تكنولوجيا

بعد فضيحة البيت الأبيض.. ما سر قوته

تطبيق “سيجنال” يتربع على عرش الخصوصية

شهدت الساحة الرقمية في الأسابيع الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الإقبال على تطبيق “سيجنال” للرسائل المشفرة، وذلك في أعقاب حادثة تسريب معلومات حساسة من البيت الأبيض عبر مجموعات الدردشة على المنصة.

وأكدت ميريديث ويتاكر، الرئيسة التنفيذية للتطبيق، أن “سيجنال” يمثل “المعيار الذهبي للاتصالات الآمنة” في وقت تشتد فيه المخاوف بشأن الخصوصية الرقمية.

يتميز التطبيق الذي تأسس كمنظمة غير ربحية مفتوحة المصدر بخصائص فريدة تجعله الخيار الأمثل للراغبين في حماية اتصالاتهم. حيث يعتمد على نظام تشفير متطور لا يخزن أي بيانات وصفية للمستخدمين، بما في ذلك سجلات المكالمات وجهات الاتصال وأوقات التواصل، على عكس معظم منافسيه في السوق.

تشير البيانات الصادرة عن شركةSensor Towerالمتخصصة في تحليل أداء التطبيقات إلى نمو ملحوظ في عدد مستخدمي “سيجنال”، حيث سجلت الولايات المتحدة وحدها زيادة بنسبة 16% في عدد التنزيلات خلال الربع الأول من عام 2025 مقارنة بالربع السابق. كما ارتفع العدد بنسبة 25% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

يعزو الخبراء هذه الزيادة إلى عدة عوامل أهمها:

(01)- شفافية السياسات: حيث تنشر الشركة جميع تفاصيل عملها وتقنياتها بشكل مفتوح للجميع.

(02)- عدم تخزين البيانات: لا يحتفظ التطبيق بأي معلومات عن المستخدمين أو اتصالاتهم.

(03)- الاستقلالية المالية: كونها منظمة غير ربحية لا تخضع لضغوط المستثمرين أو الأرباح.

على الرغم من أن “واتساب” يستخدم نفس تقنية التشفير الأساسية التي طورها “سيجنال”، إلا أن الفارق الجوهري يكمن في سياسات التعامل مع البيانات.

فبينما يخزن “واتساب” كميات كبيرة من المعلومات الوصفية التي يمكن أن تطلبها الجهات الرسمية، يأتي “سيجنال” بحلول تقنية تمنع حتى الشركة المطورة من الوصول إلى أي بيانات خاصة بالمستخدمين.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة الرقمية نقاشاً حاداً حول توازن الخصوصية والأمن، خاصة بعد الحوادث المتكررة لتسريب المعلومات الحساسة من دوائر حكومية رفيعة المستوى.

ويبدو أن “سيجنال” قد نجح في ترسيخ مكانته كخيار أول للمهتمين بالحماية القصوى لخصوصيتهم في عالم رقمي تتزايد فيه التهديدات الأمنية يوماً بعد يوم.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى