
تـولّـي السلطات الولائية أهمية قصوى لعملية تسيير النفايات المنزلية، إدراكا منها لأهميتها البالغة في الحفاظ على البيئة وصحة المواطن، حيث تواصل في هذا الصدد اللجنة الولائية المكلفة بمتابعة نظافة المحيط في نشاطها وخرجاتها الميدانية الشاملة،للوقوف على ظروف عملية جمع ونقل النفايات عـبر مختلف أحياء وقرى ومداشر البلديات الــ 53 لولاية تلمسان، وكذا معاينة وضعية مركز الردم التقـني ومختلف وحداته.
حيث تعكف المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات بولاية تلمسان، على تقديم خدمات قاعدية من خلال العمل على تحسين الإطار المعيشي للمواطن نحو بيئة أفضل، وذلك بالمعالجة التقنية للنفايات، علما أن المؤسسة تضم 03 مراكز ردم تقني و05 مفارغ مراقـبة. وقد قامت مؤخرا بإبرام عـقـود مع 32 بلدية، إضافة إلى دخول 3 بلديات خلال سنة 2022، وتم إبرام اتفاقيات مع المستشفيات والمؤسسات الفندقية، إلى جانب اتفاقـيات مع الجامعات والإقامات الجامعية، في انتظار تدعيم المؤسسة بالمعدات الضرورية.
هذا، وقـد شملت الخرجات الميدانية التي قامت بها اللجنة المكلفة بهذه النشاطاتتتكون من ممثلين رفيعي المستوى عن عدة هيئات رسمية وإدارات معينة، عدة محطات رئيسية بداية من معاينة القطاع الفرعي لحي أبو تاشفين، وهو أحد الأحياء التي تشكل نقطة انطلاق لجمع النفايات الموجهة نحو مركز الردم. كما تضمنت الزيارة تفقد وحدة الحرق ووحدة التسميد داخل المركز، وهما وحدتان حيويتان في معالجة النفايات، وكان من أبرز محطات الزيارة المعاينة الميدانية لحفر الردم، حيث تم الوقوف على وضعية حفرة الردم الثانية المستغلة حاليا ومتابعة تقدم الأشغال في حفرة الردم الثالثة الجديدة.
هذه الأخيرة التي تعرف تقدما ملحوظا في الإنجاز، والتي من المرتقب استلامها قبل الآجال المحددة خلال شهر سبتمبر الجاري، مع التأكيد على تطبيق المعايير التقنية المعتمدة في إنشائها لضمان فعالياتها وسلامتها البيئية، ولم تقتصر الخرجة على المعاينة الميدانية، فحسب بل شملت أيضا التطرق إلى عدة نقاط تقنية جوهرية مرتبطة بعملية الجمع.
وقد ناقشت اللجنة في هذا الإطار بعمق توقيت الجمع اليومي وعدد الدوريات، والتكرار الأسبوعي لعمليات الجمع، بالإضافة إلى نسبة التغطية عبر مختلف الأحياء وعدد الأعـوان والوسائل اللوجستية المسخرة لهذه العملية الحيوية، حيث تندرج هـذه المعاينة الدقيقة ضمن جهود التنسيق الميداني المستمر بين مختلف الفاعلين، بهدف تحسين منظومة تسيير النفايات، وضمان تقديم خدمة عمومية فعالة وصديقة للبيئة تلبي تطلعات المواطنين وتحافظ على جمال ونظافة محيط الولاية.
مراكز للردم التقني للنفايات لاحتواء 46 مفرغة
مشروع ترميد النفايات العلاجـية الطبية
للإشارة، استفاد المجمع الحضري لمغنية بغرب ولاية تلمسان من مركز جديد للردم التقني للنفايات، حيث قدّرت تكلفة هذه المنشأة التي أنجزت في إطار البرنامج الوطني للتسيير المندمج للنفايات المنزلية، والقضاء على المفرغات العشوائية بقرابة 245 مليون دج، وبطاقة استيعاب تبلغ حوالي 400 ألف طن فيما يصل استغلالها إلى 10 سنوات.
حيث سيمكن هذا المركز المزود بحوض كبير للتخزين، وجناح خاص بفرز النفايات من معالجة أكثر من 130 طن يوميا من النفايات لهذا المجمع الحضري، الذي يضم بلديات مغنية، حمام بوغرارة، فلاوسن وعـين فـتاح. كما استفادت بلديـة السواحلية التابعة إقليميا لدائرة الغزوات هي الأخرى، من عملية إنجاز مركز مماثل بغلاف مالي قدره 250 مليون دج لتغطية بلديات السواحلية،الغزوات،ندرومة،تيانت ودار يغموراسن.
بالمقابل من ذلك، تسجل ولاية تلمسان أكثر من 180 ألف طن من النفايات المنزلية سنويا، مما تطلب استحداث مراكز للردم، على غـرار ذلك المتواجد بمنطقة الصفصاف بضاحية عاصمة الولاية، والذي دخل حيز التشغـيل في السنوات القليلة الأخيرة، وهو يستقبل حوالي 200 طن يوميا من النفايات المجمعة من 07 بلديات أهمها تلمسان،المنصورة،شتوان والحنايا.
أما بالنسبة للمفـرغات العشوائية التي بلغ عـددها 46 عـبر أنحاء الولاية، فقـد شهد بعضها عمليات تهيئة وإعادة تأهـيل، لاسيما بالمناطق الساحلية مثل الغزاوات وهنين. في حين، تم غلق البعض الآخر، ومن بين هذه المفرغات تلك المفـرغة الواقعة بمنطقة السعادنية ببلدية عين تالوت، والتي أنجزت على مساحة 06 هكـتارات بتكلفة 60 مليون دج لاستقبال النفايات الخاصة ببلديتي عين تالوت وعـين نحالة، وأسند تسييرها بقرار ولائي للمؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقـني لمدة 10 إلى 12 سنة.
ويوجد إلى جانب ذلك، مفرغـة مماثلة بمنطقة تاقـمة ببلدية أولاد ميمون، والتي تستقبل نفايات بلديات الواد الأخضر، أولاد ميمون وسيدي العبدلي، حيث رصد لإنجازها غلافا ماليا قـدره 100 مليون دج، فضلا عن ذلك تجهيز مركزي التسميد بكل من شتوان وحمام بوغـرارة بغلاف مالي يـقـدّر بـ 300 مليون دج، ولإنجاح عملية نقل النفايات من هذه المفرغات إلى مراكز الردم، سخرت لفائدة البلديات جميع الوسائـل لجمع وشحن النفايات المنزلية مثل رافعات القمامة،آلات الشحن،الشاحنات والحاويات.
بالموازاة مع ذلك، دخل حـيز الخدمة مشروع ترميد النفايات الناتجـة عن النشاطات العلاجية (الطبية) بمركز الردم التقني للنفايات ببلدية شتوان بولاية تلمسان، حيث يدخل هـذا المشروع الذي رصد له غلافا ماليا قـدره 32 مليون دج في إطار صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية، ويتضمن آلة لترميد النفايات الطبية والأدوية المنتهية الصلاحية، التي تخلفها المستشفيات والمؤسسات الصحية بالولاية، عقب تنصيب هذا المرمد وإجراء جميع التجارب الأولية بنجاح، مع عـقـد مجموعة من الاتـفاقـيات مع مختلف المؤسسات الصحية.
كما برمجت اتفاقيات أخرى مع بعض المتعاملين الاقتصاديين والصيادلة وأطباء الأسنان من أجل ترميد النفايات، حيث يتكفل مركز الردم التقني للنفايات بنقلها بالشاحنات من المؤسسات الصحية نحو المركز، ويمكن لهذا المرمد معالجة 200 كلغ من النفايات العلاجية في الساعة، والتي يتم حرقها بطريقة بيئية وآمنة، فضلا عن تم تخصيص غـرفة للتبريد لاحتواء النفايات الطبية بهدف معالجتها تدريجيا عبر دورات.
جمع أكثر من 20 ألف طـن من النفايات في 77 عـملية نـظافـة
تبـدل الدولة جهودا كبيرة لحماية البيئة، وذلك من خلال التركيز على تنظيف البالوعات، الوديان والمفرغات العشوائية، إذ سجلت على مستوى ولاية تلمسان السنة الماضية 77 عملية نظافة على مستوى أحياء بلديات تلمسان، وعلى مستوى الشواطئ والغابات، تم خلالها القضاء على النقاط السوداء وإزالة البلاستيك والأعـشاب الضارة وصيانة المساحات الخضراء والمواقع التاريخية والسياحية.
هذه العمليات سمحت بجمع 20 ألف طـن من النفايات المختلفة، كما تم القضاء على مختلف المفرغات العشوائية، وذلك في إطار مراقبة العملية الوطنية لنظافة البيئة وإزالة النفايات المنزلية، حيث أحصت مديرية البيئة لولاية تلمسان السنة الماضية 838 نقطة سوداء بالمفارغ العشوائية تمت معالجة منها 614 نقطة.
كما تم تسجيل أيضا 392 نقطة سوداء على مستوى المقابر وتم معالجة منها 311 نقطة، و241 نقطة سوداء على مستوى الوديان، والتي تم معالجة منها 135 نقطة، إلى جانب 609 نقطة في مجالات أخرى تم معالجة منها 562 نقطة سوداء.
أما بالنسبة لنظافة المحيط ورفع النفايات المنزلية، تقوم بلديات تلمسان بالتكفل بعملية رفع النفايات المنزلية وتوجيهها إلى مراكز الردم التقني أو المفرغات العمومية المراقـبة حسـب الحالة، علما أن كمية النفايات المنزلية اليومية في الولاية قـدّرت سـنويا بــ 310 ألف و250 طـن بما يعادل 850 طن في اليوم، ناتجة عن تعداد سكاني يقدّر بـ 1.131.019 نسـمة، حيث تمت معالجة منها 660 طنا أي بنسبة تـقـدّر بـ 82 بالمائـة. وفي إطار عمل اللجنة الولائية لمراقبة المؤسسات المصنفة والتي راقبتها اللجنة والمقدّرة بــ 93 مؤسسة، تم إعـذار منها 65 و07 غلق مؤقت والتحفظات لــ 21 منها، كما تم تقـديم محضر واحـد خاص بمؤسسة للعدالـة.
الوالي غـير راضي عن تسيير ملف النظافة
للإشارة، وجّه السيد “يوسـفبشلاوي” والي ولاية تلمسان، في العديد من لقاءاته مع رؤساء الدوائر ورؤساء المجالس الشعبية البلدية، ومختلف المصالح ودوائر القطاعـية بالولاية، وفي مقدمتهم مديرية البيئة لولاية تلمسان ولجنة البيـئة المكلفة بتسيير ملف النظافة، تعليمات صارمة تقضي بالقيام بحملات تحسيسية توعوية لترسيخ الممارسات الحسنة في هذا المجال، وذلك بمشاركة الجمعيات الفاعلة والناشطة في المجال البيئي وبإشراك المجتمع المدني.
هذا، فضلا عن إطلاق حملات تحسيسية عـبر أثير إذاعة تلمسان الجهوية، لحث المواطن على الالتزام بالممارسات الضرورية للمحافظة على نظافة المحيط، كاحترام مواقيت وأماكن إخراج النفايات المنزلية، بغرض الحفاظ على نظافة البيئة وجمال المدينة، مع القيام بخرجات دورية لمعاينة مدى التكفل ومعالجة النقاط السوداء، طبقا لما تقرر سابقا من خلال وضع جهاز متابعة ودعم للجماعات المحلية، بتكليف المديريات بتنفيذ البرنامج المسطر الخاص بمعاينة المحاور الكبرى، كل فيما يخصه مع رفع تقارير دورية عن عملهم.
حيث تكمن مهامهم في العمل بالتنسيق مع رئيس الدائرة، إلى جانب المتابعة اليومية لإحداث آلية تضمن عملية تنظيف الشوارع بشكل دائم ودوري خلال مختلف الفترات، وكذا العمل على تنشيط وتفعيل الحملات التطوعية كل أسبوع لتحسيس وتوعية المواطنين، مع التركيز على تنظيم الحملات الهادفة في الأحياء والمواقع التي تشهد إقبالا مكثفا للجمهور، وإعادة النظر في عمليات جمع النفايات، وإحصاء جميع النقاط السوداء المتواجدة على مستوى تراب إقليم بلديات تلمسان.
حيث تأتي هذه التعليمات بعد الوضع البيئي الذي أضحى في الآونة الأخير مترديا وأصبحت النفايات المترامية بأحياء وشوارع وفضاءات مختلف بلديات ولاية تلمسان على غرار تلمسان، مغنية… وغيرها من المدن الكبرى بالولاية تحديا صعبا للسلطات المحلية.
اعداد:ع. أمــيــر