
نظام تشغيل الذكاء الاصطناعي .. كشف “نيك تيرلي” الرئيس المنتدب للمنتج الأشهر في مجال الذكاء الاصطناعي. عن خطة طموحة لتحويل نظام المحادثات الذكي إلى ما يشبه نظام تشغيل حاسوبي متكامل. يدمج مجموعة واسعة من التطبيقات الخارجية ضمن بيئة موحدة.
وستتحول المنصة إلى مركز رقمي رئيسي. يتفاعل فيه المستخدمون مع الخدمات الإلكترونية بشكل يشبه تعاملهم مع أنظمة التشغيل التقليدية المعروفة. مما يعكس طموح شركة الأبحاث الأم لتوسيع نفوذها في عالم التقنية المتقدمة.
جاء هذا الإعلان. خلال مقابلة خاصة على هامش مؤتمر المطورين الثالث في مدينة سان فرانسيسكو. حيث أوضح “تيرلي” أن الرؤية الجديدة تقوم على جعل بيئة المحادثة الذكية منصة مفتوحة أمام مطوري البرامج والتطبيقات.
من أداة محادثة إلى منصة تشغيل شاملة
يرى المسؤول التقني أن نظام المحادثات الذكية تجاوز مرحلة كونه مجرد أداة للكتابة المساعدة أو توليد الإجابات. ليصبح منصة شاملة تحتوي على تطبيقات متكاملة في مجالات متنوعة.
وتشمل هذه المجالات أدوات العمل والتعليم والتسوق والترفيه. بالإضافة إلى الخدمات اليومية الأساسية مثل النقل وطلب الطعام. حيث يشبه هذا التحول التغير الذي أحدثه الهاتف الذكي في عالم التطبيقات.
وستفتح هذه الخطوة الباب أمام جيل جديد من الخدمات التفاعلية. التي لم يكن ممكناً تصورها من قبل وفقاً لرؤية الشركة المطورة التي تسعى لبناء منظومة اقتصادية متكاملة حول المنصة.
وتشير الأرقام إلى أن المنصة تخدم حالياً ما يقارب 800 مليون مستخدم نشط بشكل أسبوعي. مما يجعلها واحدة من أكبر الخدمات الركيزة في العالم الرقمي الحديث.
متجر تطبيقات متكامل وشراكات استراتيجية
تستعد الشركة المطورة لإطلاق متجر تطبيقات جديد داخل منصة المحادثات الذكية. يتضمن برامج من شركات عالمية كبرى متخصصة في مجالات السفر والنقل والطعام.
وتهدف هذه الخطوة إلى تحويل النظام إلى منصة شاملة للتجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية. حيث يمكن للمستخدمين إنجاز المعاملات وطلب الخدمات مباشرة من داخل الواجهة الرئيسية.
ويأتي هذا التوجه بالتزامن مع العمل على تطوير أجهزة ذكية بالتعاون مع مصممين عالميين مشهورين مما يعزز التوقعات بأن الشركة تخطط لبناء نظام بيئي متكامل يجمع بين المكونات البرمجية والأجهزة والخدمات السحابية.
نظام تشغيل الذكاء الاصطناعي .. حماية البيانات وشفافية المستخدم
أكد المسؤول التقني أن الشركة المطورة وضعت معايير صارمة تلزم مطوري التطبيقات بجمع الحد الأدنى فقط من البيانات الضرورية لعمل
تطبيقاتهم، مع الالتزام الكامل بمبدأ الشفافية تجاه المستخدمين.
وتعمل الشركة حاليا على تطوير مفهوم تقني جديد يسمى “الذاكرة المجزأة”، يسمح للمستخدم بالتحكم الدقيق في المعلومات التي يمكن للتطبيقات الوصول إليها داخل منصة المحادثات.ويرى “تيرلي” أن نظام المحادثات الذكي سيكون الأداة الأساسية التي من خلالها ستتمكن الشركة من تحقيق هدفها الأكبر المتمثل في نشر الذكاء الاصطناعي الشامل بطريقة تخدم البشرية جمعاء.
ويضيف أن هذه المنصة ليست مجرد مشروع تجاري تقليدي، بل وسيلة مبتكرة لتوصيل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الناس في حياتهم اليومية بشكل عملي ومفيد.
وفي رؤيته المستقبلية يشبه المسؤول التقني المرحلة الحالية من تطور المنصة بالفترة التي سبقت ظهور الواجهات الرسومية في أنظمة التشغيل، حيث ستنظر الأجيال القادمة إلى النظام الحالي كما ننظر اليوم إلى واجهات الأوامر النصية في بدايات الحواسيب.ويؤكد أن ما يتم بناؤه الآن هو واجهة المستقبل التي ستربط الإنسان بالذكاء الاصطناعي في كل لحظة من لحظات الحياة اليومية، حيث ستصبح التفاعلات أكثر سلاسة وطبيعية وفعالية.
ويشكل هذا التحول نقلة نوعية في تاريخ التفاعل بين الإنسان والآلة، حيث تتحول أدوات الذكاء الاصطناعي من مجرد مساعدات تقليدية إلى منصات أساسية في الحياة الرقمية تدعم كافة الاحتياجات اليومية للمستخدمين.
ولا تزال الشركة تواصل تطوير إمكانيات المنصة لتكون قادرة على استيعاب المزيد من التطبيقات والخدمات في المستقبل القريب، حيث من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إطلاق المزيد من الميزات والوظائف الجديدة.
ياقوت زهرة القدس بن عبد الله