الحدث

تباينت البرامج بين المترشحين الثلاثة للرئاسيات المقبلة

هل كل الطرق ستؤدي إلى قصر المرادية؟

بقلم: رامـي الـحـاج

تدخل اليوم الحملة الانتخابية لرئاسيات السابع سبتمبر المقبل يومها الثالث، وحسب رزنامة المترشحين الثلاثة (حساني شريفي، عبد المجيد تبون ويوسف أوشيش) ستكون أكثر حماسا وتنوّعا واستقطابا للمواطنين، خاصة وأنها تصادف نهاية العطلة الأسبوعية، وعليه فقد حسم المترشحون الثلاثة أمورهم وسيواصلون معترك الحملة الانتخابية كلهم عزيمة وإصرارا لإقناع المواطنين وبشكل خاص لافتكاك أصوات الناخبين لصالحهم لأنّ الحملة الانتخابية فتحت كل الطرق من أجل الوصول إلى قصر المرادية.

قراءة متأنية في برامج المترشحين الثلاثة، نجد معظمها تعالج نفس المحاور الإجتماعية والسياسية والاقتصادية ولو أنها متباينة في الطرح والمعالجة ومختلفة في اتخاذ الآليات والميكانيزمات، وحتى في مسألة ربح الوقت والوتيرة التي سيعتمدها كل مترشح من أجل تجسيدها على أرض الواقع. 

وعليه فقط اتفق الجميع على عدة مسائل على غرار: إصلاح النظام السياسي، تكريس الحقوق والحريات، التأكيد على عناصر الهوية الوطنية، مساعدة المواطن على تحسين قدراته الشرائية، محاربة الفساد والرشوة ومنح الفرص للشباب والكفاءات الجزائرية.

الـجـانـب الاجتماعي

(01)- برنامج مرشح رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) السيد “حساني شريفي” بدأ بشعار انتخابي (فرصة) بحيث جعل له خمسة محاور أساسية، فالتنمية الاجتماعية والاقتصادية يعتبرها إحدى الأسس الجوهرية التي تصب بشكل مباشر في صلب انشغالات المواطن، وعليه يوضع رؤية تنموية شاملة ومُستدامة تضمن كرامة المواطن وتنهض بالاقتصاد وتحقق الاكتفاء وتشرك كل الجزائريين في تطور البلاد، حيث جاء في هذا الصدد:” كما أنّ البرنامج يركز على التوزيع العادل للثروة الوطنية وحماية المعوزين ودعم استقرار الأسرة وتماسك المجتمع”. إلى جانب “تحقيق فرص جديدة للتقدم والازدهار من خلال تثبيت دور مدرسة الوسطية والاعتدال ومواصلة النضال، من أجل تجسيد التحول الديمقراطي وتحقيق شراكة سياسية تجسد التغيير، مع بعث الأمل والتفاؤل لدى الجزائريين والشباب خصوصا ومواكبة التحول الرقمي والعلمي”. 

(02)- البرنامج الخاص بالمترشح الحر السيد “عبد المجيد تبون”، الذي اختار لبرنامجه شعار (من أجل جزائر منتصرة)، يلتزم بمواصلة  “الإنجازات المحققة اقتصاديا وماليا” وأيضا السير قدما في “السياسة الداعمة للشباب والحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة ومواصلة إنجاز المشاريع السكنية بمختلف الصيغ”، بل أنه يتعهد أكثر من أي وقت مضى بـ “محاربة مختلف الظواهر السلبية والآفات، على غرار الرشوة والفساد دون هوادة”إلى جانب حماية الفئات الضعيفة على غرار ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى”.

 وفي السياق ذاته، فإنه يراهن على “مواصلة رفع القدرة الشرائية للمواطن من خلال تخفيض الضرائب ورفع الأجور التي يعتزم أن تبلغ نسبة زيادتها 100 بالمائة في آفاق سنة 2027 إلى جانب رفع منح التقاعد.

(03)- أما برنامج مرشح السكرتير العام لجبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس) السيد “يوسف أوشيش” الذي بدوره اختار شعارا لحملته الانتخابية (رؤية) فإنه يؤكد جازما، سيكون فرصة لكل الجزائريين والجزائريات لصنع مستقبلهم والاستجابة لتطلعاتهم، بحيث يضم برنامجه للمرشح، جملة من الاقتراحات من شأنها” أن تؤسس لعلاقة ثقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة” و”حلول واقعية للمشاكل لبعث الأمل في المواطنين سيما الشباب”، حسب ما جاء في البرنامج الذي يرتكز في شقه الاجتماعي على مسألة تقييم القدرة الشرائية من خلال الالتزام بـ “رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون إلى 40 ألف دج، وإلغاء الضريبة على الدخل للأجور التي تكون أدنى من 50000 دج وتسقيف أسعار المواد الغذائية”

الـجـانـب الاقتصادي:

(01)- السيد “حساني شريفي”، سيسعى عبر برنامجه الانتخابي إلى “إرساء مقومات اقتصاد اجتماعي متنوع ومستدام، محورة الإنسان ومنهجه المشاركة” حيث يتضمن “معايير النمو السريع والمتوازن وبيئة أعمال جذابة واستثمار منتج للثورة”.

(02)- السيد “عبد المجيد تبون”، يلتزم بمواصلة محاربة نسبة التضخم التي “انخفضت من 11 بالمائة إلى 06 بالمائة”، وهو ما سيدعم “سياسة رفع قيمة العملة  الوطنية تدريجيا”، ودعم” الشركات الناشئة والمقاولاتية” وتشجيع الاستثمار في كل القطاعات مع تذليل الصعاب وإرساء ثقافة اقتصادية نزيهة تعتمد على روح المنافسة الشريفة والإبداع والابتكار.

(03)- السيد “يوسف أوشيش”، يقترح “رؤية شاملة للخروج من سياسة الردع وهذا بتنويع الاقتصاد، تحسين مناخ الأعمال، عصرنة النظام البنكي والمالي ومحاربة السوق الموازية” كما يلتزم القيام بإجراءات تتعلق بتحقيق” السيادة العدائية والتخطيط الزراعي والإنتاج الحيواني وتسيير العقار الفلاحي، منها إنشاء وكالة وطنية للأمن الغذائي”.

الــجــانـب الــثـقــافــي:

(01)- السيد “حساني شريفي”، يسعى من جهة أخرى إلى ” تطوير المعرف والعلوم وتشجيع البحث العلمي وترسيخ الانتماء للأمة وترقية تراثها الثقافي” بالإضافة إلى ” تفعيل دور الذاكرة الوطنية وتحفيز الإبداع والابتكار”

(02)- السيد “عبد المجيد تبون”، مواصلة ما قام به خلال عهدته الرئاسية الأولى في “المحافظة على الذاكرة الوطنية” وتشجيع الإبداع الثقافي والفكري وتعزيز المنظومة الثقافية بالهياكل وتدعيمها بالوسائل والمؤطرين، ناهيك عن تحفيز أصحاب المواهب والإبداع دون إقصاء أو تهميش أو إلغاء، وتعزيز اللغة الأمازيغية ضمن أسس الهوية الوطنية.

(03)- السيد “يوسف أوشيش”، يلتزم من خلال برنامجه تعزيز اللغة الأمازيغية كبعد من أبعاد الهوية الوطنية إضافة إلى إنشاء “وكالة وطنية لحماية التراث التاريخي الجزائي”، إلى جانب استحداث “مدينة لتطوير الفنون والسينما”.

الـجــانــب الــســيـاسـي:

(01)- السيد “حساني شريفي”، تجسيد هذه الرؤية يكون من خلال تحقيق شراكة سياسية واسعة، تعميق الطابع الاجتماعي للدولة، صياغة نموذج اقتصادي واعد وتعزيز محورية الجزائر في المحيط الدولي”.

 كما يهدف البرنامج إلى الارتقاء بالجزائر خلال السنوات القادمة لتكون “دولة محورية” من خلال “إصلاح النظام السياسي وتكريس الحقوق والحريات وتأكيد عناصر الهوية الوطنية مع وضع رؤية تنموية شاملة ومستدامة تضمن كرامة المواطن وتنهض بالاقتصاد وتحقق الاكتفاء وتشرك كل الجزائريين في نمو البلاد وازدهارها”.

(02)- السيد “عبد المجيد تبون”، يلتزم بمواصلة سياسته الداخلية وذلك بمراجعة قانون البلدية والولاية، مع توسيع صلاحيات المنتخبين بشكل يُعزز الديمقراطية على مستوى البلديات إلى جانب إعادة النظر في التقسيم الإداري.

 وأشار أنه خلال عهدته الأولى عمل على استرجاع أموال الشعب المنهوبة عن طريق تحرير ما يُقارب 285 إنابة قضائية عبر 32 دولة وهي الإنابات التي مسّت 755 حسابا بنكيا” إلى جانب “استعادة القوة المالية للبلاد من احتياطي الصرف دون اللجوء إلى الاستدانة التي من شأنها رهن موقفنا السياسي”.

 أما على الصعيد الخارجي، مواصلة الدعم اللامشروط للقضية الفلسطينية والصحراوية والدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وإعطاء للدبلوماسية الجزائرية كل الدعم والقوة في المحافل الدولية والإقليمية. 

(03)- السيد “يوسف أوشيش”، يلتزم بتبني” نظام شبه رئاسي مع إعطاء صلاحيات أكبر للبرلمان من أجل تكريس معنى لمبدأ التوازن بين السلطات، إضافة إلى ضمان استقلالية العدالة من خلال إصلاح المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء” كما يتعهد بإصلاح الجماعات المحلية عبر “تكريس اللامركزية والديمقراطية التشاركية وفتح صلاحيات أكبر واستقلاليه أكبر للسلطات المحلية المنتخبة”  مع “إنشاء ولايات وبلديات جديدة وحذف الدائرة من التقسيم الإقليمي الوطني”.

 أما السياسة الخارجية، يلتزم بسياسة دبلوماسية فاعلة ولعب دور أكبر كوسيط لكل النزاعات الجهوية والإقليمية مع تقوية ودعم مناطق التأثير الجزائرية في إفريقيا” ، كما سيعمل على “إعادة التقييم لعلاقات الجزائر مع جميع شركاتها على أساس المصلحة الوطنية والمعاملة بالمثل والاحترام المتبادل، وإعادة المفاوضات مع الإتحاد الأوروبي وكذا مواصلة دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية.

هذه أبرز المحاور التي تطرقت إليها برامج المترشحين الثلاثة باختصار، للإشارة فإنّ المترشح الحر السيد “عبد المجيد تبون”، سبق وأن تطرق إلى العراقيل التي واجهته خلال العهدة الأولى على غرار الأزمة العالمية التي خلّفها فيروس كورونا (كوفيد 19) ومحاولات خلق الندرة في بعض المواد الواسعة الاستهلاك وكذا الحرائق التي مست بعض الولايات” ، مؤكدا بأنّ الدولة الجزائرية لم تتخل عن المواطنين وعملت على تعويض المتضررين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى