تكنولوجيا


تحذيرات من مخاطر الذكاء الاصطناعي:

هل يقترب العالم من نقطة اللاعودة؟

أصدرت شركة “جوجل” تحذيرا خطيرا يفيد بأن التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي قد يصل إلى مستوى يُنذر بتهديد وجود البشرية بحلول عام 2030. وجاء هذا التحذير ضمن ورقة بحثية أعدتها شركة “ديب مايند”، التابعة لـ”جوجل”، حيث أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي العام قد يشكل خطرا وجوديا يُهدد مستقبل الجنس البشري إذا لم يتم وضع ضوابط صارمة لتنظيمه. 

مخاطر غير مسبوقة 
أكدت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي المتقدم قد يؤدي إلى عواقب كارثية إذا خرج عن السيطرة، رغم عدم تحديدها الآلية الدقيقة التي قد يُحدث من خلالها هذا الدمار. وبدلاً من ذلك، ركزت على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة لتجنب السيناريوهات السوداوية، حيث صنفت المخاطر المحتملة إلى 04 فئات رئيسية: 
  إساءة الاستخدام: قد يستغل الأفراد أو الجماعات هذه التقنية لأغراض ضارة. 
  عدم التوافق: قد تتعارض أهداف الذكاء الاصطناعي مع مصالح البشر. 
  الأخطاء التقنية: أي خلل في التصميم أو التشغيل قد يؤدي إلى كوارث غير مقصودة. 
  المخاطر الهيكلية: تأثير الأنظمة الذكية على البنية الاجتماعية والاقتصادية العالمية. 

دعوات لإنشاء هيئات رقابية عالمية 

دعا الرئيس التنفيذي لشركة “ديب مايند”، “ديميس هاسابيس”، إلى إنشاء منظمة دولية تشبه “الأمم المتحدة” لتكون مسؤولة عن مراقبة تطور الذكاء الاصطناعي العام وضمان استخدامه الآمن. وأوضح أن مثل هذه الهيئة يجب أن تعمل على غرار المنظمات العلمية الكبرى، مثل “سيرن” في مجال البحوث النووية، مع وجود جهاز رقابي يشبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان الالتزام بالمعايير الأمنية. 

الذكاء الاصطناعي العام: قفزة نوعية أم تهديد وجودي؟ 

يختلف الذكاء الاصطناعي العام عن الأنظمة الحالية التي تُخصص لأداء مهام محدودة، حيث يهدف إلى محاكاة الذكاء البشري في فهم المعرفة وتطبيقها عبر مجالات متعددة. وهذا يعني أن الآلة قد تصبح قادرة على التعلم واتخاذ القرارات بشكل مستقل، مما يفتح الباب أمام إمكانيات هائلة، لكنه يحمل في طياته مخاطر جسيمة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل دقيق. 

هل نحن مستعدون للمستقبل؟ 

في ظل التطورات المتلاحقة، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح الجهود الدولية في وضع إطار قانوني وتقني يمنع تحول الذكاء الاصطناعي من أداة للتقدم إلى سلاح للدمار؟ الإجابة قد تحددها السنوات القليلة المقبلة، التي ستشهد تحولات حاسمة في مسار هذه التقنية التي قد تغير مصير البشرية إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى