أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية أول أمس، بأنّ الحماية المدنية قد نجحت في إخماد غالبية الحرائق، وذلك بنسبة 80 بالمائة خاصة بعد أن جندن كل وسائلها المادية والبشرية بدون إنقطاع طيلة ليلة أول أمس، إلى جانب تدعيم عملياتها الميدانية برا وتعاضد الإمكانيات بين الولايات.
وأكد البيان أنّ هذه النتائج الإيجابية تم تحقيقها بمساهمة جميع فعاليات التدخلات الجوية من خلال طائرات الإطفاء المقحمة، هذه الأخيرة حققت نتائج ملموسة، وبلغت نجاعتها القصوى بعد التحسن النوعي للظروف المناخية، وانخفاض سرعة الرياح ودرجة الحرارة. وجاء في البيان أيضا، أنّ عمليات إخماد اليران لازالت متواصلة على مستوى 13 بؤرة حريق، موزعة عبر 7 ولايات، فيما تظل المناطق التي تم إخماد الحرائق بها قيد المراقبة من طرف المصالح العملياتية المجندة” بالموازاة، وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، باشرت السلطات المحلية بالمناطق التي تم على مستواها التحكم في الحرائق، عمليات معاينة الأضرار، وإحصاء المتضررين، قصد المضي في إجراءات تعويضها، حسب ذات البيان .
تنصيب خلية متابعة على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات
وفي سياق متصل، تم تنصيب خلية متابعة على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات من أجل التكفل الأمثل بجرحى حرائق الغابات وبهدف تزويد الولايات بكل المستلزمات من أدوية ومعدات، حيث كشف جرود صبري نائب مدير الاستعجالات بالمديرية العامة لمصالح الصحة بوزارة الصحة في تصريح له للقناة الأولى الإذاعية، أن هذه الخلية تعمل على تسخير جميع الموارد البشرية والمادية من أدوية وتجهيزات طبية تمكنها من التكفل بالمصابين والجرحى ضحايا الحرائق حيث قامت بإعداد جدول مناوبة تصمن من خلاله الإتصال والتواصل المستمر مع الولايات التي تشهد حرائق لتزويدها بكل المستلزمات الطبية. وأكد جرود صبري إعطاء تعليمات للتكفل التام بالجرحى على المستوى المحلي وتحويل الحالات المستعصية إلى مستشفى الحروق الكبرى بزرالدة بالعاصمة.
وزير الداخلية يعاين المناطق المتضررة بولايتي البويرة وبجاية
من جهته، قام وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ابراهيم مراد، أول أمس، مرفوقا بالمدير العام للحماية المدنية، العقيد بوعلام بوغلاف، بمعاينة المناطق المتضررة من الحرائق على مستوى ولايتي البويرة وبجاية، كما اطلع على تقدم عمليات الاخماد ومدى التكفل بالمواطنين المتضررين. حيث وبأول محطة، اطلع وزير الداخلية، ببلدية الزبربر بولاية البويرة على مستوى تقدم العمليات وظروف عمل اعوان الحماية المدنية ومدى التكفل بالمواطنين، حيث أكد لهم أن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، “يحرص على التواجد الميداني إلى جانب المواطن سيما في الظروف الصعبة” وبعد أن ترحم على أرواح ضحايا هذه الحرائق التي مست عدة ولايات، أكد الوزير أن “مصالح الدولة ستتكفل بتعويض المتضررين وأن اللجان المحلية باشرت عملها”.وفي ولاية بجاية، تفقد ابراهيم مراد عمليات الاخماد للبؤر المتبقية، سيما من خلال الطلعات الجوية لطائرات الإطفاء المجندة. وبهذه الولاية أكد على “ضرورة الابقاء على درجة التأهب إلى غاية الاخماد النهائي” للحرائق، مشيدا بتجند أعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف الاسلاك الاخرى. وخلال استماعه لانشغالات المواطنين أثنى السيد مراد، على “المساهمة الكبيرة للمواطنين” والتآزر الذي يميز أبناء الجزائر في مثل هذه الحالات، مجددا التأكيد على تعويض المتضررين مباشرة بعد معاينة الاضرار من طرف اللجان المحلية. وبذات الولاية اطلع الوزير بمطار عبان رمضان على وتيرة التدخلات الجوية لإخماد الحرائق، وثمن بالمناسبة “الدور الكبير” للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي , كما نوه بمستوى “الفعالية” التي ميزت الطلعات الجوية والتي ساهمت في “التحكم السريع ” في الوضع.
وزير الصحة يؤكد على التكفل التام بـ 320 جريحاً
في ذات السياق، أكّد وزير الصحة عبد الحق سايحي، أمس الأربعاء، عن تكفل تام بـ 320 جريحاً أصيبوا في حرائق الغابات التي طالت 16 ولاية ليل الأحد إلى الاثنين. في زيارة قادته إلى مستشفى الحروق الكبرى بزرالدة، تفقّد سايحي وضعية المصابين، قائلاً إنّ مصالح تكفلت على الفور بالمصابين الـ 320. وفي تصريحات صحفية، أفاد الوزير أنّ الإصابات بالغة الخطورة حُوّلت جميعاً إلى مستشفى زرالدة، مشيراً إلى تنصيب خلية متابعة على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات ووزارة الصحة لمتابعة الموقف.
وزير الفلاحة يطلع على مخطط الوقاية من حرائق الغابات بتيبازة
أما وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رئيس اللجنة الوطنية العملياتية لمكافحة حرائق الغابات، محمد عبد الحفيظ هني، فقد إطلع سهرة أول أمس على مخطط الوقاية من هذه الظاهرة بولاية تيبازة التي تتوفر على غطاء غابي كثيف يقدر ب 43 ألف هكتارا. وبالمناسبة، أكد الوزير في حديثه مع مختلف المسؤولين خلال زيارته لمقرات كل من محافظة الغابات ومديرية الحماية المدنية والرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات ومخيم صيفي بشاطئ واد البلاع بشرشال على “العمل الاستباقي” و”مزيدا من اليقظة والحذر والتجنيد” لمواجهة الحرائق التي أضحت “خطرا خاصة امام تسجيل تغييرات مناخية عبر العالم وارتفاع كبير في درجات الحرارة”، كما قال. وأضاف أن السلطات العليا في البلاد تولي هذا الموضوع أهمية “بالغة” وتركز اهتمامها ومجهوداتها حول “المحافظة على حياة المواطنين كأولوية قصوى وهدف أساسي” مبرزا أن جميع مصالح الدولة بإمكاناتها البشرية والمادية مجندة للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها.
الهلال الأحمر الجزائري يرسل 4 قوافل مساعدات
كما قام الهلال الأحمر الجزائري، أول أمس، بإرسال 4 قوافل مساعدات إلى البويرة وجيجل وسكيكدة وبجاية إثر الحرائق التي تعرضت لها هذه الولايات خلال اليومين الاخيرين. هذه المساعدات تتمثل كمرحلة أولى في افرشة ومواد غذائية وأدوية، مشيرا إلى أن عدد المتطوعين فاق 500 شخص يتواجدون في أماكن نشوب الحرائق منذ اللحظات الأولى وساهموا رفقة أعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش الوطني الشعبي سيما في إجلاء وإسعاف المواطنين. كما أنّ رئيسة الهلال الأحمر قامت بزيارة الأماكن المتضررة في هذه الولايات للوقوف على إمكانيات اللجان الولائية في تقديم يد العون للمتضررين.
إستقبال العائلات المتضررة من الحرائق في دور وبيوت الشباب
أما وزارة الشباب والرياضة، أتخذت قرار بتسخير دور وبيوت الشباب لإستقبال العائلات المتضررة من الحرائق، بغية دعم الوسائل المادية والبشرية المسخرة من طرف الدولة للتكفل بهذه العائلات. وعليه، أمر وزير الشباب والرياضة، السيد عبد الرحمان حماد، بتسخير دور وبيوت الشباب لاستقبال العائلات المتضررة من الحريق”. كما دعا الوزير إلى إشراك كل الفاعلين في الحركة الرياضية والشبابية لكي يكونوا سندا لأفراد الجيش الوطني الشعبي وأفراد الحماية المدنية وأعوان محافظة على الغابات، لإخماد الحرائق والوقوف جنبا إلى جنب لحماية المواطنين وممتلكاتهم.
تيزي وزو.. تضامن وتكفل نفسي بضحايا الحرائق
تشهد ولاية تيزي وزو هبة تضامنية كبيرة مع ضحايا الحرائق التي مست بعض الولايات، لا سيما بجاية حيث تم تسجيل شهداء من المواطنين وافراد من الجيش الوطني الشعبي، من المعنيين. وشرعت اللجنة المحلية بالأربعاء ناث ايراثن في جمع الأدوية والمواد الغذائية والألبسة لصالح منكوبي حرائق بجاية. وتم الشروع في الجمع بعد الاطلاع على الحاجيات المعبر عنها، فيما هناك أنشطة مماثلة سيتم تنظيمها لصالح ضحايا حرائق الولايات المتضررة. من جهتها أطلقت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن للولاية، برنامجا للتكفل النفسي والاجتماعي بضحايا هاته الحرائق. وحسب المسؤول الأول عن القطاع، مهني عاشور، تم تنظيم الخرجة الأولى أول أمس، نحو قرية ايغيل أوشدال ببلدية تيزي راشد، من أجل مساعدة العائلات المتضررة من الحرائق. وأبرز نفس المسؤول بأن “التكفل النفسي والاجتماعي بالضحايا يأتي تطبيقا لتعليمات وزاراتنا الوصية المتعلقة بحشد كل الوسائل الضرورية لتكفل أنسب بالعائلات المتضررة على مستوى الولايات التي طالتها موجة الحرائق”. وأشار السيد هني بأن مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن حشدت خلايا جوارية للتضامن (أطباء نفسانيون وعلماء اجتماع)، من أجل ضمان التكفل بالسكان القاطنين بالمناطق التي طالتها الحرائق، بمساهمة السلطات المحلية.
توقيف 7 مشبوهين في بجاية وسكيكدة
من جهته أعلن النائب العام لدى مجلس قضاء سكيكدة، أول أمس، عن توقيف ثلاثة أشخاص للاشتباه في تسببهم في اندلاع حرائق الغابات بسكيكدة، وتمّ تحويل ملفاتهم أمام قسم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمحكمة سيدي امحمد، ليرتفع عدد الموقوفين إلى سبعة، بعد إعلان النائب العام لدى مجلس قضاء بجاية عن توقيف أربعة مشتبه فيهم. جاء في بيان لمجلس قضاء سكيكدة، أنّه “عملا بأحكام المادة 11 الفقرة 03 من قانون الاجراءات الجزائية، يعلم النائب العام لدى مجلس قضاء سكيكدة الرأي العام, أنه على اثر اندلاع الحرائق بالولاية،تم فتح تحقيقات ابتدائية حول أسباب هذه الحرائق وتوقيف الفاعلين”. وأضاف أنّ التحريات أسفرت عن “توقيف 3 أشخاص مشتبه فيهم، وبتاريخ 25 جويلية 2023، وقدّم المشتبه فيها أمام نيابة محكمة القل والمشتبهين الأخرين أمام نيابة محكمة الحروش، كما تمّ التخلي عن لفائدة قسم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمحكمة سيدي امحمد”. يُشار إلى أنّ النائب العام لدى محكمة بجاية لزهر حمامدة كشف، أول أمس، عن توقيف أربعة أشخاص منهم قاصران للاشتباه في تسببهم في اندلاع حرائق الغابات التي شهدتها عاصمة الحماديين وضواحيها. وأضاف النائب العام أنّ التحقيقات سارية لتقديم القاصرين أمام قاضي الأحداث، فيما سيتم تحويل ملفي الاثنين الآخرين إلى قسم مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمحكمة سيدي امحمد.
محمد الأمين
