الإجراءات الأمنية.
كما أظهرت نفس الدراسة من خلال بحث عميق أجراه خبراء (كاسبرسكي) أن عدد مجموعات برامج الفدية قد أرتفع بشكل ملفت للإنتباه بنسبة 30 في المائة على المستوى العالمي خلال الفترة من 2022 إلى 2023، وهذا معناه ارتفاع في عدد ضحايا الهجمات بنسبة 70 في المائة. وتمكن هؤلاء الخبراء أيضا من اكتشاف حوادث تشير إلى قيام المجموعات المعروفة في بعض الحالات بتداول نقاط الوصول في شبكات وأنظمة الشركات، عن طريق بيع نقاط الدخول الأولية إلى مجموعات برامج الفدية المتقدمة القادرة على شن هجمات أكثر تعقيداً. وبما أنه يتعين على المجرمين السيبرانيين عبور مراحل متعددة لشن هجوم مستهدف باستخدام برامج الفدية، فإن مثل هذه الحالات من التعاون تتيح لهم توفير الوقت، والانتقال مباشرة إلى رصد الشبكة واستطلاعها أو استهدافها بالإصابة. وفيما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل البعض لتغذية الجريمة السيبرانية، فإنه يعمل أيضاً على أنه أداة حيوية في مكافحة الأنشطة الضارة ومنع استخدام برامج الفدية التي تعتمد على هذه التكنولوجيا. تقوم محركات الكشف المجهزة بقدرات الذكاء الاصطناعي بتحليل النصوص والصور والبيانات التعريفية لتحديد المحتوى الضار وتعيين درجات المخاطر. كما تعمل هذه التقنيات، التي ينشرها موردو خدمات الأمن مثل (كاسبرسكي)، على مستوى المؤسسة والمستخدم على حد سواء، مما يوفر الحماية ضد التهديدات المتطورة.
بقلم: هــشــام رمــزي