الحدث

بفضل جهود الدبلوماسية الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية، “عبد المجيد تبون”

اعتماد اتفاقية لمكافحة الجريمة السيبرانية

أكدت الدبلوماسية الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية، السيد “عبد المجيد تبون” نجاعتها وفعالياتها على المستوى الدولي، بحيث حققت العديد من الإنجازات ولعل من أهمها اعتماد اتفاقية أممية لمكافحة الجريمة السيبرانية التي دأبت الجزائر على قيادة مسارها التفاوضي، وبذل جهود مضنية على مدى ثلاثة أعوام مع كافة الدول الأعضاء من أجل تحقيق هذا الإنجاز.

وعليه، قد تمكنت اللجنة الحكومية الدولية المكلفة بوضع اتفاقية دولية شاملة بشأن مكافحة استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات للأغراض الإجرامية، برئاسة السفيرة الجزائرية “فوزية مباركي” بعد تحركات ماراطوية ومفاوضات عسيرة من كسب الرهان وذلك باعتماد، الخميس الماضي نص اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة السيبرانية.

المهمة صعبة لكن ليست بالمستحيلة

لم تكن المهمة سهلة على الجزائر ولا بالمستحيلة عليها خلال ثلاث سنوات، حيث انطلقت الرئاسة الجزائرية للجنة مباشرة بعد انتخابها في ماي 2021 في عملها وتحركاتها على أكثر من صعيد دون ملل أو فشل، بل بذلت جهودا جبارة  من أجل تقريب الآراء المتباينة للدول الأعضاء، وإقناع المجتمع الدولي بمسعى الجزائر النبيل في هذا الاتجاه، وعليه عقدت اللجنة ثمان دورات مخصصة للمفاوضات، تخللتها مشاورات مكثفة قادتها الدبلوماسية الجزائرية وفريق عملها، في ظروف فائقة التعقيد، مع أهم الفاعلين بما فيهم الولايات المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وغيرها من الدول الأعضاء، فكانت الجزائر بمثابة المعادلة الصعبة التي قلبت شطرنج المفاوضات في أكثر من مرة، لصالحها، وكانت بحق مفاوضا يُحسب له ألف حساب من طرف الدول الأعضاء وبكثير من الاحترام والتجلي.

اعتراف باحترافية الدبلوماسية الجزائرية

نجحت الدبلوماسية الجزائرية في جهودها التي تكللت باعتماد النص الكامل للاتفاقية الأممية بإجماع كافة الدول الأعضاء، مع تسجيل طلب للتصويت على بعض البنود دون أن يمنع ذلك من تبني النص الكامل بالإجماع ودون تصويت وهي نتيجة لم تكن متوقعة بالنظر إلى الطبيعة الخلافية لموضوع الاتفاقية والتعقيدات المرتبطة بالوضع الدولي الراهن.

وعلى إثر اعتماد نص الاتفاقية، توالت ردود أفعال الدول المشاركة، مشيدة بمستوى المهنية والحياد اللذان اتسمت بهما الرئاسة الجزائرية للجنة في قيادة هذا المسار التفاوضي المعقد، معربين عن عرفانهم وامتنانهم لجهود السفيرة “فوزية مباركي” التي كانت بحق لا تتأثر بالردود السلبية، ولم تتراجع لحظة واحدة ولم تزدها تلك المناورات في الكواليس إلا عزيمة وإصرارا، وكانت أنموذجا للمرأة الجزائرية التي مثلت أحسن تمثيل المرأة الجزائرية وكفاءتها وقدرتها على لعب أدوار ريادية، والتي استطاعت بحكمتها وفراستها وذكائها أن تستمع لكل وجهات النظر دون إقصاء وأن تقترح صيغ توافقية حظيت بقبول جميع الأعضاء، وجعلت الجميع يعترف لها بحنكتها الدبلوماسية وسلالسة مفاوضاتها وبعد نظرها ودقة ملاحظاتها.

مـحـمـد الأمـيـن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى