برزت بوادر أزمة بين الجزائر والإتحاد الإفريقي بعد تمسك الأخيرة بقرار منح الكيان الصهيوني صفة “مراقب” رغم اعتراض سبع دول على رأسها الجزائر، التي حذرت من مغبة التمسك بالقرار وإمكانية تأثيره على تماسك الإتحاد.
وعبر وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية، رمطان لعمامرة، عن رفضه لتصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، معتبرا إياها محاولة دفاع عن النفس دون معرفة عواقبها، مشددا على هذه المواقف قد تؤدي إلى تقسيم الإتحاد الإفريقي.
كما أكد الوزير رمطان لعمامرة، على أن تصريحات موسى فقي، لن تؤثر على موقف الممثليات الدبلوماسية السبع، الرافضة لعضوية دولة الإحتلال الصهيوني في الاتحاد الافريقي، حيث ستواصل العمل وتنسيق المواقف والمبادرات من أجل الوصول إلى الهدف المنشود.
وتأتي تصريحات لعمامرة ردا على البيان الذي أصدره مفوض الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، والذي أكد فيه بأن منح دولة دولة الإحتلال صفة مراقب بالإتحاد الإفريقي يقع ضمن نطاق اختصاصاته الكاملة.
كما أضاف فقي، بأن القرار يأتي أيضا في ظل اعتراف غالبية الدول الأعضاء بالاتحاد بالكيان الصهيوني كدولة وإقامة ثلثي أعضاء الإتحاد علاقات دبلوماسية معها، وكذلك بطلب صريح منهم، كما أكد مفوض الاتحاد بأنه إلى جانب قبول وثائق اعتماد الممثل الدائم لإسرائيل لدى الاتحاد الإفريقي، فإن رئيس المفوضية يشدد على الالتزام الثابت للمنظمة الإفريقية تجاه الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، من بينها حقه في إقامة دولة وطنية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار سلام شامل وعادل ونهائي.
وبشأن التحفظات التي أعربت عنها بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي عن هذا القرار، والمبادرة التي قادتها الجزائر لرفض قرار اعتماد إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد، قال فقيه إنه ينوي إدراج قرار الاعتماد، في جدول أعمال المجلس التنفيذي المقبل للمفوضية.
وكانت الجزائر قد اعترضت رفقة كل من مصر وجزر القمر وتونس وجيبوتي وموريتانيا وليبيا، على اعتماد دولة الاحتلال كمراقب في الإتحاد الإفريقي، حيث وجهة لمفوض السلم والأمن رسالة أكدت فيها اعتراضها على القرار.
كما أكدت مصالح الخارجية الجزائرية في وقت سابق، بأن اتخاذ قرار منح عضوية الرقابة للكيان الصهيوني المحتل، جاء دون استشارة موسعة ومسبقة من قبل الإتحاد الاتفريقي، مشددة على أن القرار لن يُؤثّر في دعم الاتحاد الثابت للقضية الفلسطينية العادلة.
ويمكن أن يتحول تعنت مفوض الاتحاد الإفريقي وتمسكه بقراره الأحادي لمنح صفة مراقب للكيان الصهيوني، رغم رفض 7 دول على رأسها الجزائر التي قادت مبادرة لطرد الصهاينة من الاتحاد، إلى أزمة دبلوماسية، يمكنها أن تتسبب في تفكك الاتحاد على حد تعبير لعمامرة.
ق.ح