أخبار العالم

تحذيرات من حرب شاملة وشراكة دفاعية روسية- إيرانية

زيلينسكي يعرض خطته للسلام

يتزايد القلق الغربي من خروج الحرب الروسية على أوكرانيا عن نطاق السيطرة، في ظل حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إمكانية تعديل العقيدة العسكرية لبلاده من أجل إتاحة تنفيذ ضربة استباقية لنزع سلاح العدو.

وبينما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن صيغة السلام المقترحة من بلاده تشمل 10 نقاط، اتهمت الدول الغربية موسكو بتشكيل شراكة دفاعية كاملة بين روسيا وإيران اعتبرت أنها تلحق ضررا بأوكرانيا وجيران إيران والعالم، حيث تشمل تبادل الأسلحة والخبرة العسكرية بين الطرفين.

والشهر الماضي، اعترفت إيران بأنها زوّدت موسكو بطائرات مسيرة، لكنها قالت إنها أُرسلت قبل الحرب في أوكرانيا، بينما نفت روسيا استخدام قواتها لطائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا.

مفهوم واشنطن للضربة الاستباقية

وخلال زيارته إلى التشيك، قال بوتين توضيحًا لما أعلنه في وقت سابق هذا الأسبوع بشأن استخدام أسلحة نووية، إن موسكو تدرس تبني ما سماه مفهوم واشنطن للضربة الاستباقية، مضيفًا: أولًا، طورت الولايات المتحدة مفهوم الضربة الوقائية، وثانيًا هي تعمل على تطوير نظام ضربات يهدف إلى نزع سلاح العدو، واعتبر أنه ربما ينبغي لموسكو التفكير في تبنّي الأفكار التي طورها الأميركيون لضمان أمنهم، لكنه قال نحن فقط نفكر في هذا الأمر.

وشدد الرئيس الروسي، على أن صواريخ بلاده وأنظمتها التي تفوق سرعة الصوت أكثر حداثة، لا بل أكثر كفاءة من تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة.

وألمح بوتين إلى أن موسكو لن تستخدم سلاحا نوويا إلا ردا على هجوم من هذا النوع، قائلا نعتبر أسلحة الدمار الشامل -السلاح النووي- بمثابة وسيلة دفاع، -اللجوء إليها- يستند إلى ما نسميه الرد انتقاما، إذا تعرضنا لضربة نضرب ردا على ذلك.

لكنه كشف في الوقت نفسه، أن التهديد بحرب نووية يتزايد نظرا إلى المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محملا الأميركيين والأوروبيين مسؤولية ذلك.

خطة السلام الأوكرانية

من جهته، أعلن زيلينسكي في خطابه المسائي المصور، أن صيغة السلام المقترحة من بلاده تشمل 10 نقاط، بينها الأمن النووي واستعادة وحدة الأراضي الأوكرانية، وأمن الطاقة، وعودة جميع أسرى الحرب والمبعدين المحتجزين في روسيا.

وصرح زيلينسكي، إن الوضع في مناطق رئيسية من جبهة دونباس بشرق البلاد لا يزال صعبًا للغاية، لكن قوات كييف تصد الهجمات الروسية وتلحق بها خسائر كبيرة، وأضاف أن القوات الروسية دمرت بلدة باخموت أحد مراكز القتال في الآونة الأخيرة، وأنها جلبت الجحيم تحت العلم الروسي إلى أوكرانيا.

من جهته، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، عن قلقه من أن القتال في أوكرانيا قد يخرج عن نطاق السيطرة ويصبح حربًا شاملة كبرى بين روسيا والحلف.

وأضاف ستولتنبرغ، في مقابلة مع محطة الإذاعة النرويجية، إذا ساءت الأمور فيمكن أن تتطور بشكل كبير، إلا أننا نعمل كل يوم لتجنب ذلك، مضيفا أنه لا شك في أن تحول الصراع في أوكرانيا إلى حرب شاملة أمر محتمل.

واتهمت روسيا مرارًا حلفاء الناتو بأنهم أصبحوا طرفا فعليا في الصراع من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وتدريب قواتها، وتزويد الاستخبارات العسكرية بمهاجمة القوات الروسية.

روسيا والسلاح الإيراني

وقبيل اجتماع لمجلس الأمن، كشفت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا ودوارد أن روسيا تحاول الحصول على مزيد من الأسلحة من إيران، بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية، وتعرض على طهران في المقابل مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والفني.

وأضافت ودوارد أن إيران نقلت، منذ أوت، مئات الطائرات المسيرة إلى روسيا، التي استخدمتها لقتل المدنيين واستهداف البنية التحتية المدنية بشكل غير قانوني في أوكرانيا.

وقالت ودوارد للصحفيين، تحاول روسيا الآن الحصول على مزيد من الأسلحة بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية، وفي المقابل، تعرض روسيا على إيران مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والفني نحن قلقون من أن تكون روسيا تعتزم تزويد طهران بمكوّنات عسكرية أكثر تقدما، بما يسمح لإيران بتعزيز قدرات أسلحتها.

وأضافت بالمقابل، أن بريطانيا شبه متأكدة من أن روسيا تسعى للحصول على أسلحة من كوريا الشمالية ودول أخرى تخضع لعقوبات شديدة بسبب تراجع مخزوناتها بشكل ملموس، غير أن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أبلغ مجلس الأمن أن موسكو دحضت بالفعل في مناسبات عديدة الاتهامات بأن روسيا تتلقى إمدادات عسكرية من إيران.

وأكد في نفس السياق، إن القطاع الصناعي العسكري في روسيا يمكن أن يعمل بشكل جيد، ولا يحتاج إلى مساعدة من أي شخص، في حين أن الصناعة العسكرية الأوكرانية غير موجودة أساسا ويتم دعمها من قبل الصناعة الغربية.

وأكد نيبينزيا، أن بعض الأسلحة الممنوحة إلى أوكرانيا ظهرت في السوق السوداء في بلدان بالشرق الأوسط، مشيرًا إلى تقارير عن نقل أسلحة من مستودعات في أوكرانيا إلى دول إفريقية.

بدوره، أعرب مندوب الصين في مجلس الأمن عن قلق بلاده من احتمال تحوّل مسار تدفق السلاح الموجه لأوكرانيا، مشيرًا إلى تقارير عن حصول جماعات مسلحة في الشرق الأوسط وإفريقيا بشكل غير قانوني على أسلحة تتدفّق لأوكرانيا، لكن المندوب الأمريكي في مجلس الأمن قال إنه لا أدلة موثوقة على تحول مسار تدفق المعدات الأميركية الممنوحة إلى أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى