يعتبر السيد بلال محمد المعروف باسم الهبري رمز للتحدي كونه شخص معاق وتمكن من تحدي إعاقته بفضل شجاعته وعزيمته. مكتب جريدة “الـبـديـل” زاره بمكتبه الكائن بحي أول نوفمبر والذي كان معه حديثا مشوقا بدءا بتاريخ إعاقته والتي يتذكرها جيدها. حيث كانت حياته كبقية أطفال أبناء الحي العتيق مولاي مصطفى المعروف لدى الأهالي ب(القرابة) بعاصمة الولاية عين تموشنت وهو في السن 14 من عمره كان يشتغل بفيرمة اميل بونال الكائنة بنواحي سيدي يمين وبالتحديد” كقواد” ذلك العامل الذي يشد بمقدمة لجام البغل في عملية الحرث والبذر الى أن جاء يوم 23 أوت 1949 أين تعلق محدثنا بعمود كهربائي في لعبة صبيانية أصيب على إثرها بصعقة كهربائية كلفته بتر الذراعين. المنعرج جاء على يد السيد بومعزة محمد مديرا سابقا لمدرسة ابتدائية (مدرسة الذكور)سابقا والتي تحمل اسم مالك بن نبي حاليا أين كان محدثنا يلعب في الشارع ليقوم ذات المدير باستدعائه الى الدخول الى المدرسة بعد عطلة الربيع وكان يقصد بذلك تدعيم هذا الطفل اليتيم والاستفادة من الإطعام لتبدأ مرحلة الكتابة عن طريق أصابع الرجل الى أن تطورت الفكرة بمسك القلم عن طريق الفم ليصل السيد بلال الى نيل شهادة التعليم الابتدائي سنة 1957 الى غاية مرور موكب من الضباط الفرنسيين و على رأسهم روني بزاك الذي وجهه لفتح مكتب محل كاتب عمومي لكسب قوته و أعطى أمر باستقبال جميع الكتابات التي تحمل خاتم (كاتب عمومي مبتور اليدين)البداية طلب منه كتابة هدف الانشغال فقط وبعد المطالعة وصل الى التحرير الإداري المحض. السيد بلال محمد من مواليد 23 ديسمبر 1935 ذاع اسمه و برق في الوسط الاجتماعي بكتاباته للعديد من الشكاوى والتي كللت كلها بالنجاح على غرار المنح العالقة بفرنسا .تزوج سنة 1963 وأنجب 05 أطفال منهم بنت واحدة وهم كلهم متزوجين حاليا. كما يكن الحب الكبير لصاحبة الصبر الجميل الزوجة الكريمة التي تربطهما علاقة نحو 57 سنة ويتمنى لها الصحة والعافية وطول العمر.مكتب الهبري لا يزال مفتوحا الى يومنا هذا ويشغل معه كاتبتين الى جانب شخص مكفوف مائة بالمائة كما انه يهوى الترحال والتجوال يكفيه انه زار القطر الوطني بكامله ويحب الأولياء الصالحين ولا يحس بأي نقص من الإعاقة.
يــس
