رياضة

بكل ما تحمل من حب وانتماء.. المواطنون يخلدون ذكرى من صنعوا مجد فريق إتحاد بلعباس

مع كل موسم رياضي جديد، ومع كل صافرة نهاية لبطولة كروية، لا تمرّ اللحظة دون أن تتوقف ساكنة مدينة سيدي بلعباس بكل ما تحمل من حب وانتماء لتستحضر وجوهًا خالدة في الذاكرة الجماعية، رجالًا خدموا الفريق الأول للمدينة اتحاد بلعباس بكل تفانٍ وإخلاص، وتركوا بصماتهم راسخة في صفحات التاريخ الكروي للمنطقة.

إنها لحظة وفاء واعتراف بالجميل، لحظة تغمرها المشاعر الجياشة والدعوات الصادقة، حين يرفع محبو الفريق أكفهم بالدعاء والترحم على أرواح شخصيات صنعت مجد “المكرة”، من بينهم الراحل الدكتور حساني عبد القادر، الذي قاد الفريق بحكمة وإخلاص من موقعه كرئيس، فكان أبًا، قائدًا، وملهمًا لجيل كامل من اللاعبين والمسيرين. ويزيد الحزن تأججًا حين نذكر رحيل شقيقه مصطفى حساني، الذي وافته المنية مؤخرًا، ليلتحق بركب الخالدين ممن عشقوا الفريق حتى النفس الأخير.

ولا يمكن لذكريات الوفاء أن تكتمل دون ذكر عكاشة حسناوي، الرجل الذي ارتبط اسمه ارتباطًا وثيقًا بروح الفريق وتاريخه، وبن سنادة، وشارف، وحمداد، وكويطة، وغيرهم كثيرون ممن قدموا أرواحهم وطاقاتهم لخدمة ألوان الفريق، بعضهم من فوق المستطيل الأخضر، وآخرون من وراء الكواليس، لكن الجميع اتّحدوا على حبّ الفريق ووضعوا مصلحته فوق كل اعتبار.

وفي غمرة هذه الذكرى، نقف اليوم أيضًا عند روح أحد رموز النادي والمدينة، المرحوم الحاج زوبير غالم، الذي غادرنا إلى دار البقاء

في 1 جوان 2022 ، وها نحن نُحيي مرور ثلاث سنوات على رحيله، نستحضر فيها خصاله النبيلة ومساهماته التي لا تُنسى، رجل كان الحضور الدائم في تفاصيل الفريق، وكان روحه حية في كل مباراة، وكل مدرج، وكل فرحة انتصار.

إنها وقفة تأمل واعتراف بفضل من رحلوا، لكنها أيضًا رسالة للأحياء: أن الاتحاد ليس مجرد نادٍ لكرة القدم، بل هو مدرسة في الوفاء والانتماء، وجزء لا يتجزأ من هوية بلعباس وتاريخها.

وفي هذه اللحظات، ترفرف أرواحهم فوق مدرجات 24 فبراير، وكأنها تهمس في آذان الجماهير:” احفظوا الأمانة، وواصلوا المشوار، فالاتحاد أمانة في أعناق الجميع.”

فتحي مبسوط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى