رياضة

بعد مرور 07 جولات فقط

فيروس الإصابات يثير حيرة المتابعين ويورط المدربين

تنتظر جماهير مولودية وهران بفارغ الصبر عودة الظهير الأيسر “يانيس حماش” لأجواء الملاعب، بعد غياب عن بداية الموسم بسبب الإصابة، ولازال أغلى لاعب في الدوري الجزائري والذي قيل أنه يتقاضى أكبر أجر في مولودية وهران وفي البطولة الجزائرية ككل اللاعب الدولي “يانيس حماش” بعيدا عن المستطيل الأخضر، ولم تسمح له الإصابة التي يعاني منها المشاركة في أي لقاء لحد الساعة، وقد يستمر غيابه طيلة مرحلة الذهاب.

ويعاني العديد من أندية الدوري الجزائري للمحترفين من فيروس الإصابات الذي ضرب الكثير من لاعبيها تواليًا وبأعداد كبيرة، بعد مرور 07 جولات فقط من الموسم الكروي 2024-2025، ما طرح الكثير من التساؤلات وأثار حيرة المتابعين وورط المدربين، قبل أن تدخل الجماهير على الخط للتشكيك في كفاءة المُعدّين البدنيين.

والغريب أن الأندية الكبيرة صاحبة الميزانيات الضخمة والترسانة من اللاعبين الموهوبين، هي الأكثر عرضة لمشكلة الإصابات المحيّرة مع بداية الموسم الجاري، على غرار أندية شبيبة القبائل واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد ومولودية الجزائر ومولودية وهران. وتشترك أندية الدوري الجزائري المذكورة في العدد الكبير من اللاعبين المصابين كل أسبوع، وفي نفس الإصابات تقريبًا، والتي هي في الغالب إصابات عضلية متكررة، ما جعل الكثير من الجماهير يخوضون في تفاصيل وأسباب هذه الإصابات غير المعتادة في هذه الفترة من الموسم وبكل هذا الزخم.

وتعرف كرة القدم العالمية خلال السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة إصابات اللاعبين بشكل مفرط، مع إلقاء اللوم على الرزنامة المكثفة وتراجع أيام الراحة والاسترجاع بالنسبة للاعبين، لكن هذه المعطيات لا تنطبق على الكثير من لاعبي الدوري الجزائري، خاصة في عدم امتلاك الكثير منهم لصفة اللاعب الدولي، ما يعني استفادتهم من الراحة في فترات التوقف الدولي على الأقل.

وعرفت أندية شبيبة القبائل واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد ومولودية وهران العديد من الإصابات مؤخرا، فنادي شبيبة القبائل مثلا عانى من هذه المشكلة التي أدت إلى إعلان المعد البدني للفريق، “كريم بوجنان”، مغادرته الفريق بسبب الهجوم الجماهيري عليه وتحميله مسؤولية الإصابات المتكررة، ورغم دفاع “بن شيخة” عنه لم يعد إلى بيت الشبيبة لحد الساعة.

أما المدرب الجديد لنادي شباب بلوزداد، “عبد القادر عمراني”، فتفاجأ بدوره من العدد الكبير من المصابين وشكك في العمل البدني الذي قام به الفريق تحت إشراف المدرب السابق للفريق، الفرنسي كورينتينمارتينز، في حين أن نادي اتحاد العاصمة خسر جهود 03 لاعبين في مباراة ترجي مستغانم الماضي بداعي الإصابة، في صورة بوخنشوش وعزي وشتي.

ولم يتوقف نزيف الاتحاد في الدوري الجزائري عند هذا الثلاثي بل طال لاعبين آخرين، على غرار غشة وبلقاسمي والإفريقيين مانديكووليكونزا، ما جعل المدرب التونسي “نبيل معلول” تحت الضغط، وبدوره يعاني مولودية وهران من تراكم عدد اللاعبين المصابين، ما أثار الحيرة بخصوص الأسباب وراء هذا الفيروس الذي ضرب العديد من الأندية الجزائرية.

ويرى العديد من المدربين والمختصين أن من بين الأسباب الرئيسة لأزمة إصابات لاعبي الدوري الجزائري للمحترفين، هو أرضية الملاعب، على اعتبار أن بعض الأندية تستعد على أرضيات من العشب الاصطناعي طوال أيام قبل أن تلعب مبارياتها في الدوري على العشب الطبيعي والعكس صحيح، في وقت توجد فيه بعض الأرضيات المعشوشبة طبيعيا في حالة كارثية.

ويشكك البعض الآخر في أسلوب حياة فئة كبيرة من لاعبي الدوري الجزائري للمحترفين، البعيدة عن الاحترافية في الغالب، الأمر الذي يعرض هؤلاء للإصابات المتكررة، دون الحديث في بعض الأحيان عن الرزنامة المكثفة في وقت لا تتوفر فيه الكثير من الأندية على وسائل الاسترجاع والتعافي السريع.

أما الجماهير فيشكك بعضها في كفاءة الأجهزة الفنية والمعدين البدنيين، كما حدث مع نادي شبيبة القبائل، والجهازين الفنيين السابقين لنادي شباب بلوزداد ومولودية وهران، ما يفتح مجال النقاش واسعا في أزمة إصابات اللاعبين التي باتت حاليا مشكلة عالمية.

شريف. م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى