تكنولوجيا

بسبب انخفاض الزيارات.. غوغل تقدم أدوات جديدة لدعم أصحاب المواقع

في خطوة تهدف إلى استعادة التوازن في العلاقة بين محرك البحث الشهير وأصحاب المواقع الإلكترونية، أطلقت شركة غوغل أداة جديدة تسمح للناشرين بإضافة نافذة تفاعلية داخل مواقعهم يمكن استخدامها بطرق متعددة لزيادة الأرباح والحفاظ على التفاعل مع الزوار.

تأتي هذه الخطوة في توقيت حساس يشهد فيه العديد من المواقع انخفاضًا كبيرا في عدد الزيارات القادمة من نتائج البحث، وهو ما ربطه مراقبون بزيادة اعتماد غوغل على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تقدم إجابات مباشرة ضمن نتائج البحث وتقلل من حاجة المستخدمين للنقر على الروابط.

الأداة الجديدة التي أعلنت عنها غوغل تتيح لأصحاب المواقع عرض نافذة إضافية للزائر عند دخوله إلى الموقع، وتوفر هذه النافذة عددًا من الخيارات التفاعلية التي يمكن للزائر من خلالها الوصول إلى المحتوى كأن يشاهد إعلانًا قصيرًا أو يجيب على استبيان أو يدفع مبلغًا رمزيًا، كما يمكن استخدامها لتشجيع الزائر على الاشتراك في النشرة البريدية أو مشاركة بياناته، بما يساعد الموقع في بناء قاعدة بيانات تسويقية.

 

تنوع الخيارات يحافظ على تجربة المستخدم ويزيد من فرص الربح

 

أكدت “غوغل” في بيانها أن هذه الأداة تعطي الناشرين حرية كاملة في تخصيص مكان ظهور النافذة داخل صفحات الموقع، إضافة إلى إمكانية التحكم بعدد مرات عرضها خلال فترات زمنية محددة وتسمح أيضًا باستثناء بعض الصفحات من ظهورها، إذا كان الناشر يخشى من إزعاج الزوار أو التأثير على تجربة التصفح، وتقول الشركة إن الغرض الأساسي من هذه الأداة هو تمكين أصحاب المواقع من تقديم محتوى مجاني دون التضحية بالعائد المادي، حيث يصبح بإمكان الزائر اختيار الطريقة التي يفضلها للتفاعل مع الموقع.

وتشير الشركة إلى أن الأداة خضعت للتجربة على أكثر من ألف موقع قبل تعميمها وأن نتائجها أظهرت قدرة جيدة على تحفيز التفاعل وزيادة العائدات وتم دمجها ضمن منصة إدارة الإعلانات الخاصة بغوغل مع دعم أدوات ذكية قادرة على تحديد الوقت المثالي لعرض النافذة بناءً على سلوك المستخدم وأنماط التصفح بهدف رفع معدلات المشاركة دون التسبب في نفور الزائر.

 

حل مؤقت في ظل تصاعد أزمة المحتوى مع الذكاء الاصطناعي

 

يرى محللون أن غوغل تسعى من خلال إلى تهدئة غضب الناشرين الذين تضرروا بشدة من التغييرات الأخيرة في طريقة عرض نتائج البحث، إذ تشير تقارير إلى أن بعض المواقع فقدت نصف عدد الزيارات التي كانت تأتي من محرك البحث، في حين تراجعت معدلات النقر على الروابط بنسبة كبيرة وصلت في بعض الحالات إلى 70 بالمئة، ويعزو كثيرون هذا التراجع إلى ظهور مقاطع إجابة فورية يستخدم فيها محرك البحث محتوى المواقع ذاتها لإنتاج الردود عبر أدوات الذكاء الاصطناعي.

ويشير البعض إلى أن غوغل تجد نفسها في موقف صعب فهي من جهة تسعى لتقديم خدمات سريعة ومباشرة للمستخدمين عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن جهة أخرى تدرك أن هذه التحديثات تهدد اقتصاد المحتوى المعتمد على الإعلانات والزيارات، ولهذا تبدو هذه الأداة محاولة لتقديم بدائل عملية تتيح للمواقع الاستمرار في العمل وتحقيق بعض الدخل رغم انخفاض الزيارات.

ورغم أن البعض يعتبر هذه النافذة مجرد أداة مزعجة أخرى، إلا أن الوضع الحالي قد يجبر العديد من الناشرين على تبنيها، خاصة في ظل التراجع الحاد في مصادر الدخل التقليدية ويرى آخرون أنها مجرد حل قصير الأمد لا يعالج جوهر المشكلة وهو العلاقة غير المتوازنة بين محركات البحث ومنتجي المحتوى في عصر الذكاء الاصطناعي.

ياقوت زهرة القدس بن عبد الله  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى