الحدث

بعد استنزاف الأنفاس الأخيرة من الحملة الانتخابية للمترشحين الثلاثة

الصمت الانتخابي يدخل حيز التنفيذ

رامـي الحـاج

 

وضعت الحملة الانتخابية أثقالها وعاد المترشحون الثلاثة إلى معاقلهم، بعد أن جالوا وصالوا عبر أصقاع الوطن طيلة ثلاثة أسابيع وبذلوا كل جهودهم من أجل شرح برامجهم الانتخابية وإقناع المواطنين للذهاب بقوة يوم السابع سبتمبر المقبل للانتخاب، وبشكل خاص التصويت لصالحهم.

بدأ الصمت الانتخابي والمجال لوضع الروتوشات الأخيرة الخاصة بمراكز التصويت والمسائلة التقنية المتعلقة بالسير الحسن للعملية الانتخابية، ويمنع منعا باتا لأي مترشح أو ممثل عنه الإدلاء بأي تصريح أو مواصلة الدعاية لبرنامجه. لقد حان وقت الحسم وساعة الحصاد قاب قوسين أو أدن.

وبعد غد السبت سيكون المواطن الجزائري الذي يحق له التصويت دورا فعالا ومؤثرا وكبيرا في العملية الانتخابية، لأنه من الممكن جدا أن يصنع صوته الفارق في دخول أحد المترشحين الثلاثة إلى قصر المرادية ويمكن لصوته أن يميل الكفة إلى أحدهم ويمنحه الأفضلية بل حتى الغلبة. وعليه فلا يجب الاستهانة بهذا “الصوت” ويجب على صاحبه أن يفكر مليّا لمن يعطيه لأنه ليس واجبا فحسب بل أمانة نحو الوطن، فلا غرابة لو وجدنا الكثير من الناخبين لا يزالون لحد كتابة هذه السطور إما مترددين لمن يمنحوا أصواتهم أو يميلون إلى التفكير أيضا والتريث حتى نهاية الصمت الانتخابي لاتخاذ قرارهم الحسام والحازم والفاصل.

وعليه، فقد أكدت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، في بيان لها أول أمس، على ضرورة “التقيد الصارم” بفترة الصمت الانتخابي والذي يعقب اختتام الحملة الانتخابية، أي بداية من أمس الأربعاء وإلى غاية يوم الاقتراع الموافق ليوم السبت 7 سبتمبر، كما ذكرت بالمناسبة الرأي العام بفحوى أحكام المادة 74 من الأمر رقم 21-01 المؤرخ في 10 مارس سنة 2021 المتضمن القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات، المعدل والمتمم، والتي تنص على أنه “لا يمكن أيا كان مهما كانت الوسيلة وبأي شكل كان، أن يقوم بالحملة خارج الفترة المحددة من 15 أوت 2024 إلى غاية 3 سبتمبر 2024”. 

كما ذكرت السلطة المستقلة بفحوى المادة 81 من الأمر السالف الذكر التي تنص صراحة على أنه “يمنع نشر وبث سبر الآراء واستطلاع نوايا الناخبين قبل اثنتين وسبعين (72) ساعة من تاريخ الاقتراع على التراب الوطني أي من الأربعاء 4 سبتمبر 2024 وخمسة (5) أيام قبل تاريخ الاقتراع، بالنسبة للجالية المقيمة بالخارج، أي من الاثنين 2 سبتمبر 2024”. 

وسهرا على السير الحسن لعملية الاقتراع وعملا على ترقية مسعى النضج الديمقراطي لدى الناخبات والناخبين، تؤكد السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات على المترشحين للانتخابات الرئاسية المسبقة ليوم 7 سبتمبر 2024 وممثليهم وكذا وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة والالكترونية “ضرورة التقيد الصارم بفترة الصمت الانتخابي”، يضيف المصدر ذاته.

خلال الصمت الانتخابي، كل مترشح يعيد حساباته ويستعيد شريط الحملة الانتخابية ويضرب أخماسا في أسداس ويضع كل الاحتمالات الواردة، وكذلك الناخبون قبل التصويت يراهنون على فرسانهم ويشجعون غيرهم لمنحه صوته بل ويعقدون الأماني أن يكون مرشحهم الذي اختاروه هو الرئيس القادم الذي سيحكم البلاد لخمسة أعوام كاملة.

 وبين الأماني وما سيفرزه الصندوق السبت المقبل، رحلة متعبة من الأرق والقلق والسهر والتساؤلات والظنون وهلم جرا.. المهم أن الحملة الانتخابية انتهت بخير وفي أجواء جد حسنة وظروف تحسدنا الكثير من بلدان العالم عليها والأهم أنّ المترشحين أو الفرسان الثلاثة تنفسوا الصعداء، وآن لهم أن يستريحوا تماما كاستراحة المحارب النبيل بعد عودته من المعركة والكلمة الأخير ستكون للصندوق “الفيصل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى