
قرر المدرب الجزائري، “ميلود حمدي”، خوض تجربة جديدة في قارة إفريقيا، بعدما أنهى مغامرته في نادي الخالدية البحريني، وأعلن نادي سينجيدا بلاك ستارز التنزاني، تعاقده مع المدرب “ميلود حمدي”، لمدة سنة ونصف، مدربا رئيسي للفريق، فيما تم تعيين المدرب الجزائري “نسيم صفراوي” مدرباً مساعداً.
المدرب الجزائري “ميلود حمدي”، الذي سبق له تدريب عدة أندية عريقة مثل إتحاد العاصمة وشبيبة القبائل وعميد الأندية الجزائرية شباب قسنطينة سيقود الفريق التانزاني خلال الفترة المقبلة في الدوري التنزاني، في تأكيد لصعود أسهم المدربين الجزائريين في جنوب القارة الإفريقية بعد أن اقتصر حضورهم في الغالب بالدوريات العربية، سواء في شمال إفريقيا أو دول الخليج لسنوات عديدة.
حمدي (53 عاما) ولد ونشأ في فرنسا، لكنه عمل مع العديد من الأندية الجزائرية، في صورة اتحاد الجزائر والنادي الرياضي القسنطيني وشبيبة القبائل، بالإضافة إلى خوضه تجارب عربية مع نهضة بركان المغربي والسالمية الكويتي والخالدية البحريني، قبل أن يخوض تجربة جديدة في الدوري التنزاني، وكان تداول أسماء مدربين جزائريين داخل القارة السمراء نادرا جدّا، على اعتبار أن أغلبهم كان يفضل العمل في الدوريات العربية، ولم يبرز سوى اسم المدير الفني المعروف “عادل عمروش”، الذي عمل لسنوات طويلة في إفريقيا كمدرب للمنتخبات الوطنية، على غرار بورندي وكينيا وبوتسوانا وتنزانيا، بالإضافة إلى تجربتين قصيرتين مع منتخبي ليبيا واليمن.
وأعطى “عبد الحق بن شيخة” دفعا قوّيا للمدربين الجزائريين في الأندية الإفريقية بعد أن عمل الموسم الماضي مع نادي سيمبا التنزاني، الذي قاده للتتويج بالكأس المحلية، ورغم النتائج الفنية الجيدة لمدرب شبيبة القبائل حاليا، فضل الرحيل عن النادي التنزاني لأسباب شخصية.
وتركت تجربة المدرب عبد الحق بن شيخة (61 عامًا) انطباعًا جيّدا في إفريقيا ورفعت أسهم المدربين الجزائريين لدى أندية القارة السمراء، التي بدأت في الاهتمام بالتعاقد مع المدربين الجزائريين، الذين باتوا بدورهم منفتحين على العمل في جنوب القارة الأفريقية.
بدوره يخوض الدولي الجزائري الأسبق “لخضر عجالي” تجربة مميزة مع نادي حافيا كوناكري الغيني، في تجربة غير مسبوقة لمدرب جزائري في الدوري الغيني، ويقود “عجالي” المتحصل على شهادة “كاف برو” قبل أيام، فريق حافيا منذ شهر سبتمبر الماضي، وتوج معه بكأس الرابطة الشهر الماضي، في انتظار انطلاق الموسم الجديد من الدوري الغيني. ويستهدف “عجالي” التتويج بلقب الدوري الغيني مع نادي حافيا كوناكري أحد أكبر الأندية في غينيا وأشهرها في القارة السمراء، الأمر الذي قد يزيد من سمعة المدربين الجزائريين ويحوّل وجهتهم نحو جنوب القارة في هجرة عكسية غير مسبوقة.
وأدى تطور كرة القدم الإفريقية والبنى التحتية في العديد من الدول هناك، وتغيّر تفكير مسؤولي العديد من أندية القارة إلى الاعتماد على مدربين أفارقة ومن جنسيات مختلفة بدل الاعتماد على المدربين الأوروبيين الذين كانوا يسيطرون على مهنة التدريب لسنوات، وهو ما أدى إلى هذه التجارب الجديدة للمدربين الجزائريين.
وعرفت القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة طفرة للمدربين المميزين، بدليل اعتماد أندية شمال أفريقيا على مدربين من جنوب القارة، على غرار الجنوب إفريقي بيتسوموسيماني الذي عمل مع الأهلي المصري، والكونغولي فلوران إيبانغ الذي عمل مع نهضة بركان المغربي وحاليا مع الهلال السوداني، والجنوب إفريقي رولانيموكوينا مدرب الوداد البيضاوي المغربي حاليا.
شريف. م