الثـقــافــة

بلدية تيوت بولاية النعامة

حضارة على صفائح الحجارة

تدل النقوش الحجرية ببلدية تيوت جنوب ولاية النعامة  عدة دلائل ورموز دينية  و تحمل معتقدات خاصة بانسان ماقبل التاريخ، حيث تنتشر هذه الرسومات عبر أوربا وأمريكا، لكن على مايبدو فإن  الرسم  الموجود على صفائح حجارة تيوت يعتبر أقدم بكثير بحكم لون الإغارة الذي أصبح بلون الصخرة المحيطة به، وهذا يستوجب آلاف السنين.

لقد أهتم الإنسان في عصره المبكر بأشكال وجدها في بيئته الطبيعية، لفتت أنتباهه؛ فقلما خفي عليه أن النمط الذي ينسج العنكبوت على منواله حلقات شباكه وتصميم البناء الذي يبدو لقوقعة الحلزون والوضع الذي تبدو عليه الأفعى عند سباتها، يتخذ شكلاً مشتركاً؛ شكل الحلزون Spirale .

 

عصور مبكرة جداً

فإن الحضارات التي ظهرت على الكرة الأرضية في عصور مبكرة جداً قد أعادت تصنيع هذه الظاهرة فنياً. في المحيط الأوربي والافريقي من خلال هذا الدليل، يدفعنا الى إمعان النظر في هذا المحيط الحضاري المحدد الذي ينتمي الى العصر الحجري الحديث الذي يتميز بأستخدامه لنموذج الحلزون في زخرفة الأواني الفخارية. هذه (الأواني الفخارية الحلزونية) ظهرت في الحضارة التريبولية Tripolge Kultur وموطنها بالقرب من مدينة (كييف) الحالية. وهي تتمتع بأهمية كبيرة في التاريخ الفني وتعد شبيهة لحضارة (يانغ ـ شاو) Yang – Shao في صين ما قبل التاريخ وإن لم تكن بمستواها.

 

العلاقة بين العقل والحلزون في الديانات

بهذا الرمز المتعدد الشكل تبدو العلاقة واضحة بين العقل والحلزون في الديانات. منها مطابقة طواف المسيحيين حول حوض المعمودية في مدرسة (رايشنآور) للشكل الحلزوني، و (أمونت) Ammonit يستمد أسمه من (آمون) Ammon الإله المصري القديم الذي يحمل قرون كبش حلزونية. والشكل الحلزوني للقوقعة يشير الى إله الهواء القديم؛ هذا الذي إندمج فيما بعد بـ (إله الشمس) آمون ـ ري Amun – Re . كما الإله الآستيكي Quetzalcoatl، في ذلك الإقليم من عالمنا الذي أظهر لنا أروع عرض لحركة حلزونية: ألا وهي المجرة. إن حقيقة الإتجاه الحلزوني لمجرتنا (درب اللبانة) وللإفادة فقط أن أول نظرة للفظ أمون تدلنا على بنيته اللغوية الأمازيغية الأصل والتي كان ينطق بها قبائل الجيتول في شمال افريقيا قبل التاريخ أي قبل هجرة هذه القبائل شرقا ناحية نهر النيل بعد أن تعرضت المنطقة الى جفاف شديد الامر الذي أدى الى انقراض العديد من الحيوانات التي تحويها محطات الصخور المنقوشة بالتاسيلي وبالأطلس الصحراوي تيوت مثال على ذلك، فأمون هو اله يضع قناع الكبش الذي كان مقدسا في شمال افريقيا حيث محطات الصخور المنقوشة بتيوت ومحطة بوعلام بالبيض أكبر دليل على ذلك، وبالتالي فان تقديس هذا الحيوان عند المصريين واسمه أصله من شمال افريقيا.

إبراهيم سلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى