
تستعد الجزائر على غرار باقي الدول الإسلامية لإحياء شعيرة النحر احتفالا بعيد الأضحى المبارك المتزامن مع أداء ركن فريضة الحج، من استطاع إليه سبيلا.
وفي هذا الإطار، تحرص السلطات المحلية بكل الولايات على توفير كافة الشروط وتسخير كل الضروريات من أجل أن تمر هذه المناسبة الدينية في ظروف أحسن وخدمات أرقى، على غرار ولاية وهران، التي تتجهز من الآن لتكون في مستوى الحدث، من خلال تأهب مختلف الهيئات والأطراف التي لها علاقة، من أجل مساعدة المواطنين على إحياء هذه الشعيرة دون مشاكل أو صعوبات، عبر تسخير أعوان مختلف القطاعات ليكونوا في خدمة المواطن طيلة أيام العيد.
البياطرة جاهزون لمراقبة الأضاحي
ولضمان عيد أضحى صحي، سخرت مصالح مديرية الفلاحة لوهران كل بياطرتها من أجل ضمان تغطية شاملة لأسواق الكباش، على غرار عين الترك، قديل والكرامة وكذا نقاط البيع التي غالبا ما ينشؤها أصحاب المستثمرات الفلاحية، الذين يجمعون الموالين القادمين من خارج ولاية وهران.
كما سيتواجد الأطباء البياطرة على مستوى المذابح والمسالخ ومحلات بيع اللحوم البلدية بكل بلديات الولاية، من أجل السهر على معاينة المواشي التي تذبح، للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك، في ظل وجود مواطنين يفضلون شراء الأضحية جاهزة قبيل يوم النحر، حيث يفضلون شراء اللحم ولواحق الماشية (الأطراف أو ما يعرف بالبوزلوف، الأحشاء المعروفة بالكرشة أو الدوارة)، حتى يتجنبوا غسلها وتنظيفها وتقطيعها بالبيت، تجنبا الفوضى واختصارا للوقت، مع تسخير بياطرة لمراقبة الأضاحي يوم النحر على مستوى الأحياء والمساكن، للكشف عن الأضحية، لاسيما إذا شك صاحبها في وجود كيس مائي أو وجود علامات تبدو غريبة على الأضحية، من أجل التخلص من الأجزاء المريضة وردمها تحت التراب بعد تغطيتها بمادة الجير، حتى تنعدم رائحتها ولا تتناولها الحيوانات كالكلاب والقطط.
مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات جاهزة لاستقبال جلود الأضاحي
وفي إطار الحفاظ على الصحة العمومية والاستغلال الأمثل للنفايات، عبر إعادة رسكلتها، وضعت مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات بوهران، مخططا صارما من أجل إنجاح عملية جمع جلود الأضاحي وإعادة استغلال الصالحة منها، في إطار دعم الاقتصاد التدويري والصناعة التحويلية.
حيث تسعى هذه المؤسسة الولائية، لرفع كمية جلود الأضاحي المسترجعة، بعدما حققت العام الماضي 1716 قطعة جلود تم استرجاعها وتوجيهها إلى الورشات الاقتصادية، قصد إعادة استغلالها في إنتاج لوازم جديدة على غرار الحقائب، الأحذية. بينما تم إحصاء 154 طنا من النفايات، كما دعت هذه المؤسسة المواطنين إلى تفادي الرمي العشوائي لمخلفات الأضحية وجلودها، عبر استعمال أكياس النفايات كبيرة الحجم لرمي مخلفات الأحشاء وعدم رميها مباشرة عبر المواسير حتى لا تعطل المجاري، ووضع جلد الأضحية هو الآخر في كيس بعد رشه بكمية ملح، مع الإشارة إلى ضرورة وضع النفايات بالمواقع المخصص لها.
مداومة أكثر من 1400 مخبزة و784 محل مواد غذائية عامة أيام العيد
وفي إطار الحرص على توفير كل الخدمات للمواطن، قامت مديرية التجارة وترقية الصادرات لوهران بضبط برنامج خاص، من أجل ضمان توفير كل احتياجات المواطن عبر توفير المداومة من طرف المحلات التجارية.
وفي هذا الإطار، فقد تم تحديد 1401 مخبزة و784 محل مواد غذائية، في الوقت الذي عززت مخططها بتسخير 62 عون مراقبة، يقومون بمراقبة المحلات المعنية بالمداومة، مع اتخاذ اجراءات قانونية ردعية ضد أي تاجر يختلف التعليم ويغلق محله، لاسيما وأن البعض من التجار يفضلون الغلق إلى ما بعد العيد. يذكر أن مادة الخبز تعرف استهلاكا كبيرا خلال هذه المناسبة، لأنها مرتبطة بالأكل.
مؤسسة سونلغاز تدعو إلى ترشيد استهلاك الطاقة بالمناسبة
وفي سياق الحفاظ على الاقتصاد، شرعت مديرية سونلغاز بوهران في حملة توعية لفائدة المواطنين من أجل تجنب تبذير المياه، حيث حذرت مؤسسة سونلغاز المواطنين من القيام ببعض التصرفات غير المسؤولة، التي تعرض حياتهم وسلامة مساكنهم إلى خطر الحرائق، خاصة إذا اعتمدوا على استعمال مقبس واحد من أجل تشغيل الأجهزة الكهربائية، مما يخلق ضغطا على مرور التيار الكهربائي ويعرض المآخذ إلى ارتفاع درجة الحرارة التي تساهم في اشتعال شرارات كهربائية.
كما دعت المواطنين إلى إبعاد الأجهزة غير المستعملة والتي تعتمد على الكهرباء، حتى لا تتعرض إلى الأعطاب في حال وجود تيار كهربائي عالي أو عودة التيار بعد انقطاعه. وغيرها من النصائح من أجل تفادي أية مشاكل بخصوص الكهرباء إلى جانب تقليص استهلاكها لضمان فواتير منخفضة التكاليف.
شركة سيور ومديرية الري تدعوان إلى ترشيد استعمال المياه
من جهتهما، تواصل كل من شركة سيور ومديرية الري حملتهما التحسيسيتان لفائدة المواطنين، من أجل ضمان استعمال أمثل المياه.
حيث دعا أعوان المؤسستان المواطنين إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه، حتى يتم ضمان تزود الجميع بهذه المادة الحيوية، لتزامن استعمالها في وقت واحد خلال عمليات نحر الأضاحي، وهي المناسبة التي تعرف استعمالا مفرطا للمياه، بسبب تنظيف محيط مواقع النحر، تنظيف أحشاء الأضاحي، والتنظيف الشخصي من مخلفات الذبح.
وفي هذا الشأن، فقد برمجت شركة “سيور” مخططا خاصة بالمناسبة، من أجل ضمان توزيع المياه عبر كل الأحياء، من خلال رفع نسبة المياه المحلاة بمحطة عين الكرمة، ملء الخزانات المائية الثلاثة على غرار بلقايد وعين تاسة، إلى جانب مواصلة مصالحها عمليات تهيئة شبكات الماء الشروب وكذا الصرف الصحي، تجنبا لوقوع أعطاب غير متوقعة، هذه الأخيرة التي وضعت لمواجهتها والتكفل بها فريق طوارئ التدخل الاستعجالي.
يذكر أن المواطنين بولاية وهران مازالوا يحضرون لاستقبال هذه المناسبة الدينية عبر اقتناء وسائل الذبح والطبخ من الأسواق، وكذا إحصاء للعائلات التي لا تستطيع شراء الأضحية، من أجل تقديم اللحم لها يوم النحر، ما يعكس قوة التضامن والتكافل الاجتماعي بين المواطنين.
ميمي قلان