
- “الدولة ماضية في جعل المنطقة الصناعية البرجية قطبا اقتصاديا بامتياز”
قامت السلطات الولائية لمستغانم وعلى رأسها الوالي “احمد بودوح” بخرجة ميدانية صوب المنطقة الصناعية البرجية ببلدية الحسيان، للوقوف على وتيرة الأشغال ونسبة التقدم التي بلغت 98 بالمائة، في مشروع استراتيجي يُنتظر أن يجعل من هذه المنطقة فضاءً استثماريًا واعدًا وقاطرة للتنمية المحلية. وقد تمت الزيارة بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي، رئيس دائرة عين النويصي ورئيس بلدية الحسيان وعدد من المديرين التنفيذيين .
وخلال هذه الزيارة، عاين والي الولاية عدداً من المشاريع الحيوية التي من شأنها تعزيز البنية التحتية الأساسية لهذه المنطقة الواعدة، وتهيئة الظروف المناسبة لانطلاق الاستثمارات الصناعية في أحسن الظروف.
إنجاز محطة لتصريف مياه الأمطار ومركز تحويل كهربائي
وقد شملت الزيارة مشروع إنجاز محطة لرفع وتصريف مياه الأمطار، وهو مرفق استراتيجي كفيل بحماية الوحدات الصناعية من مخاطر الفيضانات وضمان استمرارية النشاط، ويعرف نسبة تقدم تقارب الـ 90 بالمائة، ويمتد أجل الإنجاز 24 شهرا، على أن يتم استلامه بصفة نهائية في الفاتح من نوفمبر 2025، وتبلغ الكلفة المالية الإجمالية للعملية ما يزيد عن 51 مليار سنتيم.
كما وقف الوالي على مركز تحويل كهربائي بقدرة 30/60 كيلوفولط، يمتد على مساحة 20 ألف متر مربع وبقدرة تحويل تقدر بــ 2×40 ميغا فولت أمبير، وبلغت نسبة تقدم أشغاله 80 بالمائة، ومن المرتقب دخوله حيز الخدمة في السداسي الأول من سنة 2026، بعد فترة إنجاز قدرت 45 شهرا. وتصل كلفته المالية الإجمالية إلى 2100 مليون دينار، وتشمل إنجاز المركز ذاته، إضافة إلى خطوط الربط الكهربائية التي ستربط البرجية بكل من بلدية سيرات ومرسات على مسافة تناهز 47 كيلومتر.
ومن شأن هذا المركز، أن يعزز بشكل ملموس أمن التزويد بالطاقة الكهربائية في المنطقة الصناعية البرجية، وأن يضمن استقرار الشبكة لفائدة المستثمرين، فضلاً عن إحداث ما لا يقل عن 18 منصب شغل دائم، وهو ما يجعل منه إضافة نوعية لبنية تحتية متكاملة بما يحوّل البرجية إلى قطب صناعي صاعد على مستوى الجهة الغربية للبلاد.
وقد شدّد والي الولاية، خلال هذه المعاينة، على ضرورة تكثيف التنسيق بين مختلف الهيئات التقنية واللجان الولائية المختصة من أجل تسريع وتيرة الإنجاز وتذليل العقبات، مؤكدا أن هذه المشاريع تترجم بوضوح إرادة الدولة في توفير محيط استثماري جذاب، وإرساء أرضية صلبة لانطلاقة صناعية حقيقية بولاية مستغانم.
تفقد مؤسسة “ميك” الرائدة في الميكانيك الدقيق
كما كانت للمسؤول ذاته، زيارة ميدانية إلى الوحدة الجديدة للصناعات الميكانيكية “ميك” الموجودة بالمنطقة الصناعية البرجية، حيث وقف على القدرات التصنيعية المتقدمة لهذه المؤسسة الرائدة في مجال الميكانيك الدقيق.
وخلال جولته داخل مختلف ورشات الإنتاج، استمع الوالي إلى شروحات مفصلة قدّمها مسيّرو المؤسسة حول أهم خطوطها الإنتاجية، لاسيما ما تعلق بصناعة التروس والأعمدة الدوّارة والقطع المعدنية الدقيقة، وأعمال التفريز والتصنيع بالتحكم الرقمي، وهي منتجات مطلوبة بقوة في السوق الوطنية، خاصة لدى قطاعات الطاقة، الصناعة والبحرية.
وأكد “بودوح” بالمناسبة، أن مشروع توسعة وحدة “ميك” على مساحة 25 ألف متر مربع، في قلب المنطقة الصناعية البرجية، يُعتبر إضافة نوعية للقطاع الصناعي المحلي، نظرًا لما يتيحه من مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة لفائدة شباب المنطقة، فضلًا عن مساهمته في تقليص فاتورة الاستيراد عبر توفير مكوّنات ميكانيكية عالية الجودة محلية الصنع، مثمنا الجهود المبذولة في تجسيد هذا المشروع الصناعي الرائد، الذي اعتبره مكسبًا اقتصاديًا مهمًا للولاية.
معاينة مؤسسة “فادركو” لصناعة منتجات النظافة الشخصية
إلى جانب ذلك، عاين الوالي مشاريع تابعة لمجمع “فادركو”، الشركة الجزائرية الرائدة في صناعة منتجات النظافة الشخصية، والتي تُعد من أكبر الفاعلين الاقتصاديين في مجال الصناعات التحويلية، خصوصًا في منتجات نظافة الأطفال والبالغين، ويجسد توسعها الاستثماري بمستغانم رؤية متقدمة تهدف إلى تنويع الإنتاج ودعم الاقتصاد المحلي، حيث تتمثل هذه المشاريع في مشروع التحويل الصناعي للورق وصناعة أدوات مختلفة من الورق، بما يسهم في توفير قيمة مضافة من خلال إعادة تدوير واستغلال المواد الأولية.
ومشروع صناعة عجينة الورق وصناعة الورق المقوى، هو خطوة إستراتيجية لتلبية احتياجات السوق المحلي من المواد الورقية، وتخفيض فاتورة الاستيراد، كما أن مشروع “مابي تاك” للتحويل الأولي لمادة البلاستيك الأساسية، يشكل دعامة مهمة للصناعات التحويلية المرتبطة بمختلف القطاعات.
مؤسسة صناعة الأواني الخزفية الأولى على المستوى الوطني
فضلا عن ذلك، تفقد “بودوح” مشروع مؤسسة لصناعة الأواني الخزفية، الذي يُعد أول وحدة إنتاج من هذا النوع في الجزائر، باستثمار قدره 700 مليون دينار، ومن المرتقب أن يدخل مرحلة الإنتاج مع شهر ماي المقبل، ويوفر في مرحلته الأولى 80 منصب شغل مباشر.
ودعا الوالي القائمين عليه بالاعتماد علامة “مستغانم” كاسم تجاري للمنتوج، تعزيزا لهويته المحلية، وقد أبرز والي الولاية أن هذه المشاريع الصناعية تمثل قيمة مضافة حقيقية لاقتصاد الولاية، سواء من حيث توفير مناصب الشغل أو من حيث المساهمة في ترقية الاستثمار الوطني، مؤكدا أن مستغانم تملك من المؤهلات ما يجعلها قطبًا اقتصاديًا واعدًا في المستقبل القريب. وأسدى الوالي تعليمات بمباشرة دراسة خاصة لإنجاز خزان مائي لتأمين التموين المستقبلي، مع منح تراخيص فورية لكل مستثمر يرغب في حفر بئر.
وعلى صعيد الطاقة، فقد تم الإشارة إلى أن محطة التحويل الكهربائي المنجزة سيتم استلامها خلال السنة القادمة، ما سيوفر دعامة قوية لاحتياجات المستثمرين من الكهرباء، وذكر بأن الدولة ماضية في جعل المنطقة الصناعية البرجية قطبا اقتصاديا بامتياز، يسهم في تنويع الاقتصاد الوطني، ويعزز مكانة مستغانم كوجهة استثمارية صاعدة.
تجدر الإشارة، إلى أن المنطقة الصناعية البرجية تشهد ديناميكية متسارعة، حيث احتضنت إلى غاية اليوم عدة مشاريع استثمارية واعدة، يُرتقب أن تجعل من ولاية مستغانم قطبًا صناعيًا مهمًا في غرب البلاد، وهي تتربع على مساحة إجمالية قدرها 671 هكتار، يجري تهيئة 400 هكتار منها على مرحلتين، البرجية 1 والبرجية 2، بمساحة 200 هكتار لكل منهما، وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال في البرجية 1 ما يقارب 99 بالمائة، بعد استكمال الطرقات وشبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات، مع تقدم ملحوظ في محطة رفع مياه الأمطار والمياه الصناعية، أما في البرجية 2، فقد تم الانتهاء من شبكات المياه والصرف الصحي بشكل كلي، فيما قاربت أشغال الطرقات والمحاور الرئيسية نسبة 90 بالمائة.
مختار.م