
تزداد المخاوف اليوم من تأثير الاعتماد المتنامي على أدوات الذكاء الاصطناعي في القدرات الذهنية لدى الأفراد، إذ تكشف دراسات حديثة عن ارتباط واضح بين زيادة استخدام هذه الأدوات وبين تراجع مهارات التفكير النقدي، التي تُعد أساس الفهم والتحليل والاستنتاج.
ومع انتشار التطبيقات التي تقدم إجابات فورية، بدأ الإنسان يتخلى تدريجيا عن الجهد العقلي الذي كان يبذله عند محاولة فهم المعلومات أو تحليلها، مما يؤدي إلى إضعاف المسارات الذهنية التي تعتمد عليها هذه المهارات.ويشبه الخبراء هذا التحول بما يحدث للجسد عند التوقف عن الحركة، لأن العقل مثل العضلات يحتاج إلى تدريب مستمر وعمل دائم حتى يحافظ على قدرته على الاستنتاج والفحص والتقييم.
ويتساءل كثيرون، ما إذا كان هذا التراجع مجرد مرحلة عابرة أم بداية تحول أعمق في الطريقة التي يصنع بها الإنسان فهمه ويطور معرفته، في عصر يعتمد فيه بشكل واسع على تقنيات تؤدي المهام نيابة عنه.
دراسات تكشف أثر التفويض الذهني على القدرات المعرفية
أجريت دراسة حديثة في سويسرا شملت مئات المشاركين، وخلصت إلى أن الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي يؤثر سلبا في القدرة على التفكير النقدي خاصة لدى الفئات الأصغر سنا، إذ اعتمد الباحث على اختبارات تقيس مهارات التحليل واتخاذ القرار ليلاحظ تراجعا واضحا لدى الذين يعتمدون على الأدوات الرقمية بصورة يومية.
وتشير النتائج إلى أن المشكلة لم تعد تتعلق بنسيان المعلومات التي يمكن الوصول إليها بسهولة، كما كان يحدث في السابق، بل أصبح الضعف يمس القدرة على فهمها ومعالجتها لأن المستخدم لم يعد مضطرا لمقارنة المصادر أو تحليل التفاصيل بعد أن صارت الإجابات جاهزة أمامه بضغطة واحدة.
ومع التطور السريع للأدوات الحديثة، انتقل الإنسان من مرحلة البحث التي كانت تتطلب جهدا ذهنيا إلى مرحلة يكتفي فيها باستقبال النتائج دون المرور بالخطوات المعرفية التي تساعد على بناء التفكير العميق، مما يقلل من حاجة الدماغ إلى ممارسة مهارات التحليل والتفسير.
وتدعم دراسة أخرى أُجريت قبل عامين هذا التحليل إذ أوضحت أن الأفراد يميلون إلى تفويض المهام الصعبة إلى الأنظمة الرقمية عندما يواجهون ضغطا ذهنيا، حتى إذا شعروا بالتردد في البداية لأنهم يجدون في ذلك حلا أسرع وأخف على العقل مما يعزز عادة الاتكال على الآلة. ويؤكد الباحثون أن هذا الاتجاه قد يغيّر الدور التقليدي للعقل البشري من باحث ومنقب ومحلل إلى مجرد متلق وصاحب قرار يعتمد على ما تقدمه الخوارزميات دون أن يختبر المعلومات أو يعيد صياغتها بنفسه.
آليات لاستعادة
تزداد المخاوف اليوم من تأثير الاعتماد المتنامي على أدوات الذكاء الاصطناعي في القدرات الذهنية لدى الأفراد، إذ تكشف دراسات حديثة عن ارتباط واضح بين زيادة استخدام هذه الأدوات وبين تراجع مهارات التفكير النقدي، التي تُعد أساس الفهم والتحليل والاستنتاج.
ومع انتشار التطبيقات التي تقدم إجابات فورية، بدأ الإنسان يتخلى تدريجيا عن الجهد العقلي الذي كان يبذله عند محاولة فهم المعلومات أو تحليلها، مما يؤدي إلى إضعاف المسارات الذهنية التي تعتمد عليها هذه المهارات.ويشبه الخبراء هذا التحول بما يحدث للجسد عند التوقف عن الحركة، لأن العقل مثل العضلات يحتاج إلى تدريب مستمر وعمل دائم حتى يحافظ على قدرته على الاستنتاج والفحص والتقييم.
ويتساءل كثيرون، ما إذا كان هذا التراجع مجرد مرحلة عابرة أم بداية تحول أعمق في الطريقة التي يصنع بها الإنسان فهمه ويطور معرفته، في عصر يعتمد فيه بشكل واسع على تقنيات تؤدي المهام نيابة عنه.
دراسات تكشف أثر التفويض الذهني على القدرات المعرفية
أجريت دراسة حديثة في سويسرا شملت مئات المشاركين، وخلصت إلى أن الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي يؤثر سلبا في القدرة على التفكير النقدي خاصة لدى الفئات الأصغر سنا، إذ اعتمد الباحث على اختبارات تقيس مهارات التحليل واتخاذ القرار ليلاحظ تراجعا واضحا لدى الذين يعتمدون على الأدوات الرقمية بصورة يومية.
وتشير النتائج إلى أن المشكلة لم تعد تتعلق بنسيان المعلومات التي يمكن الوصول إليها بسهولة، كما كان يحدث في السابق، بل أصبح الضعف يمس القدرة على فهمها ومعالجتها لأن المستخدم لم يعد مضطرا لمقارنة المصادر أو تحليل التفاصيل بعد أن صارت الإجابات جاهزة أمامه بضغطة واحدة.
ومع التطور السريع للأدوات الحديثة، انتقل الإنسان من مرحلة البحث التي كانت تتطلب جهدا ذهنيا إلى مرحلة يكتفي فيها باستقبال النتائج دون المرور بالخطوات المعرفية التي تساعد على بناء التفكير العميق، مما يقلل من حاجة الدماغ إلى ممارسة مهارات التحليل والتفسير.
وتدعم دراسة أخرى أُجريت قبل عامين هذا التحليل إذ أوضحت أن الأفراد يميلون إلى تفويض المهام الصعبة إلى الأنظمة الرقمية عندما يواجهون ضغطا ذهنيا، حتى إذا شعروا بالتردد في البداية لأنهم يجدون في ذلك حلا أسرع وأخف على العقل مما يعزز عادة الاتكال على الآلة. ويؤكد الباحثون أن هذا الاتجاه قد يغيّر الدور التقليدي للعقل البشري من باحث ومنقب ومحلل إلى مجرد متلق وصاحب قرار يعتمد على ما تقدمه الخوارزميات دون أن يختبر المعلومات أو يعيد صياغتها بنفسه.
آليات لاستعادة اليقظة الذهنية وتعزيز التفكير النقدي
تشير الدراسات إلى أن تأثير التقنيات في القدرات الذهنية ليس نهائيا، بل يمكن التحكم فيه إذا استخدم الإنسان الأدوات الرقمية بطريقة واعية، تسمح بالاستفادة منها دون التنازل عن دوره الأساسي في الفهم والتحليل.
ويتمثل أحد الحلول في تخصيص فترات يتخلى فيها الفرد عن الأدوات الذكية، ويعود إلى إنجاز المهام بنفسه لأن ذلك ينشط العقل ويعيد إليه القدرة على إعادة البناء والتفسير ويساعده على استعادة مهارات التفكير العميق.كما يُنصح بأن يُطلب من الطلبة أو العاملين إنجاز مهمة معينة بجهدهم الذاتي ثم استخدام الأنظمة الذكية للقيام بالمهمة ذاتها ومقارنة النتيجتين، لأن هذه المقارنة تكشف لهم الفروق بين تفكير الإنسان وطريقة معالجة الآلة مما يعزز قدرتهم على التمييز والتحليل.
ويبرز أيضا دور الحوار المباشر بين الأفراد، إذ إن النقاش الجماعي يدفع العقل إلى طرح الأسئلة وتفكيك الأفكار والتدقيق في الحجج، وهو ما يعيد إحياء المهارات التي تضعف عند الاعتماد الزائد على النتائج الجاهزة.
وترى الدراسات أن هذا التوازن بين استخدام التقنيات واستحضار الدور الذهني للإنسان هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقلال المعرفي، لأن الخطر لا يكمن في الأدوات نفسها، بل في الطريقة التي نتعامل بها معها فإذا صارت بديلا عن التفكير تراجعت قدراتنا أما إذا استخدمناها كوسيلة مساعدة بقي التفكير النقدي جزءا أساسيا من عملية الفهم.
وفي المحصلة، يبدو أن استعادة القدرات العقلية ممكنة بشرط وعي الإنسان بخطورة التفويض الدائم لعقله وأن يحرص على ممارسة مهارات الفحص والتحليل حتى لا يفقد دوره في عالم تزداد فيه سيطرة الأنظمة الرقمية على تفاصيل الحياة اليومية.ليقظة الذهنية وتعزيز التفكير النقدي
تشير الدراسات إلى أن تأثير التقنيات في القدرات الذهنية ليس نهائيا، بل يمكن التحكم فيه إذا استخدم الإنسان الأدوات الرقمية بطريقة واعية، تسمح بالاستفادة منها دون التنازل عن دوره الأساسي في الفهم والتحليل.
ويتمثل أحد الحلول في تخصيص فترات يتخلى فيها الفرد عن الأدوات الذكية، ويعود إلى إنجاز المهام بنفسه لأن ذلك ينشط العقل ويعيد إليه القدرة على إعادة البناء والتفسير ويساعده على استعادة مهارات التفكير العميق.كما يُنصح بأن يُطلب من الطلبة أو العاملين إنجاز مهمة معينة بجهدهم الذاتي ثم استخدام الأنظمة الذكية للقيام بالمهمة ذاتها ومقارنة النتيجتين، لأن هذه المقارنة تكشف لهم الفروق بين تفكير الإنسان وطريقة معالجة الآلة مما يعزز قدرتهم على التمييز والتحليل.
ويبرز أيضا دور الحوار المباشر بين الأفراد، إذ إن النقاش الجماعي يدفع العقل إلى طرح الأسئلة وتفكيك الأفكار والتدقيق في الحجج، وهو ما يعيد إحياء المهارات التي تضعف عند الاعتماد الزائد على النتائج الجاهزة.
وترى الدراسات أن هذا التوازن بين استخدام التقنيات واستحضار الدور الذهني للإنسان هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقلال المعرفي، لأن الخطر لا يكمن في الأدوات نفسها، بل في الطريقة التي نتعامل بها معها فإذا صارت بديلا عن التفكير تراجعت قدراتنا أما إذا استخدمناها كوسيلة مساعدة بقي التفكير النقدي جزءا أساسيا من عملية الفهم.
وفي المحصلة، يبدو أن استعادة القدرات العقلية ممكنة بشرط وعي الإنسان بخطورة التفويض الدائم لعقله وأن يحرص على ممارسة مهارات الفحص والتحليل حتى لا يفقد دوره في عالم تزداد فيه سيطرة الأنظمة الرقمية على تفاصيل الحياة اليومية.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله



