تكنولوجيا

بين التقاطع والتجاذب في ظل التحديات

الذكاء الإصطناعي واستخداماته المختلفة في التعليم

يعتبر الذكاء الإصطناعي تكنولوجية ذكية تخطط عدة دول استخدامها بل بدات العض منها في استعمالها على غرار الصين، رغم أنها لا زالت تلقي بكل ثقلها من جدل وانتقادات بجدوى استخدامها في المدارس والجامعات، وهذا ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل التعليم في زمن الذكاء الإصطناعي. فما هو واقع الذكاء الإصطناعي في التعليم.؟ وهل التعليم الذكي يعني وداعا للتعليم التقليدي؟ وإلى أي مدى المنظومة العربية مهيأة للذكاء الإصطناعي في التعليم؟

إن موضوع الذكاء الإصطناعي واستخداماته المختلفة في التعليم، لا زال يثير الكثير من الجدل والمفارقات خاصة في أوساط الهبراء وأهل الإختصاص، ما بين مشجع ورافض له.

ما هو الذكاء الإصطناعي في التعليم.؟

الذكاء الإصطناعي في التعليم هو استخدام التقنيات الحديثة أو الخوارزميات نسميها ذكية لتحسين عملية التعلم وتعزيز فرص نجاح الطلاب وكذلك يتم إستخدامه في التعليم بهدف تحليل البيانات المتعلقة بالطلبة والتلاميذ والنتائج الأكاديمية، وكذلك توفير توصيات شخصية خاصة بكل طالب على حدى بالإضافة إلى تطوير الأنظمة التعليمية التفاعلية تتيح للطلاب التعلم بطريقة تناسب متطلباتهم ومستوياتهم الأكاديمية. لأن هدف الذكاء الإصطناعي في التعليم هو تحسين الجودة وتعزيز فرص النجاح الأكاديمي للطلاب، بمعنى أشمل واوسع، تحسين جودة وتطوير المنظومة التعليمية.

 أبرز التطبيقات الخاصة بالذكاء الإصطناعي المعتمدة في التعليم

توجد العديج من التطبيقات لكنها مُقسّمة إلى عدة نواحي كلها تصُبُّ في إطار المنظومة التعليمية بشكل عام، فعلى سبيل المثال، هناك تطبيقات تعليمية التي تهتم بإدارة التعليم يطلق عليها نظم إدارة التعليم، وهناك  أيضا منصات متعددة مثل (بلاك بورت، مودلي، أيسبرينغ) إلى جانب وجود تطبيقات أخرى نسميها بالنظم الذكية ومنها أيضا حتى في العالم العربي (المنصة الرقمية ومنصة إدراك وتمكين ودروب ورواق)، كلها نظم تعليم ذكية، وهناك أيضا مجموعة من تطبيقات تستقطب طريقة الألعاب (غام غشيكن) بحيث تتيح للطلاب التفاعل اكثر مع المحتوى التعليمي وبالتالي تحسين أدائهم وتلقيهم.

 كيفية تقييم كل هذه التطبيقات التي تم اعتمادها في بعض التجارب العالمية حتى العالم العربي.

لا بد من الجزم عموما، انه علينا الإستفادة من هذه التطبيقات لأنها تتيح لنا الكثير من الأشياء نحن نجهلها حاليا، فعلى سبيل المثال، تحليل البيانات الضخمة بجمع البيانات حول الطلاب وحول العملية التعليمية، بحيث يمكن للمعلم أو الأستاذ أو الإدارة أو المدير، بل وحتى للوطن كاملا، بناء تصوُّر دقيق حول مدى فعالية التعليم، ومدى فعالية المواد المدرسة، وكيف يحتاج إلى تغيير إذا كان هناك مثلا نقصا في الإطارات أو في سوق العمل أو توجبه التعليم إلى قطاعات يحتاجها البلد. كذلك نستطيع تحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين المستوى التعليمي أي أن المعلم حين يعطي الدرس، يرى ان بعض الطلاب لديهم صعوبة في موضوع معين أو في جزئية معينة، فبدل تضييع الوقت في إعادة الدرس كاملا بمقدوره التركيز على الجزئية التي يرى فيها ضعفا أثتاء تلقيها. كذلك تطوير أنظمة التعليم المبتكرة، بحيث أن الذكاء الإصطناعي يساعد في تطوير الأنظمة التعليمية إما ان تكون تعليما إلكترونيا كاملا كما تراه اليوم، أو تعليما مدمجا بحيث أن الأستاذ يعطي بعض المواد ليتيح للطالب انه يدرسها في البيت أو خارج قاعة الدراسة. وأيضا بالنسبة للإدارة الأكاديمية التي تستعمل الذكاء الإصطناعي من أجل تحسين إدارة الموارد البشرية وأوقات الطلبة بحيث تكون إتخاذ القرارات مبنية على واقع ولا تكون إعتباطية أة أرتجالية. كل هذه المزايا مرتبطة بإدخال الذكاء الإصطناعي في المنظومة التعليمية على مستوى الطلبة والأساتذة والإدارة.

 أسباب مهاجمة بعض الخبراء والمختصين للذكاء الإصطناعي والمطالبة بتعليقه لفترة معينة

هذا الخوف أو الهجوم على الذكاء الإصطناعي مبني على جهلهم للكثير من الأشياء الإيجابية والميزات الحسنة، لا شك أن هذا الخوف فيه الكثبر من المبالغة نظرا لعدم معرفة بعض الجوانب التي تعيق عملية دخول الذكاء الإصطناعي في الحياة اليومية أو مجال التعليم. عموما يبقى العلم سلاح ذو حدين، وبالتالي إذا توفر الذكاء الإصطناعي يمكن تحديده في أطر مُعينة كي تستفيد منه الإنسانية أكثر مما يضرها، وهذا الحال ينطبق على كل تكنولوجبة حديثة خاصة ما لا صلة وثيقة بالإتصال، حيث أنّ الأمثلة التي سبقت الذكاء الإصطناعي عديدةوعلى سبيل المثال (الهاتف التقال). كما أنّ من أسباب الهجوم على الذكاء الإصطناعي، هو الخوف من فقدان الوظائف بحيث أن الروبوتات والحواسيب الذكية ستستبدل كل الناس على سبيل المثال، وأيضا القلق يعتري المثير من المبرمجين لأن هناك تطبيقات تقوم بالبرمجة. كما أن المشكلة الأخرى هو القلق بشأن الخصوصية والأمان بحيث تكون غير موجودة ويشعر الناس أن الذكاء الإصطناعي يجمع الكثير من المعلومات والبيانات الشخصية وهذا ما يؤدي إلى أنه لن تكون فقدان للخصوصية، وكذلك القلق بشأن الأخلاقبات، بحيث يمكن للذكاء الإصطناعي تطوير أنظمة قد تضر الإنسان في حال سوء استخدامه

عيوب استخدام الذكاء الإصطناعي في التعليم

لعل من أبرز النقاط هي ان تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي ليس لديها عاطفة ولا تستجيب كما يعمل المعلم في القسم، لكننا لا نطلب من الذكاء الإصطناعي ان يكون عاطفيا، وهذه من أهم الإشكالات في فهمه، لأنه لن يعوض مباشرة المعلم وبالتالي فإنّ وجود المعلم ضروري لكنه سيساعد في العملية التعليمية، وبالتالي فإنّ المعلم هو المُستفيد الأول من وجود الذكاء الإصطناعي، بحيث بيساعده على سبيل المثال في مراقبة أداء التلاميذ والطلاب وفي بناء برامج فعّالة لكل تلميذ أو طالب، وأيضا في تحضير الموارد إن كانت غير متاحة له، كما يمكن للمعلم الأن أن يستعين بأطراف خارج المؤسسة التعليمية وحتى خارج البلد مباشرة، مثلا إن كان للطلبة أسئلة معينة، يمكن للمعلم أن يستضيف خبراء من بلدان أخرى، فلا يحتاج مثلا إلى تنظيم رحلات أوالسفر. بالتالي هذه المخاوف الأخلاقية الذكاء الإصطناعي على الراحة النفسية على الأطفال والشباب، أو تأثيره على نمو قدراتهم العقلية، لا محل لها، تماما كما كنا نسمع من قبل مثل هذا الحديث عن الهاتف النقال، وبالتالي هو يجب معرفة الطريقة المثلى في استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة، وهذا الشيء الذي يجب أن يركز عليه الخبراء.

المفارقة بين التعليم باستخدام الذناء الإصطناعي التعليم التقليدي

إن الذكاء الإصطناعي ليس تهديدا لدور المعلم، وليس معناه انه سيقضي على التعليم التقليدي، بل بمكن أن يكون شريكا فعالا في تعزيز وتحسين دور المعلم في عملية التعليم، ويمكن أن يعطي للمعلم وقتا أكثر لتحسين المحتوى وفق متطلبات الطلاب ومستوياتهم المختلفة، لأن هناك من الطلبة من يفهمون بسرعة البرق وهناك لا بد من التكرار والإعادة كي يفهمون، يمكن القول إن هناك إنصاف من الذكاء الإصطناعي وهذا هو الهدف، بحيث لا مجال للفشل في القسم.

الذناء الإصطناعي سيحدث ثورة أو تصحيح للمسار التعليمي

هناك من الحبراء من يعتقد أنّ الذناء الإصطناعي سيحدث ثورة أو تصحيح للمسار التعليمي بل وسيتم من خلاله تغيير القوالب التقليدية التي تعتمد خاصة على التلقين، وتطوير دور المعلم لتنقله كم موقع الموظف إلى موقع الخبير يحسن إستخدام التقنيات والأليات. بل والأخطر من ذلك يمكن أن يتأثر البحث العلمي إذا تحدثنا على التعليم الجامعي (البحوث، رسالة الماجستير، الدكتوراه) أستخدام الطلبة لتطبيق (جي بي تي). إنّ المشكلة تكمن في معرفة كيفية إستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة فقط، ويجب على المنظومة التعليمية الإنفتاح على هذه الذكاء الإصطناعي بحيث ستعطي للطلبة والمدرسين فرصة في حال استخدامها لأنها ستساعدهم في إنشاء مهامهم أو التكليفات المسندة إليهم. قد يعارض خبراء التربية بالقول أن هذا غش وغير مُجدي وسيؤثّر سلبًا على الطلبة، ولكن يمكن النظر إليها من زاوية أخرى، إن الكثير من الطلبة يستخدمون تطبيقا ذكيا (جي بي تي) في إنجاز الأبحاث وهذا في وقت قياسي وكذلك بحجم معتبر من الصفحات أو الكلمات المطلوبة منهم، لكن يجب إعادة التدقيق والبحث عن الجوانب الناقصة في هذه البحوث، وإذا كان هذا التطبيق سيساعد كثيرا في مجال الكتابة والتنقيح، إلا  أنّ العامل الأساسي للباحث يبقى في الأفكار والتجديد والإبداع والتخيل، فهذا الأمر لا يمكن لهذا التطبيق القيام به أبدا، وبالتالي سيظل مجال البحث والإبداع من مهمة الإنسان فقط.

بقلم: حياة ميرهان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى